In this file photograph taken on October 17, 1961, Algerian demonstrators arrested during the peaceful demonstration, wait with their hands above their heads in a bus requisitioned by the police in Paris. Sixty years ago, on October 17, 1961, 30,000 Algerians who had come to demonstrate peacefully in Paris were subjected to violent repression. Official assessment: three dead and sixty wounded, very far from reality according to historians
جزائريون تم توقيفهم في مظاهرة يوم 17 أكتوبر 1961 في باريس بسبب رفضهم حظر التجول

في أغسطس 1958 قرر قادة الثورة الجزائرية نقل ثورتهم إلى الداخل الفرنسي، ردّا على ما يقوم به جيش ودرك وشرطة الاحتلال من قتل وتدمير في بلادهم منذ بداية الثورة في نوفمبر 1954.

 نفّذ الثوار عمليات مسلحة في العاصمة باريس ومرسيليا وغيرها من المدن الفرنسية، طالت خصوصا الجيش والأسلاك الأمنية والمنشآت وخلفت قتلى وجرحى وخسائر مادية كبيرة.

3 سنوات من الثورة في فرنسا

اعتقد الفرنسيون بأن عمليات جبهة التحرير الوطني الجزائرية، التي قادت الثورة، ليست أكثر من مجرّد ردّ فعل على احتلال الجزائر، وأن رد الفعل هذا سينتهي قريبا بعد توجيه ضربات لبعض خلايا الجبهة في فرنسا، لكن هذا الأمر لم يحدث.

فلقد اشتدت عمليات الثوار خصوصا في شهر أكتوبر من سنة 1958، واستمرت إلى العام 1961 موقعة ضحايا وخسائر كبيرة.

فشلت السلطات الفرنسية في القضاء على الثورة، التي دخلت في 1961 عامها الثالث داخل الأراضي الفرنسية، وفي الخامس أكتوبر أجبر الثوار رئيس الشرطة الباريسية موريس بابون، المشهور بلقب "السفّاح"، على إصدار قرار في الخامس أكتوبر 1961 بفرض حظر تجوّل.

حظر تجوال على الجزائريين فقط!

طال حظر التجول الجزائريين فقط وتقرر فرضه من الساعة الثامنة والنصف مساء إلى الخامسة والنصف صباحا في العاصمة باريس، وكان الهدف محاصرة خلايا جبهة التحرير ومن ثم شلّها عن الحركة.

لم تستسلم قيادة الثورة لضغوط "السفّاح"، وردّا على هذا دعت جبهة التحرير الوطني العمال الجزائريين في باريس خصوصا، للخروج في مسيرات سلمية بباريس احتجاجا على حظر التجول.

كانت هذه الاحتجاجات وراء ما سيعرف لاحقا بمجزرة 17 أكتوبر 1961، حيث واجهت شرطة باريس ما لا يقل عن 30 ألف عامل جزائري بعنف كبير، اعتقلت منهم قرابة 14 ألفا ورحلت الآلاف إلى الجزائر، أما عدد الضحايا فبلغ حسب تقديرات جزائرية ما بين 300 و400 قتيل، ألقي بجثث الكثير منهم في نهر السين فضلا عن عدد غير معلوم من المفقودين.

اعتراف دون اعتذار!

تجاهلت السلطات الفرنسية هذه المجزرة كما تجاهلت غيرها من المجازر خلال فترة الاحتلال، واستمرت في تجاهلها أيضا بعد استقلال الجزائر في يوليو 1962، لكن وفي العام 2001 دشّن رئيس بلدية باريس بيرترون دولانوي، نصبا تذكاريا في جسر سانت ميشيل، تخليدا لذكرى ضحايا 17 أكتوبر، واعتُبر هذا بداية تحول في الموقف الرسمي من هذا الحدث.

وفي عام 2011 فاجأ الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا هولاند الرأي العام الفرنسي والجزائري بوضع إكليل ورود في جسر كليشي على نهر السين الذي ألقي منه جزائريون في النهر  في خضم مجزرة 17 أكتوبر 1961. 

وبعد سنة اعترف هولاند بالمجزرة، وكانت سابقة في التاريخ الاستعماري الفرنسي للجزائر أن يعترف رئيس فرنسي بارتكاب جيش بلاده جريمة ضد بلد كان يحتله، لكنه رغم الاعتراف لم يقدم اعتذارا للجزائريين.

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

مكناس
جانب من السور التاريخي لمدينة مكناس

نالت أغنية "شويّخ من أرض مكناس" إعجاب الآلاف وربما الملايين من المستمعين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في السنوات الأخيرة، وزاد انتشارها بعد أن أداها عدد من كبار الفنانين في المنطقة.

ورغم ترديد الجمهور لها إلا أن الكثيرين قد لا يعلمون أن تاريخ كلمات هذه الأغنية يعود لأزيد من 700 سنة.

أصل الأغنية

تنتمي أغنية "شويّخ من أرض مكناس" إلى الزجل الأندلسي، وهي من تأليف الشاعر أبو الحسن الششتري المولود في كنف أسرة ميسورة بغرناطة عام 1212 م.

قصيدة شويخ من ارض مكناس لأبي الحسن الششتري الاندلسي ، كتبت بالاصل في المغرب ، واشتهرت في العراق ودول الخليج بعد أن لحنها...

Posted by Ghassan Mahdy on Sunday, July 4, 2021

درس الششتري علوم الفقه والدين وأحب الفلسفة، وذكرت مصادر تاريخية أن قربه من البلاط في الأندلس لم يمنعه من الاستمرار في البحث عن معنى الحياة.

