عبرت عدة أحزاب وهيئات معارضة في موريتانيا عن رفضها لنص وثيقة قدمها حزبا تكتل القوى الديمقراطية وحزب اتحاد قوى التقدم (معارضان) وتهدف لوضع ميثاق وطني للعمل مع النظام الحاكم في القضايا المشتركة.
وتسعى هذه الوثيقة بحسب نصها الذي نشرته الجمعة، مواقع محلية عدة، إلى رأب الصدع بين الأطياف السياسية الموريتانية إثرا انتخابات ماي الماضي العامة، وذلك عبر الاتفاق على جملة من المواضيع من بينها "نظام الانتخابات وحقوق الإنسان".
وذكر الحزبان في الوثيقة المشتركة بأن اقتراح هذا الاتفاق "يأتي في سياق وطني دقيق حيث تسعى بعض القوى لجر البلاد إلى عدم الاستقرار، بل وحتى إلى الفوضى".
يشير هذا الموقف إلى تصريحات سابقة للنائب البرلماني المعارض ورئيس حركة إيرا الحقوقية برام ولد الداه ولد اعبيدي، حذر فيها من "سهولة تنفيذ انقلاب بموريتانيا" بسبب الأوضاع الراهنة محليا وإقليميا.
"ولد في الظلام"
في أولى ردود الفعل على تداول هذه الوثيقة قال نائب رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل/زعيم المعارضة) صبحي ودادي بأنها "عموميات"، ولم تقدم "محتوى مؤسسيا ولا إجراءات تنفيذ ضامنة".
وأضاف ودادي في بيان كتبه على صفحته بفيسبوك إن مشروع الاتفاق الذي تقدم بها الحزبان "ولد في الظلام"، وإنهم كان عليهم أن "يسلكوا مسارا غير المسار السري الذي طبع اتفاقهم مع حزب الإنصاف (الحاكم)".
وأضاف السياسي الموريتاني أن السعي إلى اتفاق سياسي جامع يمثل القوى الجمهورية، يجب أن يناقش على مستوى أحزاب المعارضة حتى "تنضج رؤية مشتركة لا أن يتم الاتفاق بشأنه مع حزب الأغلبية الرئيسية ثم يتحدث أصحابه باسم المعارضة الديمقراطية".
"عنصرية وتلمع النظام"
من جانبه وصف النائب البرلماني برام الداه اعبيدي وثيقة حزبي تكتل القوى الديمقراطية واتحاد قوى التقدم، بأنها "ميثاق عنصري شوفيني"، مضيفا أنها "تطلق النار على المعارضة الديمقراطية الشعبية الحقوقية الاجتماعية الجادة".
وأشار ولد اعبيدي في تصريح لـ\"أصوات مغاربية" أن الوقت الحالي ليس وقت التلاقي مع النظام، إذ أنه مقارنة مع حكم سلفه ولد عبد العزيز كانت الأوضاع "أفضل على كافة الصعد سواء على مستوى محاربة الفساد، أو توفير المواد الغذائية المخفضة، أو غيرهما من المجالات".
الوثيقة الجديدة يراد لها -بحسب المتحدث ذاته- لإعطاء فرصة لما وصفه بـ"النظام العنصري المتعبد"، بهدف تزيين الواجهة الأمامية لنظام ولد الغزواني الذي يمثل "نسخة رديئة من أنظمة العسكر التي تحكم البلاد منذ ١٩٧٨".
وكان ولد عبيدي قال في مؤتمر صحفي مطلع الأسبوع الجاري بنواكشوط إن "شروط الانقلاب إذا توفرت سينفذ، والضباط لا ينتظرون إشارة من أحزاب المعارضة لذلك"، مشيرا إلى الحالة السياسية الراهنة في بلدان الساحل والانقلابات التي شهدتها.
"نقاط الوثيقة الجديدة"
وكان تقرير نشره مركز "الصحراء للدراسات والاستشارات"، منصف الأسبوع الجاري، كشف أن حزبين من المعارضة وأحزابا داعمة لولد الغزواني "تضع لمساتها الأخيرة على وثيقة سياسية تحيطها بالكثير من الكتمان"، هدفها هو التمهيد لعقد شراكة "سياسية طويلة الأمد" بين الطرفين.
وتتعلق المشاريع الموجودة في الوثيقة بـ"تقوية اللحمة الاجتماعية والحفاظ على الوحدة الوطنية من خلال القضاء على ممارسات الرق ومخلفاته...والإصلاح الضروري لمؤسسات الدولة والحاجة الماسة إلى إرساء الحكم الرشيد.
كما تأتي الوثيقة بحسب نصها المنشور انطلاقا "الاهتمام المشترك بين الطرفين بشأن مستقبل موريتانيا" في سياق وطني وصفته بـ"الدقيق" حيث "تسعى بعض القوى لجر البلاد إلى عدم الاستقرار بل وحتى إلى الفوضى".
المصدر: أصوات مغاربية/مواقع محلية