Logos

أصوات مغاربية الآن علي موقع الحرة

اضغط. هنا لزيارة موقع الحرة

File - In this July 25, 2021 file photo, protesters face Tunisian police officers during a demonstration in Tunis, Tunisia…
الشرطة التونسية تتصدى لمتظاهرين في العاصمة تونس يوم 25 يوليو 2021

في هذا الحوار مع "أصوات مغاربية"، يتحدث الخبير الاقتصادي التونسي وأستاذ الاقتصاد بجامعة دينيسون بولاية أوهايو الأميركية، فاضل قابوب، عن الأسباب الكامنة وراء الأزمة الاقتصادية في تونس، وفشل الحكومات خلال الـ10 سنوات الأخيرة في تحقيق الديمقراطية والازدهار الاقتصادي، ومستقبل البلد من الناحية المالية في ظل دستور جديد ورئاسة قوية.

كما تحدث أيضا عن رأيه في خطة التقشف الحكومية ورد فعل الاتحاد العام التونسي للشغل، بالإضافة إلى الإصلاحات الاقتصادية الهيكلية القادرة على إخراج تونس من الأزمات المالية المتكررة والإدمان على الاقتراض الخارجي. 

نص المقابلة  

ٍس: تستعد الرئاسة في تونس لتنظيم الاستفتاء على الدستور في 25 يوليو. ويعتقد المؤيدون لهذه الخطوة أن تغيير النظام السياسي هو الحل للأزمات المتكررة التي عاشتها البلاد منذ الثورة. هل تعتقد أن التغيير السياسي قد يخفف من الضغط الاقتصادي والاجتماعي في تونس؟ 

ج: للأسف، أنا لست متفائلاً، لأن الأزمة السياسية في تونس أزمة اقتصادية في الأصل. كما أقول باستمرار لا يمكن للديمقراطية أن تنجح في ظل وجود ما يُسمى بـ “الاستعمار الاقتصادي".

 ففي تونس، استخدم الرئيس الأسبق، لحبيب بورقيبة، وبعده زين العابدين بن علي والحكومات الـ 10 الأخيرة هذا النظام الاقتصادي البائد. ومن تجليات هذا النظام التركيز على الاستثمار الخارجي، والاستثمارات التي تستنزف الموارد التونسية، ثم تصدير المواد ذات القيمة الإضافية الضعيفة جدا إلى الخارج. وعلى سبيل المثال، فالصناعات التونسية والمغربية والجزائرية صناعات تركيبية، وهذا نظام شبه استعماري ومفتعل. 

لماذا هو نظام اقتصادي استعماري؟ بأي معنى يرتبط بالاستعمار؟

عندما نتأمل في البلدان العربية - خاصة تلك التي لا تمتلك موارد بترولية - نلاحظ أن الأصل الأصيل لأزمة الديون الخارجية هو العجز التجاري. وأصل العجز التجاري - في تونس مثلا - هو استيراد المحروقات والمواد الغذائية الأساسية كالقمح والشعير، وضعف الصناعات المحلية، إذ نستورد مواد صناعية ذات قيمة مضافة عالية ونصدّر مواد صناعية تركيبية ذات قيمة مضافة ضعيفة. 

هذه مشاكل هيكلية عميقة تنخر الاقتصاد التونسي. لقد جاءت 10 حكومات وذهبت 10 حكومات وظل الوضع كما هو عليه، لأنها استخدمت نفس السياسات الاقتصادية الاستعمارية المستخدمة منذ السبعينات من القرن الماضي. 

الحكومات أخفقت ربما في تبني سياسات اقتصادية ناجحة لتحقيق النمو، لكن ما علاقتها بالاستعمار؟ 

أعطيك مثالا: تونس كانت من أبرز البلدان المنتجة للقمح، مثل باقي البلدان الأفريقية خلال فترة الاستعمار. حينها، كانت أفريقيا تصدر المواد الغذائية لأوروبا. بعد استقلال كل هذه البلدان، صارت أوروبا بحاجة إلى سيادة غذائية، إذ رفضت أن تعوّل على توريد المواد الغذائية من أفريقيا، فاستثمرت فيما يسمى بـ"السياسة الزراعية المشتركة" (Common Agricultural Policy)، وهذه سياسة تدعم الفلاح الأوروبي لإنتاج المواد الأساسية (مثل القمح والشعير وغيره). 

