لم تتوقف الآثار التي خلفتها عاصفة دانيال في ليبيا على الأضرار البشرية وتلك التي لحقت بالمباني، وإنما امتدت لتشمل تأثيرات أخرى دائمة طالت عدداً من المعالم الطبيعية المعروفة في مناطق شرق البلاد وغيرت ملامحها التي عرفت بها عبر تاريخها.
وقبل أسبوعين ضرت عاصافة دانيال غير المسبوقة مناطق الشرق الليبي حاملة معها امطاراً غزيرة تسببت في سيول وفيضانات عارمة أدت إلى إلحاق دمار واسع خاصة بمناطق في الجبل الأخضر كالمرج والبيضاء وتاكنس وشحات وسوسة وغيرها، لكن الدمار الأكبر طال مدينة درنة الساحلية بسبب انهيار السدين الواقعين على واديها.
شلال درنة
ومن بين الآثار الجانبية للعاصفة، التغييرات التي طرأت على معالم وأمكان طبيعية شهيرة في المناطق المنكوبة بينها "شلال درنة" الذي يقع بأحد أودية المدينة ويعتبر من أرز معالمها الطبيعية والسياحية.
شلال درنه قبل و بعد💔 pic.twitter.com/xNNh20tgPC
— سالم العوامي (@salemAwamey) September 20, 2023
وفي أعقاب الكارثة اكتشف سكان المدينة المنكوبة أن موقع شلالها اختفى تماماً بعد انهيار الجرف الذي يتساقط من فوقه بينما توقفت مياهه عن الإنسياب عبر مجراها الطبيعي.
وتداولت مواقع إخبار ية وصفحات عبر منصات التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع تظهر عودة مياه الشلال للتدفق لكن عبر مسار مختلف تماماً، ما يشير إلى تغير دائم لملامح الشلال التي عرف بها عبر تاريخه.
إذا جاءك اليأس ليحدثك عن المستحيل ، فحدثه عن قدرة رب العالمين ، من عجائب الله علي أرضه ✨🙏🇱🇾
— Zaineb Alhamdi (@AlhamdiZaineeb) September 27, 2023
عودة عيون شلال درنة للجريان من جديد بمسارات مختلفة .#ليبيا_في_القلب #درنه_ستزهر_من_جديد pic.twitter.com/o5aDso5FxJ
يذكر أن شلال درنة تعرض للتوقف في فترات سابقة منها العام الماضي، بسبب تغييرات طبيعية وأخرى بفعل أنشطة بشرية في المناطق المحيطة به، لكن تضاريس المنطقة التي ينبع ويصب فيها لم تتأثر إلا بعد الإعصار الأخير.
وكان الشلال يصب من جرف صخري بارتفاح نحو 20 متراً بأحد جوانب وادي درنة، وتسير مياهه في سواقي إلى أسفل الوادي حيث يستعملها المزارعون المحليون في ري محاصيلهم.
شواطئ لاثرون
وعلى بعد عدة كيلومترات غرباًن طالما جذبت شواطئ منطقة "الأثرون" بزرقة مياهها وتعرجاتها و كهوفها الصخرية السياح من كافة انحاء البلاد، لكن التغيير طالها هي الأخرى بفعل العاصفة.
★ كانا كهفين بحريين
— العقيد ناصر حسن (@Hassan748552822) September 25, 2023
★ أختفى أحدهم
★ والآخر دُفن بحرُه
★ البر توسع والبحر تقلّص
هذا ما صار في شواطئ لاثرون وتحديداً عن #لاثرون الدبوسية بالجبل الأخضر
وسُبحان الذي يُغيّر ولا يتغير pic.twitter.com/bFvoBNBtaT
وأظهرت صور ومقاطع فيديو تداولها أهالي المنطقة تغيراً ملحوظاً على شواطئ المنطقة بفعل السيول العارمة التي اندفعت من أعلى الجبل حاملة آلاف الأطنان من الطمي والصخور.
وتداولت صفحات افتراضية صوراً لأحد كهوف بحر الأثرون الشهيرة قبل وبعد الإعصار، حيث أصبح الكهف مطلاً على اليابسة، بعد أن كان كهفاً بحرياً لا يمكن دخوله إلا على عبر البحر.
عيون ماء جديدة
ولم تقتصر التغييرات التي حدثت بمنطقة الجبل الأخضر على تغيير معالمها الطبيعية الموجودة، إذ أدت إلى ظهور عيون ماء جديدة في مناطق لم يعهدها سكان تلك المناطق.
#برقة #الاثرون
— Anis Abdaljawad انيس عبدالجواد #هلها_قراضين_بصلها (@AnisAbdaljawad) September 24, 2023
كهوف البحريه في الاثرون قبل وبعد pic.twitter.com/UcjJ0ebwY9
ومن بين المناطق التي رصدت بها عيون ماء، بحسب ما تداوله مدونون محليون، تلك التي ظهرت بوادي درنة الشهير والذي شهد أعنف لحظات الكارثة بسبب تحطم سديه تحت وطأة العاصفة دانيال ليلة 10 و 11 سبتمبر الحالي.
ولا تعكس الصور المحدودة التي وثقها سكان المناطق المنكوبة كل آثار العاصفة، إذ أشارت جهات مختصة إلى الدمار الذي طال أراضي زراعية في مناطق طالما عرفت بخصوبة أراضيها ووفرة إنتاجها من المحاصيل الزراعية
يعوض ربي خير في الثروة النباتية التي لا تقدر بثمن …
— ﮼جمال 𓃵 (@Nwfey90) September 20, 2023
وادي جرجار أمه https://t.co/FfTtU8htUq pic.twitter.com/iwO1ThhQQI
وشهدت سهول ووديان مناطق بينها جنوب مدينة البيضاء و "وادي الكوف" و "زاوية العرقوب" و "قصر ليبيا" و "سْلطنة" عمليات تعرية وانجرافات كبيرة للتربة نتج عنها اختفاء الغابات والأحراش التي تغطي تلك المناطق.
واشتكى مزارعون من تبدل طبيعة أراضيهم بفعل السيول الجارفة، من التربة الطينية الحمراء التي يشتهر بها الجبل الأخضر، إلى حصى وصخور وتربة بألوان مختلفة لم يعهدوها من قبل.
مقطع متداول لظهور عين مياه عذبة بجانب شاطئ البحر بمنطقة #طلميثة شمال #المرج. pic.twitter.com/fmeNjjta8m
— شبكة الرائد الإعلامية (@arraedlgplus) September 24, 2023
وأشار تقرير، صدر قبل أسبوع عن وزارة السياحة والصناعات التقليدية الليبية، إلى أن السيول أسفرت عن تغيير مظاهر سطح مجرى وادي الكوف، المتألف من الغطاء النباتي الكثيف، من أشجار الغابات شبه دائمة الخضرة، والنباتات الرعوية، وأشجار البلوط والجداري والعرعر والخروب والصنوبر، التي تعد مصدر إنتاج أصناف متنوعة من العسل.
المصدر: أصوات مغاربية