ينتشر العلاج بـ"الردم" في رمال الصحراء في عدة واحات بالجنوب الليبي ويعد من طرق العلاج القديمة الرائجة محلياً، حتى أن بعض تلك الواحات أصبحت مقصداً يشد له الرحال بغرض التشافي.
وارتبطت أسماء مناطق في جنوب شرق، ووسط، وجنوب غرب ليبيا بهذا النوع من العلاج البديل، لاسيما واحات الجغبوب وجالو واجخرة وهون التي يقصدها الليبيون من كافة المناطق.
الذروة في فصل الصيف
ويعد فصل الصيف الموسم الأمثل للتداوي بالردم خاصة خلال الفترة الممتدة ما بين منتصف شهر يونيو إلى أغسطس من كل عام، في حين تمثل ساعات الظهيرة القائظة الفترة الأمثل للردم نظراً لبلوغ درجات الحرارة مداها الأقصى.
ويستخدم هذا النوع من الطب التقليدي للتعامل مع أمراض بعينها مثل الروماتيزم وآلام المفاصل و الأعصاب والالتهابات وغيرها من الحالات والأعراض المرتبطة بالبرد أو بتقدم السن.
كهف هواء افطيح"اقدم الكهوف في العالم
— جنى الشريف💜🇱🇾 (@jana_alshref515) July 24, 2020
في مدينة سوسة الليبيةة❤
.. وصورة لحيوان الفنك"ثعلب الصحراء الليبية
..وجزء من صور العلاج بالردم في الصحراء الليبية.. حيث تشتهر واحه الجغبوب بمنتجع حمام الرمال حيث يتم علاج امراض العظام فيه يدخل المعالج لاحفرة مدة ١٢ دقيقه ع حسب قدرة تحمله.. pic.twitter.com/xufVChBHbl
يتمثل العلاج في وضع المريض في حفرة (بطول إنسان) يتم تجهيزها في وقت مبكر وتركها تحت حرارة الشمس، قبل أن يردم فيها منزوع الملابس لمدة يستطيع تحملها وتكون كافية لإخراج الماء من جسده عبر التعرق.
وينصح الخبراء في هذا النوع من الطب بعدم استخدام العلاج بالردم في حالات معينة حفاظاً على حياة هؤلاء، ومن بين تلك الفئات مرضى السكري وضغط الدم وذلك بسبب سخونة الرمال العالية.
وعادة ما يشرف على هذه الممارسة الصحية معالجون محليون ممن يكونون قد ورثوا المهنة عن آبائهم وأجدادهم، كما أن هذه الطريقة بدأت تشهد رواجاً في السنوات الأخيرة من قبل بعض الشباب والمهتمين بطرق العلاج البديل.
فرص عمل وسياحة
ويوفر إقبال الكثير من المرضى على تجربة العلاج بالردم دخلاً إضافياً لبعض سكان الواحات التي تشتهر به، وفي بعض الحالات يكون الدخل الوحيد للمعالجين الذين يتلقون مبالغ رمزية مقابل خدماتهم.
كما يرى البعض أن الرحلات التي تنظم لمقاصد العلاج بالردم في كل صيف تمثل فرصة ثمينة لتشجيع السياحة العلاجية والترفيهية الداخلية خاصة بمناطق الصحراء والواحات النائية.
تقرير | العلاج بالردم.. رمال ذهبية تداوي الأمراض في #هون#218TV pic.twitter.com/UJ9KBNGzqS
— 218TV (@218Tv) August 29, 2020
وانطلاقاً من ذلك تنظم مؤسسات محلية ليبية، بينها "بيت شباب هون" الواقعة ضمن واحات الجفرة في وسط البلاد، دورات سنوية للتدريب على العلاج عن طريق "الردم بالرمال" خاصة بين شهري أغسطس وسبتمبر من كل عام.
وتشهد تلك الدورات إقبالاً من المهتمين بهذا النوع من الطب البديل من عدة مناطق في ليبيا وعادة ما تكون تحت إشراف مختصين ومشاركة فرق الهلال الأحمر والإسعاف المحلية تحسباً لأي طارئ.
المصدر: أصوات مغاربية