نتيجة هذه السياسات هو عجز الفلاح التونسي في المنافسة من ناحية الأسعار. صار الفلاح الذي يُنتج القمح يخسر المال، وبقي أمامه خياران: إما أن يبيع أرضه ويتجه للمدن الساحلية السياحية أو المدن الكبرى ذات المصانع التركيبية للبحث عن فرصة شغل، أو يغيّر نمط إنتاجه من زرع القمح إلى زرع الفراولة والغلال والخضر التي يمكن تصديرها لأوروبا.

 هكذا ضاعت إذاً السيادة الغذائية لحظة قيام المزارع بتصدير الفراولة من أجل استيراد القمح. فالسيادة الغذائية تستوجب من تونس إنتاج المواد الغذائية الأساسية مثل القمح ثم استيراد المكملات. الأدهى من كل هذا هو أن تونس صارت تدعم الفلاح الأوروبي.

ماذا تقصد؟

تونس تدعم الخبز كمادة أساسية. بقيامها بذلك، تدعم الفلاح الأوروبي، الذي يبيع هذه المنتجات لتونس بالعملة الأوروبية (أي بسعر كبير، فقيمة اليورو أعلى من الدينار). عوض أن ندعم الفلاح التونسي لينتج القمح، صرنا ندعم المستهلك التونسي الذي يستهلك القمح الأوروبي. 

نُسمي هذا الوضع "سياسة استعمارية"، لأن قرار إنتاج المواد الغذائية هو قرار أوروبي وليس تونسياً أو مغربياً. القرار التونسي كان مجرد رد فعل للسياسات الاقتصادية الأوروبية. ومع الأسف، كانت سياسة رد الفعل هذه ترقيعية، والسياسات الترقيعية دائما ما تنتهي بالأزمات. اليوم، نحن في ظلال واحدة من هذه الأزمات في تونس. 

هل تعتقد أن الحل هو رفع الدعم عن هذه المواد الأساسية كمقدمة لإنتاجها محليا؟

الذي سيحدث في هذه الحالة هو مظاهرات الخبز، كما حدث في الثمانينات. إذا رفعت الدولة يدها عن دعم المواد الأساسية (الخبز، الطاقة وغيرها) ستصير لديك أزمة اجتماعية. ولهذا السبب، قررت الحكومة دعم هذه المواد والتعايش مع العجز التجاري الكبير الذي تتحملّه، ثم تلجأ إلى الاقتراض الخارجي لسد الثغرة. بمعنى، الدولة التونسية تقترض المال بالعملة الصعبة لدفع الفارق. 

قد يقول قائل إن تغيير النظام السياسي في اتجاه تقوية منصب الرئيس مفيد لتونس، إذ يمكن لجهة واحدة اتخاذ إجراءات اقتصادية مؤلمة من أجل تحقيق الإصلاحات الهيكلية المطلوبة عوض تشتيت السلطة بين البرلمان والرئيس وما ينتج عن ذلك من "البلوكاج" السياسي المستمر، والذي عانت منه البلاد منذ الثورة، ما رأيك؟ 

لا أعتقد ذلك، لقد كان أمام الرئيس قيس سعيّد حوالي سنة كاملة وكانت لديه سلطة مطلقة في تونس بعد قرار تجميد وحل البرلمان، فما الذي قدمه الرجل من الناحية الاقتصادية؟ 

لو كان هذا الكلام صحيحا، لسمعنا ببرنامج اقتصادي بديل، لكن للأسف لا يوجد أي برنامج بديل من الرئاسة ولا من الأحزاب السياسية ولا من الاتحاد العام التونسي للشغل. هذا هو أصل المشكل في تونس، أي التركيز ينصبّ كله على المشاكل السياسية، لكن هناك إهمالاً شاملاً للمسألة الاقتصادية والتخلي عن النظام الاقتصادي البائد. 

بالإشارة لاتحاد العام التونسي للشغل، ما هو دور هذه النقابة العمالية في الساحة التونسية. فهي ترفض الإصلاحات التي يريدها صندوق النقد الدولي لمنح البلاد قرضا جديدا، وخاضت إضرابا عاما في القطاع الحكومي، وهددت بخوض إضراب آخر احتجاجا على رفض الحكومة التفاوض في ملف زيادة أجور الموظفين. ما الذي يمكن للحكومة أن تقدمه اليوم للنقابة العمالية، وهي نفسها تحاول مراوغة الإفلاس المالي؟ 

أولا، الاتحاد العام التونسي للشغل يفهم حدة الأزمة التونسية من الناحية السياسية والاقتصادية، لكن من واجبه أيضا الدفاع عن الطبقات الفقيرة والمتوسطة أمام السياسات التقشفية التي يطرحها صندوق النقد الدولي وتريد الحكومة تبنّيها. في الأخير، الشعب التونسي هو من سيتحمّل تداعيات هذه السياسات التقشفية. 

