توصف الممثلة الراحلة ورديّة حميطوش الشهيرة بلقب "ورديّة" بـ"سيدة الكوميديا الجزائرية"، إذ لم تعرف الساحة الفنية الجزائرية قامة مثلها في الكوميديا. فمن تكون هذه المرأة، وكيف وصلت إلى هذه المكانة بعد رحلة نجاح ملهمة؟
المستشفى والدراسة أوّلا
وُلدت وردية حميطوش العام 1930 في حي القصية العتيق بأعالي العاصمة الجزائرية، بدأت حياتها المهنية منظفة في مستشفى مصطفى باشا، أكبر المستشفيات بالبلاد وفي الوقت ذاته كانت تواصل دراستها.
صورة قديمة من كواليس تصوير مسلسل #الحريق يجمع بين وردية حميطوش ؛ دوجة؛ مصطفى بديع و فتيحة بربار ♥️ pic.twitter.com/BbEqQTXO4t
— sarah bouaifi (@sarabfsara) April 16, 2020
فنيّا بدأت مسيرتها من الإذاعة الوطنية بالمشاركة في برامج فكاهية فيما كانت تواصل المداومة في المستشفى.
فورديّة لم تكن تفرّق بين عمل وعمل، ولم يكن يزعجها أن تشتغل منظفة وممثلة في الآن ذاته.
من الإذاعة إلى الشهرة
من الإذاعة شقت ورديّة طريقها إلى التلفزيون، فكانت لها فقرة فكاهية بعنوان "قابصة شمّة"، ولأنها بارعة في الكوميديا فقد جذبت اهتمام المخرجين الجزائريين الكبار فأقحموها في أفلامهم.
بدأ الجزائريون يشاهدون وردية في أفلام كبيرة بعدما كانت تقدم فقرات في برامج فكاهية قصيرة.
ففي العام 197٤ شاركت في مسلسل "الحريق" الشهير للكاتب الجزائري الشهير محمد ديب، ثم ظهرت في فيلم "ليلى والأخريات" العام 1977، ثم في فيلم "خذ ما أعطاك الله" في 1981 و"سقف العائلة" في 1982، ، ثم "من هوليود إلى تمنراست" العام 1991، و"حسان النية" في 1989 ثم كان "الطاكسي المخفي" في 1989 وهو أحد أروع واشهر أعمالها، مثلت فيه إلى جانب الكوميدي الكبير عثمان عريوات وأيضا يحي بن مبروك، ولاقى نجاحا كبيرا.
خلال مسيرتها الفنية عاصرت كبار الممثلين الجزائريين وشاركتهم في أعمال كبيرة ومنهم؛ عثمان عريوات ويحي بن مبروك ومصطفى العنقى وقاسي تيزي وزو وبيونة ورويشد ونورية وغيرهم..
توفيت ورديّة بسكتة قلبية بفرنسا وهي على متن قطار في طريقها لزيارة ابنتها في يناير 1991 وعمرها 60 عاما، وتركت فراغا في الساحة الفنية، إذ لم يعرف الجزائريون إلى اليوم فنانة كوميدية من طرازها.
المصدر: أصوات مغاربية