بعد زيارة شيخ "التيجانية".. تعرف على أبرز الطرق الصوفية بموريتانيا
أثارت زيارة خليفة الطريقة التيجانية، الشيخ محمد الماحي إبراهيم نياس، إلى موريتانيا اهتماما سياسيا وإعلاميا واسعا، إذ حظي باستقبال الرئيس، محمد ولد الشيخ الغزواني، وخصصت له الحكومة طائرة عسكرية أثناء عودته إلى السنغال المجاورة.
وكان شيخ التيجانية بدأ زيارة تدوم 10 أيام إلى نواكشوط، لكنه اختتمها بسرعة للعودة إلى كولخ السنغالية، وهي المدينة الروحية لأتباع التيجانية في غرب أفريقيا، إثر وفاة شقيقه محمد العاقب، وهو أبرز مشايخ الطريقة بالمنطقة.
الطريقة التيجانية
وتنتشر التيجانية في موريتانيا ودول غرب أفريقيا، وقد أسسها العالم الصوفي، أبو العباس أحمد التيجاني (1737-1815) في القرن الثامن عشر.
وولد أبو العباس في عين ماضي بولاية الأغواط الجزائرية ثم توفي بمدينة فاس المغربية، مانحاً بذلك لهذه الزاوية الصوفية امتدادها المغاربي، الذي سينتقل إلى موريتانيا، حيث شهدت التيجانية نموا سريعاً بمساهمتها في النسيج الروحي والاجتماعي للبلاد.
ووفقا لبعض التقديرات، فإن ما يزيد عن 80 مليون شخص، معظمهم بموريتانيا والمغرب والسنغال ومالي وغامبيا وغينيا وسيراليون، يتبعون هذه الطريقة الصوفية.
وإلى جانب التيجانية، تنتشر أيضا بموريتانيا طرق صوفية أخرى بارزة، مثل القادرية والمريدية والشاذلية.
الطريقة القادرية
هي أيضا طريقة صوفية منتشرة بشدة في موريتانيا، وتأتي في المرتبة الثانية من حيث التأثير في البلاد بعد التيجانية، كما أنها تعتبر بوابة الأفارقة إلى الإسلام، فالكثيرون في غرب أفريقيا اعتنقوا الإسلام وتعرفوا إليه من خلال جهود الدعاة والزوايا التابعين للقادرية.
تنتشر هذه الطريقة - التي أسسها عالم بغداد الشهير عبد القادر الجيلاني (1077-1166) - في موريتانيا والدول المجاورة لها عبر فرعيها "البكائية" و"الفاضلية"، نسبة لمؤسسيهما سيدي أحمد البكاي الكنتي، ومحمد فاضل بن مامينا، وامتد نفوذهما من شرق موريتانيا إلى منطقة أزواد في مالي والسنغال.
يمارس أبناء هذه الطريقة في موريتانيا أنشطة روحية مختلفة، مثل الذكر والتأمل، وينصب التركيز على التقرب من الله وتحقيق مستوى أعلى من التطهير الذاتي.
الطريقة المريدية
بدأت هذه الطريقة الصوفية كحركة اجتماعية في السنغال حيث أسسها، الشيخ أحمدو بمبا بن حبيب الله (1853-1927)، في أواخر القرن التاسع عشر.
وتؤكد المريدية على العمل الجاد والتفاني والاعتماد على الذات، إلى جانب الالتزام الروحي.
شجع الشيخ أحمدو بمبا على أهمية اللاعنف والمقاومة السلمية كمبادئ أساسية لطريقته، وهو نهج قوي لقي مقاومة السلطات الاستعمارية، التي عرّضت هذا الشيخ للنفي والاضطهاد من السنغال إلى موريتانيا والكاميرون.
يحج أبناء هذه الطريقة من موريتانيا وعموم دول غرب أفريقيا إلى مدينة "طوبى" السنغالية، التي تعد محجاً سنويا للملايين من أتباع تعاليم الشيخ أحمدو بمبا.
ظل للمريدية تأثير كبير في الساحة الاجتماعية والثقافية بموريتانيا والسنغال، حيث ساهمت في تشييد البنى التحتية والمؤسسات المهمة، بما في ذلك مسجد "طوبى" الكبير، وهو ضمن أكبر المساجد بدول غرب إفريقيا.
الطريقة الشاذلية
تُعرف هذه الطريقة اختصاراً بـ"الشاذلية"، ولها أتباع وتواجد في أنحاء مختلفة من العالم الإسلامي.
وفي موريتانيا، كما هو الحال في العديد من البلدان الأخرى، تعتمد الطريقة الشاذلية على سلطة روحية أفقية تجمع المريدين بشيخ الزاوية، الذي يقدم التوجيه والإرشاد والتعليم في مسائل الدين والدنيا.
و"الشاذلية" أسسها الشيخ أبو الحسن الشاذلي الذي عاش في القرن الثالث عشر، وكان عالما متصوفًا ولد في المغرب عام 1196، وتوفي بمصر، حيث أسس هذه الطريقة.
سُميت الطريقة الشاذلية باسمه، وهي من أبرز الطرق الصوفية ذات التأثير الكبير في موريتانيا وعموم غرب أفريقيا والعالم الإسلامي.
المصدر: أصوات مغاربية