كاتدرائية "القلب النابض". مواقع التواصل الاجتماعي
كاتدرائية "القلب المقدس" - سوشل ميديا

أعيد السبت افتتاح كاتدرائية "القلب المقدس" بمدينة الدار البيضاء المغربية، التي يعود تاريخا تشييدها إلى عام 1930، بعد نحو 8 سنوات من الترميم. 

وخلال حضورها حفل افتتاح الكاتدرائية، قالت نبيلة الرملي، عمدة مدينة الدار البيضاء، إن "القلب المقدس" ستتحول اليوم إلى فضاء ثقافي تزيد طاقته الاستيعابية عن 1500 مقعد، مشيرة إلى أن الكاتدرائية ستفتح أبوابها طيلة أيام الأسبوع لاستقبال المعارض والتظاهرات الثقافية. 

وبلغت كلفة إعادة تأهيل وترميم الكاتدرائية 25 مليون درهم (حوالي 3 ملايين دولار) وغطت هذه الكلفة ترميم جنبات الكاتدرائية بما فيها حديقة جامعة الدول العربية المحيطة بهذه المعلمة التاريخية. 

من كاتدرائية إلى معرض ثقافي 

يعود تاريخ بدائية كاتدرائية "القلب المقدس" إلى عام 1930، وتقول المصادر التاريخية إن هوبير ليوطي أول مقيم عام لفرنسا في المغرب، هو الذي أمر بتشييدها بعد أن بلغ عدد المسحيين بالدار البيضاء حينها نحو 100 ألف نسمة. 

وقع اختيار المقيم العام على مساحة شاسعة كانت تحيط بحديقة "جامعة الدول العربية" (حديقة ليوطي سابقا) لبناء الكاتدرائية وكلف المهندس الفرنسي بول تورنون بتشييدها وفق النمط القوطي الأوروبي الذي كان سائدا خلال تلك الفترة. 

استغرقت أشغال البناء سنوات، ولم تنته كليا إلا بعد استقلال المغرب عام 1956، وكانت قبل ذلك التاريخ تستقبل أفواجا من الكاثوليكيين الذين كان يستقرون بالمدينة. 

استخدم في تشييد الكاتدرائية الاسمنت المسلح والأحجار، وتتميز بصحنها المقبب وبنوافدها الكبيرة المستطيلة ذات الزجاج الملون.

مزار سياحي

بعد استقلال المغرب، تراجعت أعداد المسحيين بالدار البيضاء فقررت الأبرشية التي كانت تشرف على إدارة الكاتدرائية التنازل عنها لصالح سلطات المدنية والانتقال إلى طنجة شمال البلاد. 

تحولت الكاتدرائية الذي يزيد ارتفاعها عن 33 مترا بعد ذلك إلى مدرسة ثم إلى مركز ثقافي، ومع حلول عام 2000 بدأ التفكير في إعادة ترميمها وتأهيل جنباتها. 

يحتل هذا المبنى اليوم المركز 24 من بين 98 موقعا تاريخيا ينصح موقع "تريب ادفايزر" زوار الدار البيضاء بزيارتها. 

 

المصدر: أصوات مغاربية 

مواضيع ذات صلة

احتجاجات وسط الجزائر العاصمة ضد الاستعمار الفرنسي - أرشيف
احتجاجات وسط الجزائر العاصمة ضد الاستعمار الفرنسي - أرشيف

في مثل هذا اليوم قبل 67 عاما (4 ديسمبر 1956) تم إعدام المقاوم الجزائري عبد القادر بومليك بالمقصلة في سجن وهران (غرب) في الوقت الذي لم يكن سنه يتجاوز ثلاثين عاما.

جاء ذلك إثر اعتقاله ومحاكمته من قبل السلطات الاستعمارية الفرنسية على إثر تنفيذه لسلسلة من العمليات العسكرية ضد الفرنسيين.

نشاط نقابي وسياسي

في حديثه عن ظروف نشأة بومليك، يقول أستاذ التاريخ بجامعة وهران، محمد بلحاج، إن الظروف الاجتماعية لمعظم الجزائريين خلال النصف الأول من القرن الماضي "كانت صعبة للغاية بسبب هيمنة المعمرين على الأراضي والثروات في البلاد". 

