Logos

أصوات مغاربية الآن علي موقع الحرة

اضغط. هنا لزيارة موقع الحرة

(FILES) In this file photo taken on January 18, 2011 a Tunisian demonstrator holds his bread stick like a weapon in front of…
متظاهر خلال الثورة التونسية في 2011

تعيش تونس هذه الأيام على وقع نقص حاد في مادة الخبز التي تعتبر أساسية في مائدة الطعام المحليّة.

وقد أغلقت نحو 30 بالمئة من المخابز العصرية - التي تنتج الخبز غير المدعم -  أبوابها في ظل الاضطرابات الحادة في توزيع الدقيق، وفق ما كشفه مهنيون في القطاع.

وأثارت هذه التطورات مخاوف من حدوث أزمة خبز جديدة خاصة مع اقتراب أشهر الصيف التي تتضاعف فيها معدلات الاستهلاك.

وسارع الرئيس، قيس سعيّد، الإثنين، إلى اتهام "دوائر ولوبيات أسمائها معروفة" بالسعي إلى تأجيج الأوضاع.

وأضاف "لا يمكن أن نواصل التعامل مع هؤلاء (لم يسمهم) ونتركهم يعبثون بقوت المواطن وبحياته في كل أوجهها من خبز وسكر وقهوة والزيت وغيرها"، موجها اتهامات إلى "جملة من الشبكات الإجرامية التي تعمل على تجويع الشعب"، على حد تعبيره.

وتُعيد أزمة الخبز الحالية إلى الأذهان مظاهرات واحتجاجات عنيفة بسبب الرغيف بالمنطقة المغاربية في السنوات الماضية، مثل أحداث كوميرا بالمغرب وانتفاضة الرغيف بتونس وأزمة الخبز الجزائرية.

المغرب.. "انتفاضة الكوميرا"

قبل أزيد من أربعين عاما، لعلع الرصاص وسط مدينة الدار البيضاء بعدما خرج مئات من سكان "العاصمة الاقتصادية" للشوارع في 20 يونيو 1981، رافضين زيادة في أسعار الخبز بنحو 180 في المئة وأسعار مواد أساسية أخرى.

وقد ردت السلطات على الاحتجاجات بنشر قوات الجيش في دروب المدينة وشنت حملة واسعة من الاعتقالات.
أزهقت أرواح كثيرة، وتضاربت أرقام عدد الضحايا بين الرواية الرسمية، التي قالت إن عددهم وصل إلى 60 قتيلا، فيما تحدثت الهيئات الحقوقية عن ما يزيد عن 600 قتيل.

لاحقا، تم اعتقال المئات، خاصة الفاعلين منهم داخل النقابات، التي خاضت الإضراب، وتم غلق صحيفتي "المحرر" و"ليبيراسيون" التابعتين لـ"حزب الاتحاد الاشتراكي"، الذي كان من أبرز أحزاب المعارضة آنذاك.

اشتهرت الأحداث، التي وقعت إبان فترة حكم العاهل الراحل الحسن الثاني، باسم "انتفاضة الكوميرا" وضحاياها "شهداء كوميرا"، وهو وصف أطلقه وزير الداخلية الأسبق، إدريس البصري، على من قضوا في الأحداث.

وتعني "الكوميرا" بالعامية المغربية نوعا من "الخبز الفرنسي"، عمودي الشكل يتم تناوله غالبا خلال وجبة الإفطار.

تونس.. "انتفاضة الخبز" 

في نهاية ديسمبر 1983، اندلعت "انتفاضة الخبز"، أو "أحداث الخبز" في تونس بعد رفع الدعم عن عدد من السلع الأساسية وارتفاع أسعار الخبز. 

واندلعت الاحتجاجات ضد حكومة الرئيس، الحبيب بورقيبة (1957 – 1987)، أولا في سوق أسبوعية بمدينة دوز الجنوبية، ثم انتقلت إلى مناطق مجاورة مثل مدينة سوق الأحد ثم وقبلي وقابس لتتصاعد خلال الأيام الموالية حتى وصلت إلى العاصمة تونس في أوائل يناير 1984. 

تحركت السلطات بنشر الجيش في الشوارع وحظر الجولان والتجمعات.

