مجلس النواب الليبي في طبرق
جلسة سابقة للبرلمان الليبي في طبرق-أرشيف

أفاد مراسل قناة "الحرة" في ليبيا بأن رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، اقترح، الإثنين، "تشكيل لجنة فنية لتعديل بعض مواد مشروع الدستور بالتوافق مع المجلس الأعلى للدولة".

وجاءت تصريحات صالح عقب انطلاق أعمال جلسة مجلس النواب، الإثنين، لاستكمال مناقشة مقترحات لجنة خارطة الطريق.

من جانب آخر، طالب صالح بـ"عدم مشاركة أعضاء مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة في لجنة صياغة الدستور المزمع تشكيلها"، وفق ما أورده موقع بوابة "الوسط" المحلي.

وأضاف قائلا "اتركوا الأمر للخبراء". 

وأردف "اتّفقوا مع مجلس الدولة في اختيار خبراء وأهل اختصاص للجنة؛ حتى تنتج دستورا يعرض على الاستفتاء".

وترفض الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور صياغة مشروع دستوري جديد، مشيرة إلى أن المسودة الجاهزة منذ 2017 لم تعرض بعد للاستفتاء الشعبي.

وقال مقرر عام الهيئة التأسيسية التي صاغت الدستور الليبي عام 2017، رمضان التويجر، في تصريحات سابقة لـ"أصوات مغاربية"، إن اقتراح رئيس مجلس النواب لصياغة مشروع دستوري جديد "أزمة مفتعلة للهروب من الفشل الذي حصل يوم 24 ديسمبر"، وذلك بهدف "إطالة بقاء بعض الأجسام السياسية في السلطة".

ودعا التويجر البرلمان إلى عرض مشروع دستور 2017 على الاستفتاء الشعبي قبل الحكم عليه بأنه "مرفوض لدى الشعب"، وأنه "لا يجوز التعدي على الولاية الدستورية للهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور ".

لكن عقيلة صالح اعتبر أن المسودة الحالية لا تحظى بالتوافق، ودعا إلى تشكيل لجنة من "30 مثقفا وكاتبا ومفكرا من المختصين في القانون الدستوري يمثلون الأقاليم الثلاثة"، أي برقة، وفزان، وطرابلس، مشيرا في بيان تلاه أمام البرلمان، الإثنين الماضي، إلى أن خبرات دولية وعربية ستساند هؤلاء لصياغة دستور "توافقي وحديث يلبي طموحات الليبيين كافة ويؤسس لدولة مدنية ديمقراطية".

أما مجلس الأعلى للدولة، فقد ظل يؤكد على ضرورة وجود إطار دستوري قبل التوجه إلى الانتخابات، لكنه عبّر أيضا عن أهمية التواصل مع الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور "باعتبارها هيئة منتخبَة من قبل الشعب الليبي أُوكلَت إليها مهمة صياغة مشروع الدستور وإعداده".

ورغم ذلك، التقت لجنة خارطة الطريق المشكلة من قبل مجلس النواب، الخميس الماضي، بلجنة المجلس الأعلى للدولة للحديث عن استكمال المشاورات حول المسار الدستوري، وهو ما فسّره البعض بانفتاح الأعلى للدولة على مبادرة عقيلة صالح.

 

  • المصدر: أصوات مغاربية/ مراسل "الحرة"/ موقع بوابة "الوسط"

مواضيع ذات صلة

عبد المجيد تبون
الرئيس الجزائري تعهد بمباشرة "حوار وطني مفتوح"

كشف الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، عن "مباشرة حوار وطني مفتوح" مع من سماهم "الطاقات الحية في البلاد"، بغرض "تجسيد الديمقراطية الحقة".

كلام تبون كان أثناء أدائه اليمين الدستورية، الثلاثاء، لرئاسة الجزائر لولاية ثانية عقب فوزه برئاسيات السابع من سبتمبر.