من جانب آخر، الاتحاد لم يتقدم - للأسف - باقتراحات أو أفكار بديلة لقيادة الدولة التونسية نحو تغيير آليات الاقتصاد التونسي من آليات استنزافية إلى آليات تركّز على السيادة الغذائية والطاقية وتغيير النمط الصناعي الحالي.

في مقابلة لك مؤخرا مع وكالة الصحافة الفرنسية، قلتَ إن ما يحدث اليوم في البلد هو نتاج عشر سنوات من الإخفاقات لعشر حكومات والاتحاد التونسي العام للشغل والممولين الدوليين أيضا، كيف فشل كل هؤلاء في إرفاق الديمقراطية بالازدهار الاقتصادي في تونس؟ 

للأسف، كل هذه الأطراف تروّج للنموذج الاقتصادي السائد الذي يُلخص المشاكل الاقتصادية في الديون الخارجية (بالعملة الصعبة)، ثم يبحثون عن حلّ لهذا المشكل كالتالي: ما الذي يمكن أن نقوم به لكي تحصل تونس على العملة الصعبة - مثل الدولار واليورو - لدفع هذه الديون وخلق فرص الشغل. 

يقفز البعض على السياحة ليعتبرها قطاعا مدراً للعملة الصعبة ويخلق فرص شغل للآلاف في المطاعم والفنادق وغيره. شكلياً، تظهر السياحة - في الحالة التونسية - كحل لأزمة العملة الصعبة، لكنها في العمق فخّ اقتصادي لبلد يفتقد للسيادة الطاقية والغذائية.

الكثير من البلدان - وليس تونس فقط - تعتبر السياحة عامل جذبٍ للعملة الصعبة، فلماذا هي فخ في الحالة التونسية؟ 

أعطيك مثالا، عندما يزور 10 ملايين سائح تونس، فهؤلاء يستخدمون خدمات النقل (التبريد والتكييف في الفنادق). لكن تونس بلد بلا سيادة طاقية، أي أن الطاقة التي يستخدمها السائح مستوردة من الخارج بالعملة الصعبة. وفي السياق نفسه، المواد الغذائية الأساسية التي يستهلكها هذا السائح تأتينا من الخارج. إذن، لو كان لدى تونس سيادة غذائية وطاقية، كانت نتائج السياحة على الاقتصاد التونسي إيجابية مئة في المئة. 

وهذا المشكل يمتدّ إلى الصناعات التركيبية أيضا، إذ نستورد الطاقة والمواد الأولية والتكنولوجيا ثم نستخدم يداً عاملة تونسية بأجور زهيدة ونصدّر منتوجات ذات قيمة  ضعيفة وبعائد مالي بخس، لأنها صناعات ذات قيمة مضافة ضعيفة. إذن، هذه الصناعة مدعومة بشكل مباشر وغير مباشر من خزينة البلد. في الأخير، نحن نركّب ولا نصنّع. المستفيد هنا هو الشركات الأوروبية والخاسر هو تونس.  

في الأخير، ما هي الإصلاحات الاقتصادية الهيكلية القادرة على إخراج تونس من الأزمات المالية المتكررة والإدمان على الاقتراض الخارجي؟ 

أولا، الديمقراطية مهمة، ويجب أن ترجع تونس إلى مسارها السياسي بدستور يلبّي طموحات الشعب. ثانيا، يجب الاستثمار في السيادة الغذائية والطاقات البديلة وخلق سيادة طاقية. ثالثا، على تونس خلق استراتيجية صناعية على المدى الطويل لتغيير النمط الصناعي من النمط التركيبي الاستنزافي إلى صناعات تركّز على القيمة المضافة العالية.

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

المغرب أقر في عام 2021 تقنين زراعة القنب الهندي لاستعمالات طبية وصناعية
المغرب أقر في عام 2021 تقنين زراعة القنب الهندي لاستعمالات طبية وصناعية

يقود نشطاء بالمغرب حملة ترافعية منذ أيام لفتح نقاش عمومي حول الاستعمال الترفيهي للقنب الهندي (المعروف محليا بالكيف وهو نبتة يستخرج منها مخدر الحشيش)، وذلك بعد مرور 3 سنوات على مصادقة الحكومة على قانون يجيز زراعته لاستعمالات طبية وصناعية.

