من مظاهرة بمناسبة فاتح ماي في المغرب- أرشيف
من مظاهرة بمناسبة فاتح ماي في المغرب- أرشيف

 

أعاد اجتماع مجلس إدارة الاتحاد العام لمقاولات المغرب مؤخرا، النقاش حول قانون الإضراب ومدونة الشغل بعد تسجيل تأخر في إخراج الأول وتعديل الثانية.

وأوضح رئيس الاتحاد شكيب لعلج، خلال مؤتمر صحفي، الجمعة، أنه تم وضع جدول زمني ومواعيد نهائية للامتثال للالتزامات التي تم التعهد بها خلال الحوار الاجتماعي بما في ذلك الزيادة في الحد الأدنى للأجور وإصدار قانون الإضراب وتحديث مدونة الشغل.

وكان ميثاق الحوار الاجتماعي الذي وقعته الحكومة مع النقابات الأكثر تمثيلية والاتحاد العام لمقاولات المغرب في أبريل 2022، قد ضم بين التزاماته "العمل على إخراج القانون التنظيمي المتعلق بشروط وكيفيات ممارسة حق الإضراب إلى حيز الوجود، قبل نهاية الدورة الأولى من السنة التشريعية الثانية للولاية التشريعية الحالية (يناير 2023)".

وبشأن تحديث مدونة الشغل، ذكر الميثاق أنه سيتم العمل على "مراجعة مقتضيات مدونة الشغل قبل نهاية الدورة الأولى من السنة التشريعية الثانية للولاية التشريعية الحالية (يوليو 2023)".

وتبعا لذلك، فإن الالتزام بإصدار قانون الإضراب وتعديل مدونة الشغل قد شهد تأخرا، وذلك في خضم جدل مستمر بين النقابات والاتحاد العام لمقاولات المغرب والحكومة حول تنزيل مضامين الاتفاق الاجتماعي. 

"وعد حكومي"

وتعليقا على الموضوع، قال رئيس اللجنة الاجتماعية للاتحاد العام لمقاولات المغرب، هشام الزوانات، إن وزير الشغل قد طمأن الاتحاد بأنه "لن يكون هناك المزيد من التأخر في إخراج قانون الإضراب وتحديث مدونة الشغل"، مشيرا إلى أن اجتماع المجلس الحكومي الأخير تداول هذا الموضوع.

وأضاف الزوانات في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، أن "الحكومة وعدت بأن مناقشة قانون الحق في الإضراب ستكون مع الدخول التشريعي الجديد في شهر أكتوبر المقبل، وذلك بحسم البرلمان في هذا القانون، بينما سيكون تعديل مدونة الشغل في نوفمبر المقبل".

وعن تداعيات تأخر خروج قانون الإضراب وتعديل مدونة الشغل، قال المتحدث إن ذلك "يؤثر على الاستثمار وخلق فرص الشغل"، موضحا بأن "الإضراب يحد من نطاق الاستثمار ومدونة الشغل لها تأثير واضح على الإنتاجية التي تعد السبيل للزيادة في الحد الأدنى للأجور"، قبل أن يختم بأنه "لن يكون هناك أدنى مشكل في الزيادة في الأجور إذا واكبتها المصادقة على هذه القوانين".

"أمر استفزازي"

وفي المقابل، رفض القيادي بنقابة الاتحاد المغربي للشغل، عبد الرحيم الهندوف، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، ربط الحوار الاجتماعي والزيادة في الأجور بإخراج قانون الإضراب وتعديل مدونة الشغل، معتبرا أنه "أمر استفزازي لاسيما أن معدل الإضراب لا يصل حتى إلى نسبة 1 في المائة".

وأكد الهندوف أن "90٪ من بنود مشروع قانون الإضراب هي تراجعية وأن النقابات ترفضها لكونها تقيّد حق العمال في الإضراب"، مشيرا إلى أن "60٪ من الإضرابات في المغرب يكون سببها الأساسي عدم تطبيق مدونة الشغل وأن 14٪ من المقاولات فقط هي التي تحترمها".

