توترات أمنية واشتباكات مسلحة تهدد العملية الانتخابية في ليبيا
شهدت العاصمة الليبية طرابلس ليلة أمس الأربعاء تطورات أمنية إثر إقدام مجموعة مسلحة على تطويق مبني المجلس الرئاسي في طريق السكة بطرابلس.
تطورات جاءت إثر إصدار المجلس الرئاسي بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة لقرار إعفاء آمر المنطقة العسكرية عبد الباسط مروان من منصبه مقابل تعين عبد القادر خليفة كبديل له.
وفي السياق ذاته، خرج ليلة الأربعاء قائد قوة لواء الصمود المنحدرة من مدينة مصراته شرق طرابلس صلاح بادي في فيديو مسجل، وقال"لن تكون هناك انتخابات رئاسية طالما أن الرجال موجودين"، مؤكدا أنه "اتفق مع بقية الثوار على إقفال كل مؤسسات الدولة" وأن "الأمور ستتغير من هذه الساعة" وفق تعبيره
ويذكر أن لجنة العقوبات بمجلس الأمن قد سبق وأدرجت اسم صلاح بادي على قائمة العقوبات بتهمة تقويض العملية السياسية عام 2018.
إلى ذلك، كانت مدنية سبها جنوب البلد قد شهدت بدورها اشتباكات مسلحة تواصلت لأكثر من يومين نتج عنها قتلي وتعطلت على إثرها الدراسة واقفلت مؤسسات الدولة أبوابها في كامل المدينة.
وتأتي هذه التطورات الأمنية بالتزامن مع التحركات المحلية والدولية لإجراء الانتخابات في موعدها المحدد وفق اتفاق جنيف 2020، ما يطرح التساؤل التالي هل يري استحقاق ديسمبر النور في ظل هذه التهديدات الأمنية؟
رسائل سياسية
وتعليقا عن الموضوع، قال الباحث في الشأن الليبي محمد الصريط إن "ما حدث من تصعيد أمني في كل من سبها وطرابلس هو أمر طبيعي في ظل انتشار مليوني قطعة سلاح في ليبيا خارج النطاق القانوني".
وقال الصريط لأصوات مغاربية إن "ليبيا مقبلة في المرحلة القادمة على عملية كر وفر بينها وبين أطراف الصراع التي تمتلك قوة عسكرية نافذة على الأرض ورافضة لقوانين العملية الانتخابية".
وبخصوص إمكانية تطور الأمر إلى حرب بين المليشيات المسلحة الموالية للأطراف السياسية، استبعد المتحدث نفسه عودة البلد إلى دائرة الحرب الأهلية باعتبار أن القوى الدولية وعلى رأسها الافريكوم متابعة لهذه الثغرات الأمنية ولن تسمح بتوسع رقعة الاشتباكات.
وتابع أن "هذه القوات غير القانونية هي رسائل لتيارات " سياسية تتحرك بأوامر أطراف محلية ودولية رافضة لوجود أشخاص بعينهم ضمن قائمة الانتخابات الرئاسية".
ونوه الصريط بأن "أدوات المجتمع الدولي ضعيفة فأقصي وسيلة للردع لديهم هي فرض عقوبات والحال أن التلويح بالعقوبات هو سلاح ضعيف لا يكمن تطبيقه على أفراد مجموعات مسلحة ولنا في ذلك كمثال السيناريو العراقي رغم العقوبات لم تنتهي إشكاليات المجموعات المسلحة".
تغيير مهمة البعثة
من جهته، أشار المحلل السياسي إبراهيم لاصيفر أن ليبيا الآن "تتحرك على صفيح ساخن فالتحركات المسلحة التي تشهدها ليبيا هي انعكاس لحالة الارتباك السياسي الحاصلة حاليا والتي ستلقي بظلالها على الوضع الميداني في هذه الفترة الدقيقة التي تسبق الانتخابات".
وأوضح لاصيفر لأصوات مغاربية أن "المجتمع الدولي لم يلجأ إلى تطبيق العقوبات على هؤلاء المعرقلين لأنه كما يبدو لم يفقد الأمل بعد في إجراء الانتخابات والذهاب إلى حل سياسي بالطرق الدبلوماسية التقليدية".
وشدد أنه على المجتمع الدولي "أن يحلحل هذه المشاكل والازمات قبل تفاقمها من خلال جملة من الوسائل التي يبقي أكثرها قربا للواقع الليبي هو إرسال قوات لحفظ السلام في ليبيا".
وللقضاء على إشكالية السلاح والمليشيات المسلحة التي تهدد مسار الانتقال الديمقراطي في ليبيا طالب لاصيفر مجلس الأمن بتحويل بعثة الأمم المتحدة في ليبيا من بعثة دعم سياسي إلى بعثة ادارة صراع تكون مصحوبة بقوات عسكرية لفرض القرار السياسي الصادر عن الفرقاء السياسيين على غرار ما حدث في عديد الدول الأفريقية.