كثيرا ما يرتبط اسم "الهلال النفطي" في ليبيا بالحديث عن ثروة البلاد وموانئها النفطية أو بصراعات الأطراف المختلفة للسيطرة على المنطقة الغنية بوسط الساحل الليبي والتي ذاع صيتها بشكل أكبر في سنوات ما بعد ثورة 2011.
وتطلق تسمية "الهلال النفطي" على المنعرج الساحلي الممتد من ميناء الزويتينة شرقاً ( 180 كم جنوب غرب بنغازي) إلى ميناء السدرة غرباً (حوالي 180 كم شرقي سرت) ويغطي منطقة استراتيجية حساسة على ساحل البحر المتوسط بين شرق البلاد وغربها.

رئة الاقتصاد
وتعتبر منطقة "الهلال النفطي" بمثابة "رئة اقتصاد ليبيا" الذي يعتمد على النفط، إذ تضم أكبر وأهم موانئ تصدير النفط في البلاد وهي الزويتينة والبريقة ورأس لانوف والسدرة على ساحل المتوسط، وهي المنطقة التي مثلت بؤرة توترات وصراعات متكررة على مدى العقد الأخير.
ومنذ عام 2011 تعاقبت على "الهلال النفطي" عمليات عسكرية حاولت من خلالها أطراف متعددة فرض سيطرتها على المنطقة والتحكم في منابع وممرات الثروة النفطية الليبية.
وطالما وصفت المنطقة الوسطى من الساحل الليبي، بما فيها "الهلال النفطي"، بـ"خاصرة ليبيا الرخوة" التي تمثل نقطة الدفاع الأضعف، وذلك لاتساع رقعتها وقلة عدد سكانها، إضافة إلى وقوعها في منتصف المسافة تقريباً بعيداً عن سيطرة أي من مراكز القوى في الغرب والشرق.

منشآت نفطية
ورغم أن سبب تسمية "الهلال النفطي" يبدو إلى حد ما واضحا إذ ينسب إلى شكل الهلال الذي يتخذه تعرج الساحل، إلا أن مصدرها أو تاريخ بداية تداولها لأول مرة غير معروف على وجه التحديد.
لكن التسمية تعد حديثة نسبياً، إذ ا أصبحت أكثر شيوعاً في خضم وبعد الأحداث التي شهدتها ليبيا مطلع العام 2011.
وطالما عُرف الخليج الممتد على مسافة 222 كم بين نقطة ميناء الزويتينة شرقاً إلى ميناء السدرة غرباً، باسم "خليج السدرة" إضافة إلى الأسماء المحلية التي تطلق على أجزاء أصغر منه مثل رأس لانوف والبريقة وغيرها.
وعدا الموانئ النفطية الأربعة الهامة، تحتوي منطقة "الهلال النفطي" على منشآت نفطية أخرى هامة من بينها خزانات نفط وعدد من منشآت ومصانع التكرير كمصفاة البريقة للنفط ومجمع "راس لانوف" للبتروكيميائيات الشهير.
فيما ترتبط موانئ "الهلال النفطي" بحقول جنوب شرق ووسط ليبيا وعلى رأسها السرير والنافورة ومسلة والبيضاء وماجد التي يمثل مجموعها قرابة نصف إنتاج ليبيا من النفط الخام.
ويمتد الساحل الليبي عموماً على مسافة تقدر بنحو 1900 كم من أقصى شرق البلاد على الحدود مع مصر، إلى أقصى غربها حيث تلاقي حدود ليبيا مع تونس.
منطقة الهلال النفطي الليبي.#ليبيا_بانوراما pic.twitter.com/dl2MIcgizb
— ليبيا بانوراما (@lpc_ly) July 18, 2020
- المصدر: أصوات مغاربية