إجراءات جديدة للحد من شغب الملاعب بتونس.. هل تنجح؟
07 مايو 2023
Share on Facebook
Share on Twitter
التعليقات
تتحرك السلطات التونسية على أكثر من جبهة لوضع حد لظاهرة العنف في الملاعب، وذلك بالتزامن مع صدور قرارات تأديبية وُصفت بـ"المغلظة" ضد فريق الترجي الرياضي التونسي بسبب الأحداث التي شهدتها مباراته أمام شبيبة القبائل الجزائري لحساب رابطة الأبطال الإفريقية.
ولم تعد ظاهرة العنف مقتصرة على كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى بالبلاد بل امتد نحو نحو رياضات أخرى على غرار مقابلات كرة السلة
تحركات رسمية
في مواجهة استفحال هذه الظاهرة، تباحث وزير الداخلية ومسؤولين بجامعة كرة القدم، السبت، " السبل الكفيلة والمتاحة للحد من ظاهرة العنف في الملاعب".
وذكرت الجامعة في بلاغ لها أن اللقاء تطرق إلى "الاستئناس بالتجارب الأجنبية الناجحة في معالجة ظاهرة العنف في الملاعب ".
ولم يصدر عن الاجتماع قرارات فورية، لكن البلاغ أشار إلى إمكانية التعويل على أعوان حراسة الملاعب، إذ أعربت الداخلية عن استعدادها لتمكينهم من التكوين الضروري.
كما ناقش الطرفان مسألة التسريع في اعتماد التذاكر الالكترونية لدخول المبارات، وإحداث لجنة مشتركة بين وزارة الداخلية ومسؤولي الكرة للاستعداد للموسم الرياضي المقبل مع مراجعة المجلة التأديبية بشكل يتلاءم مع الواقع ويتناسب معه.
وقبل هذا الاجتماع، أعلنت الجامعة عن رصد حوافز مالية تصل إلى نحو 6.5 ألف دولار للجماهير "المثالية".
وسيتم توزيع هذه المنح في كل جولة بالتساوي بين مجموعتي التتويج وتفادي النزول بالرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم.
وذكرت الجامعة أن المنح المالية "ستوزع على هيئات أو لجان الأحباء بالتنسيق مع الهيئة المديرة لكل جمعية فائزة بهذه الجائزة المالية"، مشيرة إلى إمكانية تعميم هذه المبادرة على كل الأقسام والمستويات انطلاقا من موسم 2023-2024 .
هل تنفيذ هذه المبادرات ممكن ؟
تعليقا على هذه الإجراءات، يستبعد المحلل الرياضي علاء حمودي "إمكانية إنفاذ هذه الخطط خصوصا منها تشكيل فرق أعوان حراسة للملاعب خاصة أن الجمهور التونسي يعد صعب المراس ويعتبر الملاعب متنفسا للتعبير عن قضاياه الاقتصادية السياسية والاجتماعية والاقتصادية".
وأضاف حمودي في تصريح لـ"أصوات مغاربية" أن" هذا المقترح لا يمكن تنفيذه حتى على المدى البعيد لعدم امتلاك الأندية للموارد الكافية لخلاص منظمي المقابلات الرياضية، قائلا إنه "ينبغي على السلطات معالجة الظاهرة من أساسها".
ودعا "السلطات إلى إنهاء سياسة إفلات الأمنيين من العقاب في المناسبات التي يتم فيها افتعال المشاكل مع الجماهير"، مشير إلى أن "الأندية مطالبة كذلك بدعوة أنصارها إلى الحد من صراعاتها الداخلية".
واعتبر أن "العنف في الملاعب بات ظاهرة مستفحلة تستدعي معالجة فورية فالصور التي شوهدت تحمل إساءة لصورة البلاد في الخارج".
"المدرجات مرآة للمجتمع"
من جهتها، قالت الباحثة في علم الاجتماع شيماء بن رجب إن "ظاهرة العنف ليست مقتصرة على الملاعب فحسب وقد تصاعدت بالإحصائيات والأرقام"، مشيرة إلى أن "الملعب هو مرآة للمجتمع وما يحدث داخل المدرجات هو انعكاس لما نعيشه خارجها".
ولا توجد أرقام حديثة حول هذه الظاهرة، لكن تقريرا سابقا للمعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية(حكومي) رصد نحو 680 حادثة عنف رياضي في العام 2017.
وللحد الظاهرة، تؤكد بن رجب في تصريح لـ"أصوات مغاربية" أن "الأمر يتطلب مشروعا وطنيا متكاملا واستبدال المقاربات الردعية بأخرى إصلاحية"، مشيرة إلى أن "مشروع القانون الجديد يحمل توجهات إصلاحية لا يكتفي بالمقاربات الردعية".
وأشارت إلى "أهمية تشخيص واستقراء الظاهرة لمعرفة الحلول الكفيلة بالحد منها"، معتبرة أن "الأمر يتطلب تكوينا شاملا موجها لمختلف الأطراف على كيفية التعامل مع المشجعين ".
