الجزائر العاصمة
منظر عام لمدينة الجزائر العاصمة، العاصمة السياسية للجزائر، وفي الأسفل الميناء (أرشيف)

أصدرت الخارجية الأميركية الأربعاء تقريرها السنوي عن مناخ الاستثمار في العالم لعام 2023، قدم معلومات وتقييما لأوضاع الاقتصاد والاستثمار في 165 دولة حول العالم.

وتضمن التقرير معطيات عن البلدان المغاربية هذه أبرزها:

ليبيا:

أبرز التقرير أنه "رغم التوقعات العالية للاستثمار المحلي والأجنبي في ليبيا بسبب احتياجات إعادة الإعمار والطلب غير الملبى للمستهلكين والثروات الطبيعية الغنية، إلا أن البلاد لا تزال تشهد بيئة استثمارية صعبة.

وأضاف أن "حكومة الوفاق الوطني، التي جاءت للحكم في مارس 2021، أبدت رغبة في جذب المزيد من الاستثمار الأجنبي والتعاون مع الشركات الأجنبية. ومع ذلك، تبقى آفاق الاستثمار الأجنبي تواجهها معيقات بسبب التهديدات المترتبة عن الميليشيات غير الحكومية والمرتزقة الأجانب والجماعات المتطرفة والإرهابية". 

وتحدث التقرير أن إشكالات بينها "البيروقراطية غير الواضحة والمشاكل الناجمة عن تقسيم المؤسسات الحكومية والتنظيمات القانونية المرهقة والفساد الشائع في الإدارة العامة".

تونس:

تحدث التقرير أن تواصل تأثير تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا على الوضع الاقتصادي والاستثماري بتونس، قائلا إن "على الرغم من التعافي البطيء من جائحة كوفيد-19، نما الناتج المحلي الإجمالي لتونس بنسبة 2.4 في المائة في عام 2022 بعد نمو بنسبة 3.1 في المائة في 2021 وانكماش قياسي بنسبة 8.8 في المائة في 2020"، موضحا أن البلاد "لا تزال تواجه مستويات عالية من البطالة والتضخم المرتفع وارتفاع مستويات الدين العام، بالإضافة إلى نقص في المنتجات الغذائية والأدوية والسلع الطاقوية بسبب الغزو المستمر لأوكرانيا".

كما أشار التقرير إلى تأثير التغييرات السياسية على المشهد الاستثماري بتونس، وخصوصا بعد إجراءات الرئيس قيس سعيد بتولي صلاحيات تنفيذية واسعة.

واعتبر التقرير أن "هناك عقبات بيروقراطية كبيرة أمام الاستثمار بتونس، ولا يزال يجب تحقيق مزيد من الإصلاحات الاقتصادية"، مضيفا "المؤسسات المملوكة للدولة تلعب دورًا كبيرًا في اقتصاد تونس، وبعض القطاعات ليست مفتوحة للاستثمار الأجنبي. القطاع غير الرسمي، الذي يقدر بنسبة 40 إلى 60 في المائة من الاقتصاد العام، لا يزال مشكلًا، حيث يضطر الأعمال الشرعية للتنافس مع البضائع المهربة. نظرًا لارتفاع عجز الميزانية، سعت حكومة تونس إلى الحصول على دعم قروض دولية في عام 2022. في أكتوبر 2022، توصلت حكومة تونس وصندوق النقد الدولي إلى اتفاق على السياسات الاقتصادية والإصلاحات التي ستدعمها منشأة الصندوق الجديدة والبالغة 1.9 مليار دولار. ومع ذلك، لم يتم الموافقة النهائية حتى أبريل 2023".

وتحدث التقرير أن المساهمات الأميركية من أجل مساعدة الاستثمار التونسي قائلا "منذ عام 2011، قدمت الولايات المتحدة أكثر من 500 مليون دولار من المساعدة المتعلقة بالنمو الاقتصادي، بالإضافة إلى كفالات القروض في عام 2012 و 2014 و2016 التي سمحت لتونس باقتراض ما يقرب من 1.5 مليار دولار بأسعار فائدة منخفضة".

الجزائر:

وبخصوص الجزائر، أفاد التقرير بأن اقتصادها "الذي يسيطر عليه المؤسسات الحكومية، يشكل تحديًا للشركات الأميركية، بيد أن استدرك موضحا "ولكن هناك فرص في عدة قطاعات للنمو على المدى الطويل"، مردفا "يشجع المسؤولون الحكوميون الجزائريون بشكل متكرر الشركات الأميركية على الاستثمار في الجزائر، مع التركيز بشكل خاص على الزراعة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتعدين والهيدروكربونات والطاقة المتجددة والرعاية الصحية".

