بدأوا الدراسة ببلدانهم.. مغاربيون يساهمون في اكتشاف أسرار الفضاء
يحتفل العالم من الرابع إلى العاشر من أكتوبر الجاري بـ"الأسبوع العالمي للفضاء" وهي مناسبة أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 1999 من أجل الاحتفاء "بمساهمات علوم وتكنولوجيا الفضاء في تحسين وضع الإنسان".
ويعد الأسبوع الدولي للفضاء أبرز فعالية عالمية تتجدد كل عام بهدف "إلهام التلاميذ وإبراز الدعم الشعبي المشاهد لبرنامج الفضاء، وتثقيف العامة بشأن الأنشطة الفضائية، وتعزيز التعاون الدولي في التوعية بمسائل الفضاء وتعليمها"، وفق الأمم المتحدة.
وفي 2023، تُركز المنظمة الدولية على دور صناعة الفضاء في ريادة الأعمال، إذ أصبحت الشركات التجارية الخاصة تُنافس بشدة عمالقة المجال المملوكين للحكومات، وأضحى بمقدورها بناء وإطلاق الأقمار الصناعية ومنح دفعة جديدة للهوس الإنساني باستكشاف أسرار الفضاء.
ورغم أن الصناعات المغاربية في مجال غزو الفضاء لا تزال غير متطورة، إلا أن بلدان المنطقة لديها كفاءات بارزة في أعرق المؤسسات العالمية الرائدة.
وهؤلاء مغاربيون يساهمون في استكشاف الفضاء:
نور الدين مليكشي
هو عالم فيزياء ذرية وجزيئية جزائري معروف بأبحاثه الغزيرة في مجال الكيمياء التحليلية وعلوم الفضاء.
قدم هذا العالم المشهور بـ"سفير الجزائر بالمريخ" مساهمات عديدة في تطوير أدوات التحليل الكيميائي، لا سيما في مجال التحليل الطيفي الناتج عن الليزر (LIBS)، وعمل على تقنيات لتحليل تركيب المواد باستخدام البلازما المستحثة بالليزر، وهي تكنولوجيا تستخدم في مجالات مختلفة، بما في ذلك علوم الفضاء، والرصد البيئي.
وسجل مليكشي - وهو من مواليد بلدة الثنية بولاية بومرداس - 15 براءة اختراع، وفاز بالعديد من الجوائز الدولية، منها جائزة "كابيتول هيل" وجائزة "ناسا" للبحوث.
ومليكشي (65 عاما) ابن المدارس العمومية الجزائرية، إذ دخل المدرسة الابتدائية سنة 1962، وبعد نهاية الطور المتوسط انتقل للعاصمة ليدرس بثانوية عبان رمضان، وهناك حصل على شهادة البكالوريا في الرياضيات سنة 1976.
في ربيعه 18، التحق مليكشي بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا بالجزائر وتحصل على دبلوم الدراسات العليا في الفيزياء عام 1980، قبل أن ينتقل للدراسة في أميركا حيث نال الماجستير في العلوم سنة 1982 ثم دكتوراه في الفيزياء سنة 1987.
في 2018، انتُخب هذا العالم بالوكالة الفضائية "ناسا" عضوا بالجمعية الفيزيائية الأميركية المكلفة بترقية العلوم الفيزيائية في العالم.
كمال الودغيري
مهندس اتصالات وعالم فضاء في وكالة "ناسا" الأميركية أيضا. تفوقه الدراسي جعله يسافر في أواسط ثمانينيات القرن الماضي إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث تابع دراسته.
أشرف الودغيري (55 عاماً) على عدد من العمليات الفضائية الناجحة، من بينها عملية هبوط المركبتين "سبيريت" و"أوبورتيونيتي" على سطح المريخ، كما كان ضمن الفريق العلمي، الذي أشرف قبل نحو خمس سنوات على عملية هبوط العربة الآلية "كيريوزيتي" على سطح المريخ، وكانت مهمته حينها متابعة الإشارات التي تصدرها الآلية أثناء نزولها.
في 2020، تمكن فريق "مختبر الذرة الباردة" (Cold Atom Lab)، المشروع التابع لـ"ناسا" والذي يديره هذا العالم المغربي، من الفوز بجائزة العام لعلوم الفضاء التي يمنحها المعهد الأميركي للملاحة الجوية والفضائية.
ويشتغل مختبر (كولد أتوم لاب) انطلاقا من موقعه بمحطة الفضاء الدولية منذ سنة 2018، ويقوم بتبريد الذرات إلى ما يقرب من الصفر المطلق، أي ناقص 459 درجة فهرنهايت، وهو أبرد من أي مكان آخر معروف في الكون الطبيعي.
وقبل ذلك وفي عام 2019، حظي الودغيري، بتكريم مميز من وكالة "ناسا" التي منحته ميدالية "الخدمة الاستثنائية" عرفانا بإنجازاته المتواصلة وإسهاماته المتعددة في مشاريع وبرامج الوكالة.
وفي سنة 2017، حصل على "جائزة قيادة الأفراد" التي تكرم المهارات القيادية المتميزة الضرورية لاستمرار نجاح مهام الاستكشاف التابعة لناسا.
كما سبق توشيح الودغيري من طرف الملك محمد السادس بوسام العرش عام 2012
محمد عبيد
هو عالم فضاء تونسي بوكالة "ناسا"، ونائب كبير المهندسين الميكانيكيين بمشروع "المريخ 2020"، ومدير مجموعة هندسة الميكاترونيكس بمختبر الدفع النفاث المعروف اختصارا بـ JPL، وهو مركز بحثي ممول حكومياً ويقع في مدينة باسادينا بولاية كاليفورنيا.
يشتهر مختبر الدفع النفاث بخبرته في مجال الروبوتات والميكاترونكس، وخاصة في تطوير الأنظمة الآلية لاستكشاف الفضاء.
وإضافة إلى ذلك، أشرف هذا العالم التونسي ضمن عدد آخر من العلماء على صناعة المركبة الفضائية الشهيرة "برسفيرنس روفر" (Perseverance Rover)، والتي سعت إلى البحث عن آثار حياة قديمة على المريخ.
تونسي دخل التّاريخ! المهندس "محمّد عبيد" نجح ضمن فريق "ناسا" NASA في تأمين هبوط مركبة "المثابرة" PERSEVERANCE على سطح المرّيخ. هو نائب رئيس قسم المهندسين الميكانيكيين في برنامج"المرّيخ 2020" في وكالة ناسا. و الرّجل الثّاني في فريق تأمين هبوط المركبة "بيرسيفيرنس" على سطح المريخ pic.twitter.com/Sd0bafzo3t
— intisar antar (@intisar_antar) February 19, 2021
وانطلق هذا المسبار الأميركي، الذي يعد الأضخم والأكثر تعقيدا، باتجاه الكوكب الأحمر صيف العام 2020.
إلى جانب ذلك، يعمل الدكتور عبيد محاضراً في قسم الملاحة الفضائية في جامعة جنوب كاليفورنيا (USC)، وهو مؤلف كتاب "أجهزة استشعار المركبات الفضائية".
ولد عبيد في تونس وتتلمذ هناك إلى أن أنهى دراسته الثانوية، ثم انتقل إلى فرنسا لمتابعة دراسته الجامعية. لاحقاً، انتقل إلى الولايات المتحدة للحصول على درجة الدكتوراه في هندسة الطيران والهندسة الميكانيكية من جامعة جنوب كاليفورنيا والعمل في ناسا.
المصدر: أصوات مغاربية/ الحرة / موقع "ناسا"