وقال تبون إن الحوار المفتوح سيُجرى "خلال العهدة الثانية، وفي ظروف تسمح لنا بذلك"، بعد القيام بـ"اتصالات مكثفة واستشارات مع كل الطاقات الحية للوطن، السياسية منها والاقتصادية وكذا الشبانية".

وأضاف، عقب تأديته اليمين الدستورية، أن الحوار سيكون من أجل "التخطيط معا للمسيرة التي ستنتهجها البلاد، فيما يخص تجسيد الديمقراطية الحقة وليس ديمقراطية الشعارات، الديمقراطية التي تعطي السيادة لمن يستحقها".

ويعتبر جزائريون أن تصريح الرئيس الجزائري يهدف إلى بعث "الحوار الوطني المؤجل" الذي كان قد بدأه في عهدته الأولى، فقد سبق لتبون أن باشر لقاءات مع أحزاب من تيارات سياسية مختلفة. وفي ماي الماضي عقد ندوة موسعة مع الأحزاب الممثلة في المجالس المنتخبة، لمناقشة الأوضاع في البلاد.

بينما تشدد أحزاب من المعارضة، رفقة العديد من الناشطين، على ضرورة "فتح المجال السياسي والحقوقي"، عقب اعتقالات طالبت سياسيين ونشطاء في السنوات الأخيرة.

فكيف سيكون شكل الحوار المرتقب؟ وهل يأتي استجابة لمطالب إحداث "انفراج سياسي وحقوقي" في البلاد؟

رسالة "النوايا الحسنة"

تعليقا على هذا النقاش، يرى رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية المعارض، عثمان معزوز، أن حزبه ينظر إلى الحوار المرتقب باعتباره "نقاشا وطنيا يسمح بمشاركة كافة الفاعلين السياسيين ونشطاء المجتمع المدني، ضمن رؤية هدفها الدفاع عن الحقوق والحريات المختلفة".

لكن قبل الذهاب إلى هذا الحوار المفتوح، يشدد معزوز، في حديثه لـ"أصوات مغاربية" على ضرورة "فتح المجالين السياسي والإعلامي أمام الأحزاب والمنظمات المدنية والحقوقيين والناشطين"، مشيرا إلى أن هذه الخطوة ستكون بمثابة "رسالة عن النوايا الحسنة للذهاب نحو حوار حقيقي يخلص إلى نتائج ملموسة".

وتابع المتحدث مشددا على أهمية الإفراج عن "المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي"، معتبرا أن هذه الإجراءات "ستكون بمثابة جسر ثقة بين السلطة والمعارضة، وتؤكد أن الحوار سيخلص إلى تحقيق مطالب الانفتاح الحقيقي".

وأشار إلى أن "المقاطعة التي عرفتها الرئاسيات الأخيرة كانت رسالة مطالب في هذا الاتجاه".

حوار دون شروط

وبالنسبة لتميم بدوي، البرلماني  عن حركة البناء الداعمة للرئيس الجزائري، فإن عبد المجيد تبون يسعى من خلال الدعوة لحوار وطني مفتوح إلى "تعزيز وتأكيد مساعيه السابقة التي شرع فيها من خلال فتح قنوات حوار مع عدة أحزاب سياسية خلال عهدته الأولى".

وتابع بدوي تصريحه لـ"أصوات مغاربية"، مشيرا إلى أن الحوار القادم من شأنه "تكريس فتح المجالين السياسي والإعلامي أمام كافة التشكيلات السياسية والآراء المتنوعة، بمن فيها التي تنتقد الحكومة وتعارض الرئيس".

ويعتقد المتحدث أن المضي نحو هذه الخطوة، كما يراها الرئيس الجزائري، ستكون "دون شروط مسبقة تطرحها أطراف سياسية"، معتبرا أن الحوار سيكون "تتمة لما بدأه تبون من مشاورات مع الأحزاب والشخصيات الوطنية خلال العهدة الأولى".

 

المصدر: أصوات مغاربية