بدأ تقليد استخدام "لقب السيدة" الأولى في الولايات المتحدة عام 1838 عندما وصفت صحيفة محليّة "مارثا واشنطن" - عقيلة جورج واشنطن الرئيس الأول - بـ"السيدة الأولى للأمة" الأميركية.
ومنذ ذلك، الحين، بدأ استخدام هذا اللقب غير الرسمي للإشارة إلى زوجات قادة الدول.
وفي موريتانيا، التي اعتنقت أيضا هذا اللقب ومنحته للسيدات الأُول منذ استقلال البلاد عن فرنسا في 1960، تحظى عقيلة الرئيس بمكانة بارزة في هرم الحكم، حتى وضعت بعضهن في مرمى الشهرة وأحياناً الجدل السياسي.
وفي ما يلي أربعة من أشهر السيدات الأول بتاريخ موريتانيا:
مريم داداه
تعد المواطنة من أصل فرنسي، مريم داداه، أشهر سيدة أولى في تاريخ موريتانيا، ليس فقط لأنها زوجة المختار ولد داداه، أول رئيس لموريتانيا بعد الاستقلال، إنما أيضا نظرا للأدوار الكبيرة التي لعبتها في مجالات نشر التعليم ودعم الشباب وحقوق النساء ومحاربة الفقر.
اعتنقت مريم داداه الإسلام في عام 1976، أي بعد سنوات من وصولها إلى موريتانيا، وظلت حديث الموريتانيين في السنوات الأولى من عمر الجمهورية حتى أطاح العسكر بزوجها في انقلاب عام 1978، لتبدأ بعد ذلك العمل على إخراجه من السجن، مستعينة بفرنسا التي تدخلت لإقناع حكام موريتانيا الجدد حينها بإطلاق سراحه لتلقي العلاج.
مريم داداه حرم اب الأمة الموريتانية الرئيس المختار ولد داداه في ذمة الله
— Mohamed Salem Hamed (@mshamed10) February 12, 2023
تغمدها الله بواسع رحمته واسكنها فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون. pic.twitter.com/DkAsBdoypk
وبعد الإطاحة بالمختار ولد داداه، عاشت إلى جانبه في منفاه بفرنسا، قبل أن تعود معه إلى موريتانيا فترة قصيرة قبل وفاته، وتستمر في العيش بها بعد ذلك حتى تاريخ وفاتها في فبراير الماضي.
يتذكرها الموريتانيون كرمز مناهض للعنصرية والاستعمار، وواحدة من المساهمين في "بناء الدولة الموريتانية" الحديثة، بحسب رئيس البرلمان الموريتاني السابق، الشيخ ولد باية.
ختو بنت البخاري
كانت شخصية مؤثرة في المشهد السياسي الموريتاني خلال حكم زوجها سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله (1938-2020) في أعقاب التحولات السياسية التي تلت الإطاحة بالرئيس، معاوية ولد سيدي أحمد الطايع عام 2005.
منذ أبريل 2007، عند وصل ولد الشيخ عبد الله إلى القصر الرئاسي، دخلت بنت البخاري في صراعات مثيرة للجدل مع الصحافة والسياسيين وحتى الجنرالات، وظلت تلعب دوراً مهماً في المشهد السياسي الموريتاني، حتى سقوط الرئيس بانقلاب أغسطس 2008.
الرئيس الموريتاني سيدي ولد الشيخ عبدالله وزوجته السيده ختو بنت البخاري pic.twitter.com/5T237Vcj
— فهد بن عبدالله الباز (@_fahadalbaz_) July 7, 2012
حينها، نُقل ولد الشيخ من نواكشوط إلى قريته لمدن في 13 من نوفمبر 2008، وفرضت عليه الإقامة الجبرية، كما أوقفت عقيلته بنت البخاري بتهم "الفساد".
ورغم أنها كانت تحظى بإعجاب البعض، ظلت أيضا محل انتقادات من طرف آخرين رأوا أنها "متسلطة" و"تتدخل" في التعيينات وتمويل مؤسسات الدولة و"تجاوزت" حدود دور منصبها الشرفي، بل يشير آخرون أنها على ما يبدو سبب الصدام بين الرئيس وقادة الجيش.
عائشة بنت الطلبة
زوجة الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع، الذي حكم البلاد بين عامي 1984 و2005، وقد نالت أيضا نصيبها من الجدل في الساحة السياسية الموريتانية خلال ما يزيد عن عقدين، بل كانت تلقب بـ"الرئيسة".
ولعبت عائشة بنت الطلبة أدوارا كبيرة في حياة معاوية منذ وفاة زوجته الأولى اللبنانية سادية محمد كامل، كما أنها خاضت في الاستثمار في العقار وقطاعات اقتصادية أخرى.
وكانت المعارضة الموريتانية تتهمها بـ"الفساد" و"التربح غير المشروع"، بل يذهب آخرون إلى أنها كانت من ضمن الأسباب على الانقلاب على معاوية في 2005 بسبب تعيين أقاربها والموالين للقبيلة التي تنتمي إليها في مناصب بالدولة.
بعد الانقلاب على معاوية، أشارت تقارير إلى أن الانقلابيين - وبعضهم أصدقاء العائلة - سمحوا لها بجمع أغراضها الشخصية ومغادرة القصر رفقة أطفالها إلى النيجر، حيث حطت طائرة زوجها المخلوع قبل أن تغادر معه إلى منفاه بالعاصمة القطرية الدوحة.
تكبير بنت أحمد
هي زوجة الجنرال محمد ولد عبد العزيز، الذي قاد انقلابا على الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله، رفقة رفيقه في السلاح، الرئيس الحالي، محمد ولد الشيخ الغزواني في 2008.
رغم أنها كانت نادرة الظهور في الإعلام والزيارات الرسمية للرئيس، إلا أن تقارير إعلامية محلية تشير إلى أنها كانت متنفذة، فـ"ماما تكبير" - كما تلقب - كانت بمثابة "البوابة القوية، التي تنفّذ من خلالها وزراء، ووزراء أول، وقد تمكنت عن طريق هؤلاء من التحكم في مفاصل الدولة"، يقول المنتقدون، وفق ما جاء في مقال نشره الكاتب والصحافي، أحمد سالم سيدي عبد الله، على موقع "الأخبار" الموريتاني.
☆ الدرك الملكي المغربي🇲🇦 يحقق في حادث سرقة أزيد من 280 ألف دولار أمريكي من سيارة "تيكبر ماء العينين أحمد" زوجة الرئيس الموريتاني🇲🇷 السابق المعتقل محمد ولد عبد العزيز .. عناصر الدرك قامت بالقبض على المتهمين السبعة، وأحيلوا على النيابة العامة باستئنافية الدار البيضاء.. pic.twitter.com/bmDjUn7pVF
— Mustapha Elasri المصطفى العسري (@MustaphaElasri9) September 2, 2021
وبعد توقيف زوجها قبل أشهر بتهم "الفساد" و"التربح غير المشروع"، عاد اسمها إلى الظهور في الإعلام المحلي، حيث تؤكد تقارير أن بعض أقاربها متورطون في الملفات الجنائية التي يتابع بشأنها محمد ولد عبد العزيز، في حين يتابع آخرون محنتها على غرار عدم السماح لها بزيارة زوجها بالسجن.
المصدر: أصوات مغاربية