وتبعا لذلك دعا القيادي بالاتحاد المغربي للشغل الحكومة إلى "تحمل مسؤوليتها بما التزمت به في اتفاق الحوار الاجتماعي"، معتبرا أن إخراج قانون الإضراب وتحديث مدونة الشغل "ليس أولوية في الوقت الراهن ويبقى بعيد التحقيق بينما المُلح حاليا هو إنقاذ المقاولات من الإفلاس وتوفير التأمين للعمال وتمكينهم من حقوقهم وفق قانون الشغل". 

"تهديد للاستثمار"

من جهته، يرى المحلل الاقتصادي محمد جدري، أن "طموح المغرب لتحقيق أرقام ما بين 5٪ إلى 7٪ من النمو الاقتصادي وخلق مجموعة من فرص الشغل عبر الاستثمار العمومي والخاص رهين بإخراج قانون الإضراب وتحديث مدونة الشغل"، لمؤكدا أن ذلك سيحسن مناخ الأعمال ويخلق الثقة لدى المستثمرين المغاربة والأجانب.

ونبه جدري في تصريح لـ"أصوات مغاربية" إلى أنه  "في غياب قانون مؤطر للإضراب فإن العديد من المشاريع الاستثمارية تبقى مهددة بالفشل بينما أعلنت مجموعة من الشركات إفلاسها بسبب مشاكل الإضراب"، داعيا إلى "إخراج قانون مؤطر للإضراب وإدخال تعديلات أساسية في مدونة الشغل بما يحمي مصلحة العمال والمشغلين".

وحذر المتحدث ذاته من أن "كل تأخير في إخراج قانون الإضراب وتعديل مدونة الشغل يلحق خسائر بالاقتصاد المغربي ويفوت على البلاد الاستفادة من مشاريع استثمارية مهمة"، وقال "يجب اليوم ألا نضيع المزيد من الوقت بعد تأخر لسنوات بل إن الاتفاق الاجتماعي يلزم بشكل صريح بإخراج قانون الإضراب وتعديل مدونة الشغل".

  • المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

المغرب أقر في عام 2021 تقنين زراعة القنب الهندي لاستعمالات طبية وصناعية
المغرب أقر في عام 2021 تقنين زراعة القنب الهندي لاستعمالات طبية وصناعية

يقود نشطاء بالمغرب حملة ترافعية منذ أيام لفتح نقاش عمومي حول الاستعمال الترفيهي للقنب الهندي (المعروف محليا بالكيف وهو نبتة يستخرج منها مخدر الحشيش)، وذلك بعد مرور 3 سنوات على مصادقة الحكومة على قانون يجيز زراعته لاستعمالات طبية وصناعية.

حملة "100 عام من التجريم.. باركا (يكفي)" أطلقها "المرصد المغربي لتقنين القنب الهندي" و حراك "نداء من أجل فتح نقاش عمومي حول الاستعمال الترفيهي للقنب الهندي" باشرت في الأيام الأخيرة عقد لقاءات مع فرق برلمانية لجعل مسألة الاستهلاك الترفيهي للقنب الهندي قضية رأي عام والضغط من أجل وقف تجريمه.

استكمالا للقاء الذي جمع جانب من نشطاء دينامية "نداء من أجل فتح نقاش عمومي من أجل الاستعمال الترفيهي للقنب الهندي" انعقد...

Posted by Chakib AL Khayari on Wednesday, October 23, 2024

وبهذه اللقاءات تكون الحملة قد مرت إلى مرحلة ثانية من هذا المسعى الذي انطلق أول مرة في يونيو عام 2023، أياما قليلة من إعلان السلطات المغربية عن الانطلاقة الرسمية لزراعة أول محصول من المادة موجه للاستخدام الطبي.