حملة "100 عام من التجريم.. باركا (يكفي)" أطلقها "المرصد المغربي لتقنين القنب الهندي" و حراك "نداء من أجل فتح نقاش عمومي حول الاستعمال الترفيهي للقنب الهندي" باشرت في الأيام الأخيرة عقد لقاءات مع فرق برلمانية لجعل مسألة الاستهلاك الترفيهي للقنب الهندي قضية رأي عام والضغط من أجل وقف تجريمه.

وبهذه اللقاءات تكون الحملة قد مرت إلى مرحلة ثانية من هذا المسعى الذي انطلق أول مرة في يونيو عام 2023، أياما قليلة من إعلان السلطات المغربية عن الانطلاقة الرسمية لزراعة أول محصول من المادة موجه للاستخدام الطبي.

كما تأتي أيضا بعد نحو شهرين من إصدار العاهل المغربي الملك محمد السادس عفوا عن أكثر من 4800 من مزارعي القنب الهندي ممّن أدينوا أو يلاحقون بتهم تتعلّق بهذه الزراعة.

وقالت وزارة العدل حينها إنّ العفو الملكي شمل "4831 شخصا مدانين أو متابعين أو مبحوثا عنهم في قضايا متعلقة بزراعة القنب الهندي"، وأوضحت أن هذه الخطوة ستمكن المشمولين به "من الاندماج في الاستراتيجية الجديدة التي انخرطت فيها الأقاليم المعنية في أعقاب تأسيس الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي".

وظل القنب الهندي رغم منعه قانونيا منذ عام 1954 يُزرع في جبال الريف، شمال البلاد، ويستخرج منه مخدر الحشيش الذي يهرب إلى أوروبا، وفق ما أكدته تقارير دولية ومحلية.

قطاع مشغل وتوصيات رسمية

وفي عام 2020، صنف التقرير السنوي لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة المغرب أول منتج لهذا المخدر في العالم.

وتقدر المساحة الاجمالية لزراعة القنب الهندي بالمغرب بـ71.424 هكتارا، وتنتشر بشكل خاص شمال البلاد وتحديدا في إقليمي شفشاون والحسيمة، وينتج الهكتار الواحد من هذه الزراعة 700 كيلوغرام من القنب، بينما يعيش 400 ألف شخص من هذا النشاط، وفق تقرير سابق للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي (مؤسسة رسمية).

وتنطلق حملة "100 عام من التجريم.. باركا (يكفي)" أيضا من توصيات مؤسسات دولية ومحلية دعت الدولة المغربية إلى التفكير في سن تشريعات تجيز الاستهلاك الشخصي للقنب الهندي أسوة بعدد من الدول حول العالم.

وجاء في تقرير أصدره المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي عام 2020 أنه "ينبغي التفكير في تضمين الاستعمال الشخصي المقنن للقنب الهندي عبر قنوات توزيع خاصة وبكميات محددة وفي أماكن معينة".

وأضاف معدو التقرير "أنه ثمة توجها قويا على الصعيد الدولي، ولا سيما في أوروبا وإفريقيا، لتوسيع مجال الاستعمالات المشروعة للقنب الهندي وهو ما سيمكن من القطع مع الممارسات الاستهلاكية غير المقننة الحالية التي تعرض الشباب لمخاطر على صعيد التوازن الذهني والنفسي والسلامة الصحية عموما".

بدورهم يرى المدافعون عن الاستخدام الترفيهي للمخدرات أن تقنينه يمكن أن يقلل من الإقبال على السوق السوداء لشرائها، ويزيد من المشتريات القانونية، ما ينتج عنه عائدات ضريبية مهمة للدولة.

أدرداك: التقنين سيخول للأفراد ممارسة عاداتهم بكل حرية  

تعليقا على الموضوع، قال الشريف أدرداك، رئيس المرصد المغربي لتقنين القنب الهندي إن الحملة تستهدف فتح نقاش وطني يرفع الحظر عن تعاطي القنب "سيما أن استهلاكه لا ينطوي على تأثيرات صحية سلبية مقارنة بالتبغ والكحول".

وأوضح أدرداك، في تصريح لـ"أصوات مغاربية" أن الحملة تنطلق أيضا من كون استهلاك هذه المادة "يشكل عنصرا ثقافيا مهما للمغاربة الذين ينتمي معظمهم للأمازيغ" مضيفا "هذا الأخير يعتبر أحد أهم الشعوب الأصلية في العالم، وهو الأمر الذي يخول له الحق في ممارسة عاداته وثقافته بكل حرية وفقا لمبادئ الأمم المتحدة".