وكانت حصيلة المواجهات بين قوات النظام والمحتجين مقتل ما يزيد عن 80 شخصا، بحسب أرقام رسمية، والمئات من القتلى بفعل إطلاق الرصاص، بحسب مصادر غير رسمية.  

وقام نظام بورقيبة بقمع "انتفاضة الخبز"، ووقعت مصادمات بين قواته والمتظاهرين خلفت 84 قتيلا وأكثر من تسعمئة جريح حسب المصادر الرسمية، ومئات من القتلى وآلاف الجرحى وفقا لأحزاب معارضة. 

الجزائر.. "ثورة الخبز"

في الثمانينات أيضا، عرفت الجزائر إبان حكم الرئيس الشاذلي بن جديد (1979-1992) اندلاع ما سمي حينها بـ"ثورة الخبز".

ففي الخامس من أكتوبر 1988، خرج الجزائريون إلى الشوارع للاحتجاج بسبب الوضع الاقتصادي والحالة العامة بالبلاد في ظل سياسة الحزب الوحيد، مطالبين بتحسين الظروف المعيشية وإرساء الحرية والديمقراطية.

وخرج​​شباب حراك 1988 مشتكيا ظروفه الاجتماعية المزرية، إثر انهيار قدرته الشرائية بفعل تراجع أسعار النفط منذ عام 1986، وانسداد أفق التعبير الحر، في ظل سياسة الحزب الواحد، ممثلا في حزب جبهة التحرير الوطني.

وأطلقت صحيفة "الشروق" الجزائرية على أحداث الخامس من أكتوبر "ثورة الخبز"، مضيفة أن تلك الانتفاضة و "احتجاجات" يناير 2011 متشابهتان، "فكلاهما استنكر تدهور القدرة الشرائية وارتفاع الأسعار". 

وأفضت تلك الأحداث، التي حملت لاحقا اسم "الربيع العربي الجزائري"، إلى انفتاح البلاد على اقتصاد السوق والتعددية الحزبية والإعلامية، لكن راح أيضا ضحيتها 159 شخصا وفق الأرقام الرسمية، وأكثر من 500 ضحية، حسب نشطاء حقوقيين.

وفي الواقع، فإن الإرهاصات الأولى لهذه الانتفاضة بدأت منذ عام 1986، إثر زيادة أسعار المواد الغذائية الأساسية، التي كانت تدعمها الحكومة، كما بات وجود هذه الموادّ نادرا في المحلات التجارية، 

فقد رفض المحتجون قرار رفع الدعم عن هذه المواد وخرجوا في احتجاجات بمدينتي قسنطينة وسطيف شرق البلاد.

كانت نتيجة المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين مصرع خمسة أشخاص.


 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

المغرب أقر في عام 2021 تقنين زراعة القنب الهندي لاستعمالات طبية وصناعية
المغرب أقر في عام 2021 تقنين زراعة القنب الهندي لاستعمالات طبية وصناعية

يقود نشطاء بالمغرب حملة ترافعية منذ أيام لفتح نقاش عمومي حول الاستعمال الترفيهي للقنب الهندي (المعروف محليا بالكيف وهو نبتة يستخرج منها مخدر الحشيش)، وذلك بعد مرور 3 سنوات على مصادقة الحكومة على قانون يجيز زراعته لاستعمالات طبية وصناعية.

حملة "100 عام من التجريم.. باركا (يكفي)" أطلقها "المرصد المغربي لتقنين القنب الهندي" و حراك "نداء من أجل فتح نقاش عمومي حول الاستعمال الترفيهي للقنب الهندي" باشرت في الأيام الأخيرة عقد لقاءات مع فرق برلمانية لجعل مسألة الاستهلاك الترفيهي للقنب الهندي قضية رأي عام والضغط من أجل وقف تجريمه.

استكمالا للقاء الذي جمع جانب من نشطاء دينامية "نداء من أجل فتح نقاش عمومي من أجل الاستعمال الترفيهي للقنب الهندي" انعقد...

Posted by Chakib AL Khayari on Wednesday, October 23, 2024

وبهذه اللقاءات تكون الحملة قد مرت إلى مرحلة ثانية من هذا المسعى الذي انطلق أول مرة في يونيو عام 2023، أياما قليلة من إعلان السلطات المغربية عن الانطلاقة الرسمية لزراعة أول محصول من المادة موجه للاستخدام الطبي.