وبعد عرضه لأبرز معالم الاقتصاد الجزائري حاليا، تحدث التقرير عن مواجهة المستثمرين الاقتصاديين "مجموعة من التحديات، بما في ذلك الإجراءات الجمركية المعقدة والبيروقراطية المرهقة وصعوبات التحويلات النقدية والمنافسة في الأسعار من المنافسين الدوليين".

وأضاف "تشتكي الشركات الدولية التي تعمل في الجزائر من أن القوانين واللوائح متغيرة باستمرار، مما يزيد من المخاطر التجارية للمستثمرين الأجانب"، مردفا "تشمل العوائق الأخرى الاندماج الإقليمي المحدود والقيود على الاستيراد، والتي تعيق الفرص للانتفاع من سلاسل الإمداد الدولية. القوانين الثلاثة الرئيسية التي تنظم الاستثمارات في الجزائر هي قانون الاستثمار لعام 2022 وقانون المالية السنوي وقانون الهيدروكربونات لعام 2019".

المغرب:

في المقابل، تحدث التقرير عن المغرب باعتبار أنه يسعى إلى "تحويل نفسه إلى مركز أعمال إقليمي باستغلال موقعه الجغرافي الاستراتيجي واستقراره السياسي والبنية التحتية المتميزة لتوسيع نفسه كقاعدة تصنيع وتصدير إقليمية للشركات الدولية". 

وأضاف "يشجع المغرب بنشاط وتسهل الاستثمار الأجنبي، وخاصة في قطاعات التصدير مثل التصنيع، من خلال السياسات الاقتصادية الإيجابية وتحرير التجارة والحوافز الاستثمارية والإصلاحات الهيكلية"، معتبرا أن الحكومة المغربية "تنفذ استراتيجيات تهدف إلى زيادة فرص التوظيف وجذب الاستثمار الأجنبي ورفع الأداء والإنتاج في القطاعات الرئيسية التي تحقق إيرادات، مع التركيز على الصناعات التي تضيف القيمة مثل الطاقة المتجددة، وصناعة السيارات، والفضاء الجوي، والمنسوجات، والأدوية، والاستعانة بالخارج، والصناعة الزراعية".

موريتانيا:

تقرير الخارجية الأميركية أشار إلى أن الاقتصاد الموريتاني ما زال يحاول التعافي من تداعيات جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، موضحا أن حكومة البلد "قدمت خطة في الاتجاه الصحيح" لتجاوز هذه التأثيرات.

وركز التقرير على الآفاق الاقتصادية لموريتانيا المرتبطة بتطوير قطاع الطاقة، قائلا "نظرًا لموقعها الجغرافي وقربها من أوروبا، فإن موريتانيا تحتل موقعاً استراتيجياً لتصبح مزوداً رئيسياً للغاز الطبيعي خاصة بعد الحرب الروسية في أوكرانيا ورغبة الدول الأوروبية في تنويع إمداداتها من الغاز والحد من الاعتماد على الغاز الروسي. بالإضافة إلى مشروع GTA، وقعت موريتانيا مع شركة بريتيش بتروليوم (BP) وشركة كوسموس إنرجي".

 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

المغرب أقر في عام 2021 تقنين زراعة القنب الهندي لاستعمالات طبية وصناعية
المغرب أقر في عام 2021 تقنين زراعة القنب الهندي لاستعمالات طبية وصناعية

يقود نشطاء بالمغرب حملة ترافعية منذ أيام لفتح نقاش عمومي حول الاستعمال الترفيهي للقنب الهندي (المعروف محليا بالكيف وهو نبتة يستخرج منها مخدر الحشيش)، وذلك بعد مرور 3 سنوات على مصادقة الحكومة على قانون يجيز زراعته لاستعمالات طبية وصناعية.

حملة "100 عام من التجريم.. باركا (يكفي)" أطلقها "المرصد المغربي لتقنين القنب الهندي" و حراك "نداء من أجل فتح نقاش عمومي حول الاستعمال الترفيهي للقنب الهندي" باشرت في الأيام الأخيرة عقد لقاءات مع فرق برلمانية لجعل مسألة الاستهلاك الترفيهي للقنب الهندي قضية رأي عام والضغط من أجل وقف تجريمه.