يقود نشطاء بالمغرب حملة ترافعية منذ أيام لفتح نقاش عمومي حول الاستعمال الترفيهي للقنب الهندي (المعروف محليا بالكيف وهو نبتة يستخرج منها مخدر الحشيش)، وذلك بعد مرور 3 سنوات على مصادقة الحكومة على قانون يجيز زراعته لاستعمالات طبية وصناعية.
حملة "100 عام من التجريم.. باركا (يكفي)" أطلقها "المرصد المغربي لتقنين القنب الهندي" و حراك "نداء من أجل فتح نقاش عمومي حول الاستعمال الترفيهي للقنب الهندي" باشرت في الأيام الأخيرة عقد لقاءات مع فرق برلمانية لجعل مسألة الاستهلاك الترفيهي للقنب الهندي قضية رأي عام والضغط من أجل وقف تجريمه.
استكمالا للقاء الذي جمع جانب من نشطاء دينامية "نداء من أجل فتح نقاش عمومي من أجل الاستعمال الترفيهي للقنب الهندي" انعقد...
وبهذه اللقاءات تكون الحملة قد مرت إلى مرحلة ثانية من هذا المسعى الذي انطلق أول مرة في يونيو عام 2023، أياما قليلة من إعلان السلطات المغربية عن الانطلاقة الرسمية لزراعة أول محصول من المادة موجه للاستخدام الطبي.
استقبل الاخ الرئيس الدكتور نورالدين مضيان مساء يومه الثلاثاء 22 أكتوبر 2024 ، بمقر الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية...
كما تأتي أيضا بعد نحو شهرين من إصدار العاهل المغربي الملك محمد السادس عفوا عن أكثر من 4800 من مزارعي القنب الهندي ممّن أدينوا أو يلاحقون بتهم تتعلّق بهذه الزراعة.
وقالت وزارة العدل حينها إنّ العفو الملكي شمل "4831 شخصا مدانين أو متابعين أو مبحوثا عنهم في قضايا متعلقة بزراعة القنب الهندي"، وأوضحت أن هذه الخطوة ستمكن المشمولين به "من الاندماج في الاستراتيجية الجديدة التي انخرطت فيها الأقاليم المعنية في أعقاب تأسيس الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي".
وظل القنب الهندي رغم منعه قانونيا منذ عام 1954 يُزرع في جبال الريف، شمال البلاد، ويستخرج منه مخدر الحشيش الذي يهرب إلى أوروبا، وفق ما أكدته تقارير دولية ومحلية.
قطاع مشغل وتوصيات رسمية
وفي عام 2020، صنف التقرير السنوي لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة المغرب أول منتج لهذا المخدر في العالم.
وتقدر المساحة الاجمالية لزراعة القنب الهندي بالمغرب بـ71.424 هكتارا، وتنتشر بشكل خاص شمال البلاد وتحديدا في إقليمي شفشاون والحسيمة، وينتج الهكتار الواحد من هذه الزراعة 700 كيلوغرام من القنب، بينما يعيش 400 ألف شخص من هذا النشاط، وفق تقرير سابق للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي (مؤسسة رسمية).
وتنطلق حملة "100 عام من التجريم.. باركا (يكفي)" أيضا من توصيات مؤسسات دولية ومحلية دعت الدولة المغربية إلى التفكير في سن تشريعات تجيز الاستهلاك الشخصي للقنب الهندي أسوة بعدد من الدول حول العالم.
وجاء في تقرير أصدره المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي عام 2020 أنه "ينبغي التفكير في تضمين الاستعمال الشخصي المقنن للقنب الهندي عبر قنوات توزيع خاصة وبكميات محددة وفي أماكن معينة".
وأضاف معدو التقرير "أنه ثمة توجها قويا على الصعيد الدولي، ولا سيما في أوروبا وإفريقيا، لتوسيع مجال الاستعمالات المشروعة للقنب الهندي وهو ما سيمكن من القطع مع الممارسات الاستهلاكية غير المقننة الحالية التي تعرض الشباب لمخاطر على صعيد التوازن الذهني والنفسي والسلامة الصحية عموما".
بدورهم يرى المدافعون عن الاستخدام الترفيهي للمخدرات أن تقنينه يمكن أن يقلل من الإقبال على السوق السوداء لشرائها، ويزيد من المشتريات القانونية، ما ينتج عنه عائدات ضريبية مهمة للدولة.
أدرداك: التقنين سيخول للأفراد ممارسة عاداتهم بكل حرية
تعليقا على الموضوع، قال الشريف أدرداك، رئيس المرصد المغربي لتقنين القنب الهندي إن الحملة تستهدف فتح نقاش وطني يرفع الحظر عن تعاطي القنب "سيما أن استهلاكه لا ينطوي على تأثيرات صحية سلبية مقارنة بالتبغ والكحول".