استقبل الاخ الرئيس الدكتور نورالدين مضيان مساء يومه الثلاثاء 22 أكتوبر 2024 ، بمقر الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية...

Posted by Nouredin Moudian on Tuesday, October 22, 2024

كما تأتي أيضا بعد نحو شهرين من إصدار العاهل المغربي الملك محمد السادس عفوا عن أكثر من 4800 من مزارعي القنب الهندي ممّن أدينوا أو يلاحقون بتهم تتعلّق بهذه الزراعة.

وقالت وزارة العدل حينها إنّ العفو الملكي شمل "4831 شخصا مدانين أو متابعين أو مبحوثا عنهم في قضايا متعلقة بزراعة القنب الهندي"، وأوضحت أن هذه الخطوة ستمكن المشمولين به "من الاندماج في الاستراتيجية الجديدة التي انخرطت فيها الأقاليم المعنية في أعقاب تأسيس الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي".

وظل القنب الهندي رغم منعه قانونيا منذ عام 1954 يُزرع في جبال الريف، شمال البلاد، ويستخرج منه مخدر الحشيش الذي يهرب إلى أوروبا، وفق ما أكدته تقارير دولية ومحلية.

قطاع مشغل وتوصيات رسمية

وفي عام 2020، صنف التقرير السنوي لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة المغرب أول منتج لهذا المخدر في العالم.

وتقدر المساحة الاجمالية لزراعة القنب الهندي بالمغرب بـ71.424 هكتارا، وتنتشر بشكل خاص شمال البلاد وتحديدا في إقليمي شفشاون والحسيمة، وينتج الهكتار الواحد من هذه الزراعة 700 كيلوغرام من القنب، بينما يعيش 400 ألف شخص من هذا النشاط، وفق تقرير سابق للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي (مؤسسة رسمية).

وتنطلق حملة "100 عام من التجريم.. باركا (يكفي)" أيضا من توصيات مؤسسات دولية ومحلية دعت الدولة المغربية إلى التفكير في سن تشريعات تجيز الاستهلاك الشخصي للقنب الهندي أسوة بعدد من الدول حول العالم.

وجاء في تقرير أصدره المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي عام 2020 أنه "ينبغي التفكير في تضمين الاستعمال الشخصي المقنن للقنب الهندي عبر قنوات توزيع خاصة وبكميات محددة وفي أماكن معينة".

وأضاف معدو التقرير "أنه ثمة توجها قويا على الصعيد الدولي، ولا سيما في أوروبا وإفريقيا، لتوسيع مجال الاستعمالات المشروعة للقنب الهندي وهو ما سيمكن من القطع مع الممارسات الاستهلاكية غير المقننة الحالية التي تعرض الشباب لمخاطر على صعيد التوازن الذهني والنفسي والسلامة الصحية عموما".

بدورهم يرى المدافعون عن الاستخدام الترفيهي للمخدرات أن تقنينه يمكن أن يقلل من الإقبال على السوق السوداء لشرائها، ويزيد من المشتريات القانونية، ما ينتج عنه عائدات ضريبية مهمة للدولة.

أدرداك: التقنين سيخول للأفراد ممارسة عاداتهم بكل حرية  

تعليقا على الموضوع، قال الشريف أدرداك، رئيس المرصد المغربي لتقنين القنب الهندي إن الحملة تستهدف فتح نقاش وطني يرفع الحظر عن تعاطي القنب "سيما أن استهلاكه لا ينطوي على تأثيرات صحية سلبية مقارنة بالتبغ والكحول".

وأوضح أدرداك، في تصريح لـ"أصوات مغاربية" أن الحملة تنطلق أيضا من كون استهلاك هذه المادة "يشكل عنصرا ثقافيا مهما للمغاربة الذين ينتمي معظمهم للأمازيغ" مضيفا "هذا الأخير يعتبر أحد أهم الشعوب الأصلية في العالم، وهو الأمر الذي يخول له الحق في ممارسة عاداته وثقافته بكل حرية وفقا لمبادئ الأمم المتحدة".