استكمالا للقاء الذي جمع جانب من نشطاء دينامية "نداء من أجل فتح نقاش عمومي من أجل الاستعمال الترفيهي للقنب الهندي" انعقد...

Posted by Chakib AL Khayari on Wednesday, October 23, 2024

وبهذه اللقاءات تكون الحملة قد مرت إلى مرحلة ثانية من هذا المسعى الذي انطلق أول مرة في يونيو عام 2023، أياما قليلة من إعلان السلطات المغربية عن الانطلاقة الرسمية لزراعة أول محصول من المادة موجه للاستخدام الطبي.

استقبل الاخ الرئيس الدكتور نورالدين مضيان مساء يومه الثلاثاء 22 أكتوبر 2024 ، بمقر الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية...

Posted by Nouredin Moudian on Tuesday, October 22, 2024

كما تأتي أيضا بعد نحو شهرين من إصدار العاهل المغربي الملك محمد السادس عفوا عن أكثر من 4800 من مزارعي القنب الهندي ممّن أدينوا أو يلاحقون بتهم تتعلّق بهذه الزراعة.

وقالت وزارة العدل حينها إنّ العفو الملكي شمل "4831 شخصا مدانين أو متابعين أو مبحوثا عنهم في قضايا متعلقة بزراعة القنب الهندي"، وأوضحت أن هذه الخطوة ستمكن المشمولين به "من الاندماج في الاستراتيجية الجديدة التي انخرطت فيها الأقاليم المعنية في أعقاب تأسيس الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي".

وظل القنب الهندي رغم منعه قانونيا منذ عام 1954 يُزرع في جبال الريف، شمال البلاد، ويستخرج منه مخدر الحشيش الذي يهرب إلى أوروبا، وفق ما أكدته تقارير دولية ومحلية.

قطاع مشغل وتوصيات رسمية

وفي عام 2020، صنف التقرير السنوي لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة المغرب أول منتج لهذا المخدر في العالم.

وتقدر المساحة الاجمالية لزراعة القنب الهندي بالمغرب بـ71.424 هكتارا، وتنتشر بشكل خاص شمال البلاد وتحديدا في إقليمي شفشاون والحسيمة، وينتج الهكتار الواحد من هذه الزراعة 700 كيلوغرام من القنب، بينما يعيش 400 ألف شخص من هذا النشاط، وفق تقرير سابق للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي (مؤسسة رسمية).

وتنطلق حملة "100 عام من التجريم.. باركا (يكفي)" أيضا من توصيات مؤسسات دولية ومحلية دعت الدولة المغربية إلى التفكير في سن تشريعات تجيز الاستهلاك الشخصي للقنب الهندي أسوة بعدد من الدول حول العالم.

وجاء في تقرير أصدره المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي عام 2020 أنه "ينبغي التفكير في تضمين الاستعمال الشخصي المقنن للقنب الهندي عبر قنوات توزيع خاصة وبكميات محددة وفي أماكن معينة".

وأضاف معدو التقرير "أنه ثمة توجها قويا على الصعيد الدولي، ولا سيما في أوروبا وإفريقيا، لتوسيع مجال الاستعمالات المشروعة للقنب الهندي وهو ما سيمكن من القطع مع الممارسات الاستهلاكية غير المقننة الحالية التي تعرض الشباب لمخاطر على صعيد التوازن الذهني والنفسي والسلامة الصحية عموما".

بدورهم يرى المدافعون عن الاستخدام الترفيهي للمخدرات أن تقنينه يمكن أن يقلل من الإقبال على السوق السوداء لشرائها، ويزيد من المشتريات القانونية، ما ينتج عنه عائدات ضريبية مهمة للدولة.

أدرداك: التقنين سيخول للأفراد ممارسة عاداتهم بكل حرية  

تعليقا على الموضوع، قال الشريف أدرداك، رئيس المرصد المغربي لتقنين القنب الهندي إن الحملة تستهدف فتح نقاش وطني يرفع الحظر عن تعاطي القنب "سيما أن استهلاكه لا ينطوي على تأثيرات صحية سلبية مقارنة بالتبغ والكحول".

وأوضح أدرداك، في تصريح لـ"أصوات مغاربية" أن الحملة تنطلق أيضا من كون استهلاك هذه المادة "يشكل عنصرا ثقافيا مهما للمغاربة الذين ينتمي معظمهم للأمازيغ" مضيفا "هذا الأخير يعتبر أحد أهم الشعوب الأصلية في العالم، وهو الأمر الذي يخول له الحق في ممارسة عاداته وثقافته بكل حرية وفقا لمبادئ الأمم المتحدة".