وفي أحد الأيام قرر الششتري الهروب من رغد عيشه إلى حياة الزهد، وساعده في ذلك تعرفه على المتصوف عبد الحق ابن سبعين (1219-1270) الذي نصحه بالانتقال إلى المغرب إن أراد الدخول في الصوفية.

انتقل الأندلسي إلى فاس ومنها إلى مكناس، ويقال إن ابن سبعين نصح الوافد الجديد بنزع ملابسه الفاخرة وارتداء أخرى بالية مرقعة وأن يحمل بنديرا (آلة إيقاعية) في يده ثم يجوب الأسواق مرددا الصلاة على النبي محمد.

نفذ الششتري وصية ابن سبعين وصار يمشي في حواري وأسواق مكناس بملابسه البالية وعبر لاحقا عن هذه التجربة الفريدة في قصيدة "شويّخ من أرض مكناس" التي دعا فيها الناس إلى الزهد وحسن الأخلاق واعتزال مغريات الدنيا.

وتقول الأغنية:

شَوَيخْ مِن أرْضِ مِكْناس

وسْطَ الأسْواق يُغَنِّي

أشْ عَلَيَّا مِن النَّاس

وأشْ على النَّاسِ منِّي

أش عليّا يا صاحب

مِن جمِيع الخَلايقْ

إِفْعَل الخيرَ تنْجُو

واتبعْ أهلَ الحقائق

لا تقُلْ يا بني كِلْمَهْ

إِلاَّ إِنْ كنتَ صادِق

خُذ كلاَمِي في قُرْطاس

واكتُبُوا حِرْزَ عَنِّي

أشْ عَلَيَّا مِن الناس

وأشْ على النَّاسِ منِّي

ثم قول مبين

ولا يحتاج عبارة

أشَ عَلَى حَدْ مِن حَدْ

إِفْهَمُوا ذِي الإشاره

وانْظُرُوا كِبْرَ سِنِّي

والعصي والغَزَارَه

هكذا عِشْتُ في فاسْ

وكَذاكْ هُونْ هُونِي

أشْ عَلَيَّا مِن الناس

وأشْ على النَّاسِ منِّي

ويلاحظ أن من بين كلمات الأغنية، تعابير من الدارجة المغربية (اللغة العامية)، كما أنها كُتبت وفق نفس صوفي ينقل المستمع إلى أسواق مكناس القديمة.

حياة جديدة بعد مئات السنين

وبعد حوالي سبعة قرون تقريبا من كتابة القصيدة، وتحديدا عام 1982، أعاد الملحن البحريني خالد الشيخ الروح إلى "شويخ من أرض مكناس"، بعد أن عثر عليها صدفة ضمن دراسة حول الزجل الأندلسي نشرت في مجلة مصرية في خمسينيات القرن الماضي.

أُعجب الشيخ بالقصيدة وقرر غناءها رغم احتوائها على كلمات وتعابير من الدارجة المغربية، ثم أداها لاحقا مواطنه الفنان أحمد الجمبري.

انتشرت الأغنية في الخليج العربي وكانت من بين الأغاني التي يطلبها الجمهور ويتفاعل معها سواء في اللقاءات والبرامج التلفزيونية أو في الملتقيات والمهرجانات الفنية.

وبعد انتشار شبكات التواصل الاجتماعي، وخاصة تطبيق انستغرام وتيك توك، تعرف الجيل الصاعد على "شويخ من أرض مكناس" وأحبها، بل تحولت عام 2023 إلى واحدة من أكثر الأغاني شهرة (تراندينغ) في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وفي السياق نفسه، انضم فنانون جدد إلى لائحة المؤدين لأغنية "شويخ من أرض مكناس"، على غرار الفنانة المغربية أسماء المنور  والإماراتية أحلام والعراقي كاظم الساهر، إلى جانب الفنان السعودي عبد المجيد عبد الله الذي غناها في حفل بالبحرين عام 2022 حضره 15 ألف متفرج.

عاما بعد ذلك، طرح عبد المجيد عبد الله فيديو الحفل على قناته الرسمية على يوتيوب وحقق 30 مليون مشاهدة، كما تناقله العديد من النشطاء في الشبكات الاجتماعية.

قصيدة «شويّخ من أرض مكناس»، كتبها مولانا ابي الحسن الششتري قبل 700 عام.. انتشرت بشكل كبير مؤخرا بصوت عبد المجيد عبد الله وخلقت للمغرب ولمكناس اشهارا كبيرا.. هذه القصيدة لحنها الموسيقار البحريني خالد الشيخ وأول من غناها هو الفنان الخليجي البحريني احمد الجميري سنة 1982، ثم المغنية أحلام.. لكن لا أحد يعرف كيف حصل عليها.. القصيدة كتبت بالدارجة المغربية القديمة لكنها اشتهرت كثيرا بالخليج ويحفظها الجميع..

Posted by ‎فدوى رجواني‎ on Monday, January 23, 2023

وظهر مدى اتقان الجمهور عبر منطقة الشرق والأوسط وشمال إفريقيا لـ"شويخ من أرض مكناس" في حفلات الموسيقار المغربي أمين بودشار، وهو فنان اشتهر في السنوات الأخيرة بأسلوب فريد يقوم على اقتصار فرقته الموسيقية على عزف ألحان الأغاني وإسناد وظيفة الغناء للجمهور.

وأظهرت مقاطع فيديو خلال إحياء بودشار لحفلات بعدد من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كيف تفاعل الجمهور بالأغنية وكيف يتراقص على نغماتها.

المصدر: أصوات مغاربية