"ليست نهائية".. تفاصيل جديدة عن "توافقات" لجنة 6+6 الليبية
بدأت معالم "الاتفاقات المبدئية" التي وصلت إليها اللجنة المشتركة (6+6) - المكلفة من مجلس النواب الليبي (شرق) والمجلس الأعلى للدولة (غرب) بإعداد القوانين الانتخابية - تظهر في الإعلام المحلي الليبي، وسط تباين وجهات نظر السياسيين إزاء بعض مخرجاتها.
فقد أكد عضو المجلس الأعلى للدولة، محمد معزّب، في تصريحات لتلفزيون "بانوراما" المحلي أن التوافقات "ليست نهائية"، إذ ما تزال بحاجة إلى عرضها على المجلسين.
وأشار إلى البنود الخلافية التي عطّلت المسار السياسي لسنوات في ليبيا بالقول إن الاتفاق المبدئي "يرتكز على السّماح بالترشّح للجميع دون شروط في الجولة الأولى، ثم يتمّ تطبيق الشروط على الفائزين في الجولة الثانية منها اشتراط التنازل عن الجنسية الأجنبية…بالإضافة إلى استقالة العسكري وعدم قبول ترشّح من صدر ضدّه حكم".
من جانبه، نفى عضو لجنة (6+6) الذي يمثل جناح المجلس الأعلى للدولة في اجتماعات مدينة بوزنيقة المغربية، فتح الله السريري، التوصل إلى "اتفاق نهائي"، في تصريحات لتلفزيون "ليبيا الأحرار"، لكنه لم يذكر النقاط العالقة.
وكشف أيضا أبو صلاح شلبي، عضو اللجنة نفسها والذي يمثل مجلس النواب، في تصريحات أوردها المصدر نفسه، تواصل انعقاد الجلسات، مشددا على أنه لا يوجد أي اتفاق نهائي.
ويُفترض أن تقوم اللجنة - المكونة من 12 عضوا بالمناصفة بين مجلسي النواب والأعلى للدولة - بإنجاز مشروعات القوانين المنظمة للانتخابات في أسرع وقت ممكن وذلك للوصول إلى إجرائها قبل نهاية 2023، تماشياً مع أهداف البعثة الأممية في ليبيا.
والأربعاء، قالت عضوة المجلس الأعلى للدولة، نعيمة الحامي، في تصريحات أوردها موقع "الساعة 24" المحلي، أن "هناك غموضا يكتنف أعمال لجنة (6+6) في المغرب ومخرجاتها بشأن شروط الانتخابات".
وأضافت: "بعد أنباء وردت أن أعضاء اللجنة اتفقوا على ترشح العسكريين ومزدوجي الجنسية تأكد النفي من الممثلين عن مجلس الدولة"، محذرة من أنه "سيكون أعضاء اللجنة الممثلين لمجلس الدولة في حرج إذا تنازلوا عن شرط ترشح العسكريين ومزدوجي الجنسية لأنه تم التصويت على منعهم في جلسة رسمية".
عقبات في الطريق
وتُعد قضية ترشح العسكريين خلافية بسبب رغبة الجنرال القوي في الشرق، خليفة حفتر، في الترشح للرئاسة، وهو ما ترفضه أطراف عديدة في غرب البلاد.
كما أن ترشيحات الحاملين لجنسية أجنبية، وبينهم حفتر نفسه، ظلت عقبة كَأْدَاء بين الطرفين، إذ يُصرّ معسكر شرق البلاد على أهمية فتح الباب لكل الليبيين، بينما تتوجس أطراف غربية من ذلك.
وعلاوة على ترشح ضباط الجيش ومزدوجي الجنسية، فإن مصير الشخصيات الملاحقة قضائية والطامحة بالرئاسة ضمن نقاط الخلاف أيضا.
ويشكل ترشح سيف الإسلام القذافي - نجل الدكتاتور السابق - تحديا رغم أن هناك شبه اتفاق داخل المجلسين على استبعاد الشخصيات التي صدرت بحقها أحكام قضائية.
وفي 2021، أعلن سيف الإسلام ترشحه إلى الانتخابات التي كانت مبرمجة نهاية السنة آنذاك، لكن سرعان ما تم الإعلان عن رفض ملفه من قبل المفوضية العليا للانتخابات بسبب متابعته في قضايا متعلقة بجرائم حرب من قبل محكمة العدل الدولية، كما سبق لمحكمة تقع بطرابلس إصدار عقوبة غيابية بالإعدام في حقه للأسباب نفسها.
توازنات جديدة
ورغم كل ذلك، فإن رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، أكد، الثلاثاء، "قرب تحقيق التوافق" ضمن لجنة (6+6)، مشيرا إلى سعي المجلس لتنظيم انتخابات "في ظل حكومة واحدة"، وفق ما أورده موقع "الوسط" المحلي.
وفي الأشهر الماضية، اقترب صالح من خصمه السابق رئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، بينما تتحدث تقارير إعلامية عن "تفاهمات" موازية بين الجنرال حفتر ورئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، في انكسار جديد للاستقطابات التقليدية بين الشرق والغرب.
ومنذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي عام 2011 سارت العلاقة بين شرق البلاد وغربها في طريقين مختلفين بسبب الاختلاف في وجهات النظر حول إعادة ترتيب البيت الداخلي، قبل أن يتطور الأمر إلى مواجهات مسلحة في محطات عديدة على مدى السنوات الماضية.
لكن العلاقة بين الطرفين ساءت بشكل كبير بعد الهجمات التي شنتها قوات المشير خليفة حفتر عام 2019 من أجل ما سماه "تحرير العاصمة طرابلس"، من خلال عمليات عسكرية أدت إلى سقوط عديد القتلى والجرحى من الطرفين.
وتعتقد أطراف عديدة، حتى داخل الغرب الليبي، بأن صالح والمشري يناوران من أجل تأبيد عمر المؤسسة التشريعية التي يقودانها.
فقد اعتبرت نعيمة الحامي (غرب) أن "كل مساعي رئيسي مجلسي النواب والدولة تصب في إنشاء سلطة تنفيذية جديدة وتشكيل لجنة (6+6) لتشتيت النظر وإطالة الوقت فقط".
من جانب آخر، تشير أطراف أخرى إلى أن "الخطر الحقيقي" يتمثل في "تحالف المصالح" بين حفتر والدبيبة، إذ أربك مشهد التحالفات في البلاد.
وكان المشري نفسه اتهم الدبيبة بالرغبة في البقاء في السلطة، لافتا إلى أن إجراء الانتخابات ليس من أولوية حكومة طرابلس الحالية.
- المصدر: أصوات مغاربية / وسائل إعلام محلية