وبالعودة إلى اللقاءات التي عقدها نشطاء الحراك مع بعض الفرق البرلمانية مؤخرا، أوضح أدرداك أن اجتماع الثلاثاء الماضي مع الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية (معارض) والفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية (مشارك في التحالف الحكومي) بمجلس النواب "مثل نقطة انطلاقة مهمة لفتح هذا النقاش وقد توج اللقاءين بتعهد الفعاليتين السياسيتين بعرض هذا الموضوع على طاولة أحزاب أخرى".

وفي مقابل هذا المسعى يطرح أيضا السؤال حول مدى استعداد الدولة وعموم المغاربة لتقبل وضع تشريعات تبيح استهلاك القنب الهندي، رغم ترحيب الكثير من المواطنين بتقنين زراعته لاستعمالات طبية وصناعية.

ويرد أدرداك بالقول "أعتقد ان الدولة لا تعترض على مسألة تقنين الاستهلاك التقليدي للكيف في شقه الترفيهي، فقد سبق للجنة النموذج التنموي وكذا المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أن أوصوا بضرورة تقنين الكيف للاستعمال الترفيهي".

وتابع "كما أن حزب العدالة والتنمية ذو التوجه الإسلاموي -والذي يعارض هذا التقنين- لم يعد له حضور مجتمعي أو سياسي مهم مما يعني غياب صوت معارض لهذا التوجه الذي أضحى عالميا خصوصا وأن العديد من الدول قننت الاستعمال الترفيهي للقنب الهندي وكان خرها ألمانيا".

خياري: حرية فردية وعائدات اقتصادية

بدوره، يرى الناشط الحقوقي ومنسق الائتلاف من أجل الاستعمال الطبي والصناعي للقنب الهندي، شكيب خياري، أنه آن الأوان لفتح نقاش عمومي حول الاستعمال الترفيهي للقنب، مستعرضا مجموعة من الأسباب.

ويوضح خياري، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، أن الدعوة لفتح النقاش تأتي في سياق "حرمان" عدد من المزارعين شمال المغرب من رخص زراعة القنب بعد تقنينه.

وتابع "استحضرنا أيضا عنصرا كان غائبا في النقاش السابق وهو مستهلك القنب الهندي الترفيهي، وهي دعوة جاءت بالاستناد على توصيتين رفعتا إلى جلالة الملك، الأولى من مؤسسة عمومية دستورية وهي المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي وأخرى من لجنة شكلها الملك وهي لجنة النموذج التنموي التي وضعت التصور التنموي الجديد للمغرب، ومضمون التوصيتين ضرورة إلغاء تجريم استهلاك القنب الهندي الترفيهي والاتجار فيه وفق كميات وأماكن واستعمالات محددة بدقة".

ووفق شكيب خياري، الذي حضر أيضا اللقاءات الأخيرة مع الفرق البرلمانية فالدعوة إلى فتح نقاش عام حول الاستعمال الترفيهي للقنب تعود لسنوات، مشيرا في هذا الصدد إلى حملة أطلقها عام 2008 انسجاما مع تقارير أممية.

ويضيف "بالنسبة لنا في المغرب، كان لا بد من التفكير في الحفاظ على زراعة القنب الهندي مع توجيه استعمالاته إلى استعمالات إيجابية تتوافق مع الاتفاقية الدولية بشأن المخدرات التي تعتبر المملكة المغربية طرفا فيها، على أن ذلك سيوفر بديلا للمزارعين الذين كانوا مضطرين للانخراط قسرا في حلقة الاتجار غير المشروع بالمخدرات".

وإلى جانب الانتصار للحرية الفردية في استهلاك القنب، يتوقع الناشط الحقوقي أيضا أن يعود التقنين بالكثير من النفع على اقتصاد البلاد وعلى كلفة علاج المدمنين.

وختم بالقول "نترافع من أجل فتح نقاش عمومي في المملكة المغربية للتفكير الجماعي في مدى إمكان استغلال هذه الإباحة في تقليص المخاطر الصحية ومكافحة الإدمان وفي ذات الوقت توفير بديل اقتصادي مشروع مكمل للاقتصاد الطبي والصناعي للقنب الهندي وكذا لاستفادة الدولة من مداخيل مهمة جراء ذلك، سواء من خلال تضريب الأرباح أو تقليص نفقات علاج أضرار الاستهلاك على الصحة".

المصدر: أصوات مغاربية