ونتيجة لذلك "لم يتمكن الطفل عبد القادر بومليك (1926، 1956) من متابعة دراسته بسيدي بلعباس (غرب) بعد نيله لشهادة التعليم الابتدائي"، يضيف بلحاج في حديث مع "أصوات مغاربية"، مردفا أن تلك الأوضاع "زادت من حقد بومليك على الاستعمار".

سمحت الحركية النقابية والسياسية التي شهدتها تلك الفترة لبومليك بـ"الانخراط في الكونفدرالية العامة للشغل، والتي كانت مدينة سيدي بلعباس معقلا لها"، يوضح بلحاج، مشيرا إلى أنه كان إلى جانب النضال النقابي "من أنشط مناضلي الحزب الوطني المعروف بحركة الانتصار للحريات الديموقراطية".

من جانبه، يشير الباحث في تاريخ الثورة الجزائرية، محمد بن ترار في حديث مع "أصوات مغاربية" إلى عمل بومليك في مصنع للآجر بمدينة سيدي بلعباس حيث بدأ هناك "مسارا نقابيا طويلا قبل ينتقل للنشاط السياسي عقب اندلاع الثورة". 

ويتابع بن ترار أن نشاط بومليك النقابي ثم السياسي "لفت أنظار الاستعمار الفرنسي إليه، نظرا لعمله على نشر الوعي بين عمال وشباب القطاع الوهراني لغرب الجزائر عبر توزيع المناشير المناهضة للاستعمار"، الأمر الذي أدى إلى "وضعه تحت رقابة الإدارة الفرنسية".

السجن والإعدام 

عن نشاطه في الثورة الجزائرية، يقول بن ترار إن بومليك "استهل نشاطه الثوري مع نهاية 1954 بتشكيل خلايا متخصصة في القيام بعمليات عسكرية ضد المصالح الفرنسية في سيدي بلعباس وغيرها، وتنسيق العمليات بين عدة ولايات غربية من وهران وسيدي بلعباس وسعيدة إلى تلمسان".

جنود من الجيش الفرنسي في  الجزائر
قصة أشهر 3 إعدامات نفذتها فرنسا في حق مقاومين جزائريين
في مثل هذا اليوم  (21 يونيو) من عام 1955 أصدرت محكمة عسكرية فرنسية حكما بالإعدام على قيادي بارز في الثورة الجزائرية هو مصطفي بولعيد. وكان ذلك الحكم بمثابة الفصل الأول في سلسلة إعدامات نفذتها فرنسا في حق وجوه أخرى في الثورة الجزائرية بينهم أحمد زبانة والعربي بن مهيدي. 

ويتابع المتحدث مشيرا إلى عددا من العمليات التي نفذها بومليك سنة 1955 والتي "استهدفت منشآت اقتصادية تابعة للفرنسيين في سيدي بلعباس وضواحيها، كما استهدفت متعاونين مع الجيش الفرنسي، بالإضافة إلى وضع قنبلة قرب منزل محافظ للشرطة الفرنسية".

ردا على تلك العمليات، يوضح بلحاج أن السلطات الاستعمارية قامت بـ"المتابعة والتحقيق والتحري، إلى أن اعتقلت بومليك يوم 24 نوفمبر 1955 في سيدي بلعباس قبل أن يتم نقله بعدها إلى السجن المدني بوهران"، حيث كان يوجد أيضا الحاج بن علا (أحد قادة الولاية الخامسة التاريخية، وهران، ورئيس البرلمان الجزائري خلال فترة حكم أحمد بن بلة).

وبحسب بلحاج فإن تلك الفترة تزامنت مع "وجود بييار لامبير حاكم القطاع الوهراني الذي كان من أشد الحاقدين على بومليك".

وهكذا، يضيف المتحدث "أصدرت المحكمة العسكرية بوهران حكما بالسجن لمدة 20 سنة نافذة بحق بومليك، بتهم عدة وباعتباره من الخارجين عن القانون بالمفهوم الاستعماري، ثم استأنفت النيابة العامة فحكم عليه بالإعدام يوم 25 ماي 1956 وتم تنفيذ الإعدام بالمقصلة في يوم 4 ديسمبر 1956 في سجن وهران".

  • المصدر: أصوات مغاربية