كانت معقلا للحركة السنوسية.. حقائق عن واحة "الجغبوب" شرق ليبيا
تقع واحة الجغبوب وبلدتها في أقصى شرق ليبيا، ولد بها الملك الراحل إدريس السنوسي عام 1890 واتخذت الحركة السنوسية منها معقلا في بداياتها، وبسبب موقعها قرب الحدود المصرية يثار بسببها جدل حدودي بين الحين والآخر.
وتقع واحة الجغبوب الغنية بمعالمها الطبيعية والأثرية على الحافة الشمالية للصحراء الليبية ضمن منخفض جيولوجي يبلغ نحو 10 أمتار تحت مستوى سطح البحر.
مقصد سياحي وعلاجي
أتاح موقع الواحة على حافة "بحر الرمال العظيم" وطبيعتها الجيولوجية تكوّن بحيرات كبريتية عميقة تعد مقصداً سياحيا وعلاجيا للناس من سكان الواحة ومناطق ليبية أخرى، من أهم تلك البحيرات بحيرة "الملفا" وبحيرة "الفريدغة" اللتان تقعان بالقرب من بلدة الجغبوب وضمن نطاق الواحة الكبرى.
بحيرة الملفا في الجغبوُب ✨ pic.twitter.com/Au3g2lchG0
— مُحَمُد الُحَاسّيّ 🎗️ (@mohamedelhassi) July 12, 2017
ومن أشهر معالم الجغبوب الطبيعية النخلة الملتوية التي يزيد عمرها عن 150 عاماً بحسب السكان المحليين، لكن بسبب شكلها العجيب أصبحت مزارا ومكانا لالتقاط الصور.
وأماطت كشوف أثرية سابقة اللثام عن وجود مقابر أثرية على امتداد المنطقة الواقعة جنوب الواحة امتداد المنطقة الواقعة بين "عين بوزيد" وحتى بحيرة "الفريدغه"، يعتقد أنها تعود للعصر البطلمي حوالي 200 سنة قبل الميلاد وذلك نظراً لطريقة دفن الموتى.
أغرب #نخلة في العالم "سبحان الله" هي نخلة #الليبية 🇱🇾
— osama thini (@osamathini) April 5, 2020
وتقع في #صحراء #الجغبوب مسمياتها كثيرة منها " العجيبة والملتوية ويصفها البعض وكأنها من بعيد تبدو كأمرأة تغسل شعرها والبعض الاخر وكأنها تركع وتتعبد لله وهي وحدها في هذا المكان #ليبيا
#Libya #desert #Beauty #oddity #Jagboub pic.twitter.com/YA6ZvlUrw0
وأشارت دراسات جيولوجية سابقة إلى وجود أحواض هائلة من المياه الجوفية في المنطقة الواقعة جنوب واحة الجغوب مما يضفي عليها بعداً اقتصاديا واستارتيجياً هاماً.
وبسبب موقع الواحة القريب لحدود ليبيا الشرقية أثارت جهات مصرية في السابقة دعاوى قضائية تفترض تبعية الواحة لمصر وهو الأمر الذي يرفضه الجانب الليبي مستنداً على خرائط قديمة ووثائق تاريخية تتعلق بترسيم الحدود بين البلدين.
معقل الحركة السنوسية
وتمثل واحة الجغبوب رابطا مهماً و محطة مفصلية في تاريخ ليبيا الحديث نظراً لاتخاذ الحركة السنوسية لها معقلاً أساسياً وخاصة في بداية تأسيس الحركة التي لعبت دوراً كبيراً في استقلال وتأسيس ليبيا الحديثة.
#الجغبوب.. الجامعة الإسلامية تعد الثانية فى أفريقيا بعد الأزهر هذا الصرح التعليمى ا"مجمع جامعي" به مكتبة تضم 8000 كتاب ومرجع. ومخطوطات نادرة... pic.twitter.com/MN1FGgTWnr
— Fatima Alzahraa (@HGCgiwtCqPhYZIY) November 1, 2022
ونقل محمد بن علي السنوسي (مؤسس السنوسية في ليبيا) مقر الحركة السنوسية من البيضاء إلى الجغبوب في عام 1856، حيث أصبحت الواحة مدينة حصينة بها جامعة إسلامية مهمة ومرافق دينية وتعليمية أخرى.
ولعل من بين أهم الأحداث التي احتضنتها الواحة وبلدتها في العصر الحديث هي أنها كانت مسقط رأس الملك محمد إدريس السنوسي في مارس 1890، الذي يعتبره مؤرخون موحد ليبيا الحديثة ومؤسسها، فضلاً عن دوره ودور الحركة السنوسية في حصول ليبيا على استقلالها.
المصدر: أصوات مغاربية