تشهد العديد من المدن والقرى المغربية منذ حلول شهر رمضان، عودة المتعة والتنافس لملاعب الأحياء بانطلاق منافسات دوريات رمضان لكرة القدم التي أضحت تقليدا سنويا يستقطب المئات من الجماهير الراغبة في تزجية الوقت قبل حلول موعد الإفطار.
وقبل حلول شهر رمضان بأيام، تعرف الجمعيات المحلية الناشطة في المدن والقرى عن تسجيل أندية الأحياء الراغبة في المشاركة في التظاهرة الرياضية، ثم يجري بعد ذلك، تأمين اختيار الملعب الذي سيحتضنها واقتناء المعدات الضرورية.
وتلعب هذه الدوريات الموسمية دورا محوريا في استيعاب طاقات شابة لم تجد طريقها لاحتراف كرة القدم في أندية مدنها، أو لم تسمح ظروف عملها أو دراستها بالتفرغ كليا للمستديرة.
وقبل آذان صلاة المغرب بساعة أو ساعتين، تتوجه الفرق المبرمجة إلى ملعب الحي الذي جرى تجهيزه مسبقا لاحتضان المواجهة، وشيئا فشيئا، يتقاطر سكان الحي نفسه على الملعب حاملين كراسيهم وكلهم حماس لمتابعة أطوار مباراة لا تختلف في حماسها عن مباريات الدوري الاحترافي.
وكانت هذه الدوريات في السابق تنظم في مساحات ترابية بين الأحياء، ويجري تثبيت أعمدة المرمى، ثم يسند لأطفال الحي مهمة رسم خطوط ومعالم الملعب بالجير.
لكن الإقبال على هذه الدوريات وتحولها بعضها في المدن الكبرى لمشتل لإبراز المواهب، دفع الجماعات الترابية إلى التفكير في تشييد ملاعب أحياء بمواصفات حديثة، بل إن بعضها صار يتوفر على عشب اصطناعي ومجهزة لاستقبال الجماهير.
وتماشيا مع التطور نفسه، باتت هذه الدوريات تحاكي أيضا الدوريات الخمس الكبرى وأصبحت تتوفر على معلق شاب يقلد في وصفه للمباريات مشاهير التعليق الرياضي، ما يضفي المزيد من الحماس والمتعة على اللقاء.
إلى جانب ذلك، انبهر النشطاء في الشبكات الاجتماعية في الأعوام القليلة الماضية باعتماد دوريات رمضان في بعض الأحياء والقرى على تقنية الفار، وعلى لوحات ضوئية عند تبديل اللاعبين.
وتوفر هذه الظروف، والتنافس الحاد بين الفرق المشاركة في الدوري، فرجة ومتعة لسكان هذه الأحياء وتزجية للوقت قبل حلول موعد الإفطار.
في المقابل، يحدث أن ينقلب الحماس نفسه إلى أعمال شغب وعنف بين جماهير الفريقين، ما دفع القائمين على بعض الدوريات إلى إلغائها في أكثر من مناسبة.
وتختتم هذه المنافسات في ليلة السابع والعشرين من رمضان أو في آخر يوم فيه، بتتويج الأندية البطلة بدرع الدوري، وتعرف المباريات النهائية حضور منقبين وكشاف مواهب الباحثين عن عناصر لتعزيز صفوف أندية المدينة.
المصدر: أصوات مغاربية