وبالعودة إلى اللقاءات التي عقدها نشطاء الحراك مع بعض الفرق البرلمانية مؤخرا، أوضح أدرداك أن اجتماع الثلاثاء الماضي مع الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية (معارض) والفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية (مشارك في التحالف الحكومي) بمجلس النواب "مثل نقطة انطلاقة مهمة لفتح هذا النقاش وقد توج اللقاءين بتعهد الفعاليتين السياسيتين بعرض هذا الموضوع على طاولة أحزاب أخرى".

وفي مقابل هذا المسعى يطرح أيضا السؤال حول مدى استعداد الدولة وعموم المغاربة لتقبل وضع تشريعات تبيح استهلاك القنب الهندي، رغم ترحيب الكثير من المواطنين بتقنين زراعته لاستعمالات طبية وصناعية.

ويرد أدرداك بالقول "أعتقد ان الدولة لا تعترض على مسألة تقنين الاستهلاك التقليدي للكيف في شقه الترفيهي، فقد سبق للجنة النموذج التنموي وكذا المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أن أوصوا بضرورة تقنين الكيف للاستعمال الترفيهي".

وتابع "كما أن حزب العدالة والتنمية ذو التوجه الإسلاموي -والذي يعارض هذا التقنين- لم يعد له حضور مجتمعي أو سياسي مهم مما يعني غياب صوت معارض لهذا التوجه الذي أضحى عالميا خصوصا وأن العديد من الدول قننت الاستعمال الترفيهي للقنب الهندي وكان خرها ألمانيا".

خياري: حرية فردية وعائدات اقتصادية

بدوره، يرى الناشط الحقوقي ومنسق الائتلاف من أجل الاستعمال الطبي والصناعي للقنب الهندي، شكيب خياري، أنه آن الأوان لفتح نقاش عمومي حول الاستعمال الترفيهي للقنب، مستعرضا مجموعة من الأسباب.

ويوضح خياري، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، أن الدعوة لفتح النقاش تأتي في سياق "حرمان" عدد من المزارعين شمال المغرب من رخص زراعة القنب بعد تقنينه.

وتابع "استحضرنا أيضا عنصرا كان غائبا في النقاش السابق وهو مستهلك القنب الهندي الترفيهي، وهي دعوة جاءت بالاستناد على توصيتين رفعتا إلى جلالة الملك، الأولى من مؤسسة عمومية دستورية وهي المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي وأخرى من لجنة شكلها الملك وهي لجنة النموذج التنموي التي وضعت التصور التنموي الجديد للمغرب، ومضمون التوصيتين ضرورة إلغاء تجريم استهلاك القنب الهندي الترفيهي والاتجار فيه وفق كميات وأماكن واستعمالات محددة بدقة".

ووفق شكيب خياري، الذي حضر أيضا اللقاءات الأخيرة مع الفرق البرلمانية فالدعوة إلى فتح نقاش عام حول الاستعمال الترفيهي للقنب تعود لسنوات، مشيرا في هذا الصدد إلى حملة أطلقها عام 2008 انسجاما مع تقارير أممية.

ويضيف "بالنسبة لنا في المغرب، كان لا بد من التفكير في الحفاظ على زراعة القنب الهندي مع توجيه استعمالاته إلى استعمالات إيجابية تتوافق مع الاتفاقية الدولية بشأن المخدرات التي تعتبر المملكة المغربية طرفا فيها، على أن ذلك سيوفر بديلا للمزارعين الذين كانوا مضطرين للانخراط قسرا في حلقة الاتجار غير المشروع بالمخدرات".

وإلى جانب الانتصار للحرية الفردية في استهلاك القنب، يتوقع الناشط الحقوقي أيضا أن يعود التقنين بالكثير من النفع على اقتصاد البلاد وعلى كلفة علاج المدمنين.

وختم بالقول "نترافع من أجل فتح نقاش عمومي في المملكة المغربية للتفكير الجماعي في مدى إمكان استغلال هذه الإباحة في تقليص المخاطر الصحية ومكافحة الإدمان وفي ذات الوقت توفير بديل اقتصادي مشروع مكمل للاقتصاد الطبي والصناعي للقنب الهندي وكذا لاستفادة الدولة من مداخيل مهمة جراء ذلك، سواء من خلال تضريب الأرباح أو تقليص نفقات علاج أضرار الاستهلاك على الصحة".

المصدر: أصوات مغاربية