وبالعودة إلى اللقاءات التي عقدها نشطاء الحراك مع بعض الفرق البرلمانية مؤخرا، أوضح أدرداك أن اجتماع الثلاثاء الماضي مع الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية (معارض) والفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية (مشارك في التحالف الحكومي) بمجلس النواب "مثل نقطة انطلاقة مهمة لفتح هذا النقاش وقد توج اللقاءين بتعهد الفعاليتين السياسيتين بعرض هذا الموضوع على طاولة أحزاب أخرى".

وفي مقابل هذا المسعى يطرح أيضا السؤال حول مدى استعداد الدولة وعموم المغاربة لتقبل وضع تشريعات تبيح استهلاك القنب الهندي، رغم ترحيب الكثير من المواطنين بتقنين زراعته لاستعمالات طبية وصناعية.

ويرد أدرداك بالقول "أعتقد ان الدولة لا تعترض على مسألة تقنين الاستهلاك التقليدي للكيف في شقه الترفيهي، فقد سبق للجنة النموذج التنموي وكذا المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أن أوصوا بضرورة تقنين الكيف للاستعمال الترفيهي".

وتابع "كما أن حزب العدالة والتنمية ذو التوجه الإسلاموي -والذي يعارض هذا التقنين- لم يعد له حضور مجتمعي أو سياسي مهم مما يعني غياب صوت معارض لهذا التوجه الذي أضحى عالميا خصوصا وأن العديد من الدول قننت الاستعمال الترفيهي للقنب الهندي وكان خرها ألمانيا".

خياري: حرية فردية وعائدات اقتصادية

بدوره، يرى الناشط الحقوقي ومنسق الائتلاف من أجل الاستعمال الطبي والصناعي للقنب الهندي، شكيب خياري، أنه آن الأوان لفتح نقاش عمومي حول الاستعمال الترفيهي للقنب، مستعرضا مجموعة من الأسباب.

ويوضح خياري، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، أن الدعوة لفتح النقاش تأتي في سياق "حرمان" عدد من المزارعين شمال المغرب من رخص زراعة القنب بعد تقنينه.

وتابع "استحضرنا أيضا عنصرا كان غائبا في النقاش السابق وهو مستهلك القنب الهندي الترفيهي، وهي دعوة جاءت بالاستناد على توصيتين رفعتا إلى جلالة الملك، الأولى من مؤسسة عمومية دستورية وهي المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي وأخرى من لجنة شكلها الملك وهي لجنة النموذج التنموي التي وضعت التصور التنموي الجديد للمغرب، ومضمون التوصيتين ضرورة إلغاء تجريم استهلاك القنب الهندي الترفيهي والاتجار فيه وفق كميات وأماكن واستعمالات محددة بدقة".

ووفق شكيب خياري، الذي حضر أيضا اللقاءات الأخيرة مع الفرق البرلمانية فالدعوة إلى فتح نقاش عام حول الاستعمال الترفيهي للقنب تعود لسنوات، مشيرا في هذا الصدد إلى حملة أطلقها عام 2008 انسجاما مع تقارير أممية.

ويضيف "بالنسبة لنا في المغرب، كان لا بد من التفكير في الحفاظ على زراعة القنب الهندي مع توجيه استعمالاته إلى استعمالات إيجابية تتوافق مع الاتفاقية الدولية بشأن المخدرات التي تعتبر المملكة المغربية طرفا فيها، على أن ذلك سيوفر بديلا للمزارعين الذين كانوا مضطرين للانخراط قسرا في حلقة الاتجار غير المشروع بالمخدرات".

وإلى جانب الانتصار للحرية الفردية في استهلاك القنب، يتوقع الناشط الحقوقي أيضا أن يعود التقنين بالكثير من النفع على اقتصاد البلاد وعلى كلفة علاج المدمنين.

وختم بالقول "نترافع من أجل فتح نقاش عمومي في المملكة المغربية للتفكير الجماعي في مدى إمكان استغلال هذه الإباحة في تقليص المخاطر الصحية ومكافحة الإدمان وفي ذات الوقت توفير بديل اقتصادي مشروع مكمل للاقتصاد الطبي والصناعي للقنب الهندي وكذا لاستفادة الدولة من مداخيل مهمة جراء ذلك، سواء من خلال تضريب الأرباح أو تقليص نفقات علاج أضرار الاستهلاك على الصحة".

المصدر: أصوات مغاربية