وأوضح أدرداك، في تصريح لـ"أصوات مغاربية" أن الحملة تنطلق أيضا من كون استهلاك هذه المادة "يشكل عنصرا ثقافيا مهما للمغاربة الذين ينتمي معظمهم للأمازيغ" مضيفا "هذا الأخير يعتبر أحد أهم الشعوب الأصلية في العالم، وهو الأمر الذي يخول له الحق في ممارسة عاداته وثقافته بكل حرية وفقا لمبادئ الأمم المتحدة".
وبالعودة إلى اللقاءات التي عقدها نشطاء الحراك مع بعض الفرق البرلمانية مؤخرا، أوضح أدرداك أن اجتماع الثلاثاء الماضي مع الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية (معارض) والفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية (مشارك في التحالف الحكومي) بمجلس النواب "مثل نقطة انطلاقة مهمة لفتح هذا النقاش وقد توج اللقاءين بتعهد الفعاليتين السياسيتين بعرض هذا الموضوع على طاولة أحزاب أخرى".
وفي مقابل هذا المسعى يطرح أيضا السؤال حول مدى استعداد الدولة وعموم المغاربة لتقبل وضع تشريعات تبيح استهلاك القنب الهندي، رغم ترحيب الكثير من المواطنين بتقنين زراعته لاستعمالات طبية وصناعية.
ويرد أدرداك بالقول "أعتقد ان الدولة لا تعترض على مسألة تقنين الاستهلاك التقليدي للكيف في شقه الترفيهي، فقد سبق للجنة النموذج التنموي وكذا المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أن أوصوا بضرورة تقنين الكيف للاستعمال الترفيهي".
وتابع "كما أن حزب العدالة والتنمية ذو التوجه الإسلاموي -والذي يعارض هذا التقنين- لم يعد له حضور مجتمعي أو سياسي مهم مما يعني غياب صوت معارض لهذا التوجه الذي أضحى عالميا خصوصا وأن العديد من الدول قننت الاستعمال الترفيهي للقنب الهندي وكان خرها ألمانيا".
خياري: حرية فردية وعائدات اقتصادية
بدوره، يرى الناشط الحقوقي ومنسق الائتلاف من أجل الاستعمال الطبي والصناعي للقنب الهندي، شكيب خياري، أنه آن الأوان لفتح نقاش عمومي حول الاستعمال الترفيهي للقنب، مستعرضا مجموعة من الأسباب.
ويوضح خياري، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، أن الدعوة لفتح النقاش تأتي في سياق "حرمان" عدد من المزارعين شمال المغرب من رخص زراعة القنب بعد تقنينه.
وتابع "استحضرنا أيضا عنصرا كان غائبا في النقاش السابق وهو مستهلك القنب الهندي الترفيهي، وهي دعوة جاءت بالاستناد على توصيتين رفعتا إلى جلالة الملك، الأولى من مؤسسة عمومية دستورية وهي المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي وأخرى من لجنة شكلها الملك وهي لجنة النموذج التنموي التي وضعت التصور التنموي الجديد للمغرب، ومضمون التوصيتين ضرورة إلغاء تجريم استهلاك القنب الهندي الترفيهي والاتجار فيه وفق كميات وأماكن واستعمالات محددة بدقة".
ووفق شكيب خياري، الذي حضر أيضا اللقاءات الأخيرة مع الفرق البرلمانية فالدعوة إلى فتح نقاش عام حول الاستعمال الترفيهي للقنب تعود لسنوات، مشيرا في هذا الصدد إلى حملة أطلقها عام 2008 انسجاما مع تقارير أممية.
ويضيف "بالنسبة لنا في المغرب، كان لا بد من التفكير في الحفاظ على زراعة القنب الهندي مع توجيه استعمالاته إلى استعمالات إيجابية تتوافق مع الاتفاقية الدولية بشأن المخدرات التي تعتبر المملكة المغربية طرفا فيها، على أن ذلك سيوفر بديلا للمزارعين الذين كانوا مضطرين للانخراط قسرا في حلقة الاتجار غير المشروع بالمخدرات".
وإلى جانب الانتصار للحرية الفردية في استهلاك القنب، يتوقع الناشط الحقوقي أيضا أن يعود التقنين بالكثير من النفع على اقتصاد البلاد وعلى كلفة علاج المدمنين.
وختم بالقول "نترافع من أجل فتح نقاش عمومي في المملكة المغربية للتفكير الجماعي في مدى إمكان استغلال هذه الإباحة في تقليص المخاطر الصحية ومكافحة الإدمان وفي ذات الوقت توفير بديل اقتصادي مشروع مكمل للاقتصاد الطبي والصناعي للقنب الهندي وكذا لاستفادة الدولة من مداخيل مهمة جراء ذلك، سواء من خلال تضريب الأرباح أو تقليص نفقات علاج أضرار الاستهلاك على الصحة".