استقبل الاخ الرئيس الدكتور نورالدين مضيان مساء يومه الثلاثاء 22 أكتوبر 2024 ، بمقر الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية...

Posted by Nouredin Moudian on Tuesday, October 22, 2024

كما تأتي أيضا بعد نحو شهرين من إصدار العاهل المغربي الملك محمد السادس عفوا عن أكثر من 4800 من مزارعي القنب الهندي ممّن أدينوا أو يلاحقون بتهم تتعلّق بهذه الزراعة.

وقالت وزارة العدل حينها إنّ العفو الملكي شمل "4831 شخصا مدانين أو متابعين أو مبحوثا عنهم في قضايا متعلقة بزراعة القنب الهندي"، وأوضحت أن هذه الخطوة ستمكن المشمولين به "من الاندماج في الاستراتيجية الجديدة التي انخرطت فيها الأقاليم المعنية في أعقاب تأسيس الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي".

وظل القنب الهندي رغم منعه قانونيا منذ عام 1954 يُزرع في جبال الريف، شمال البلاد، ويستخرج منه مخدر الحشيش الذي يهرب إلى أوروبا، وفق ما أكدته تقارير دولية ومحلية.

قطاع مشغل وتوصيات رسمية

وفي عام 2020، صنف التقرير السنوي لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة المغرب أول منتج لهذا المخدر في العالم.

وتقدر المساحة الاجمالية لزراعة القنب الهندي بالمغرب بـ71.424 هكتارا، وتنتشر بشكل خاص شمال البلاد وتحديدا في إقليمي شفشاون والحسيمة، وينتج الهكتار الواحد من هذه الزراعة 700 كيلوغرام من القنب، بينما يعيش 400 ألف شخص من هذا النشاط، وفق تقرير سابق للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي (مؤسسة رسمية).

وتنطلق حملة "100 عام من التجريم.. باركا (يكفي)" أيضا من توصيات مؤسسات دولية ومحلية دعت الدولة المغربية إلى التفكير في سن تشريعات تجيز الاستهلاك الشخصي للقنب الهندي أسوة بعدد من الدول حول العالم.

وجاء في تقرير أصدره المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي عام 2020 أنه "ينبغي التفكير في تضمين الاستعمال الشخصي المقنن للقنب الهندي عبر قنوات توزيع خاصة وبكميات محددة وفي أماكن معينة".

وأضاف معدو التقرير "أنه ثمة توجها قويا على الصعيد الدولي، ولا سيما في أوروبا وإفريقيا، لتوسيع مجال الاستعمالات المشروعة للقنب الهندي وهو ما سيمكن من القطع مع الممارسات الاستهلاكية غير المقننة الحالية التي تعرض الشباب لمخاطر على صعيد التوازن الذهني والنفسي والسلامة الصحية عموما".

بدورهم يرى المدافعون عن الاستخدام الترفيهي للمخدرات أن تقنينه يمكن أن يقلل من الإقبال على السوق السوداء لشرائها، ويزيد من المشتريات القانونية، ما ينتج عنه عائدات ضريبية مهمة للدولة.

أدرداك: التقنين سيخول للأفراد ممارسة عاداتهم بكل حرية  

تعليقا على الموضوع، قال الشريف أدرداك، رئيس المرصد المغربي لتقنين القنب الهندي إن الحملة تستهدف فتح نقاش وطني يرفع الحظر عن تعاطي القنب "سيما أن استهلاكه لا ينطوي على تأثيرات صحية سلبية مقارنة بالتبغ والكحول".

وأوضح أدرداك، في تصريح لـ"أصوات مغاربية" أن الحملة تنطلق أيضا من كون استهلاك هذه المادة "يشكل عنصرا ثقافيا مهما للمغاربة الذين ينتمي معظمهم للأمازيغ" مضيفا "هذا الأخير يعتبر أحد أهم الشعوب الأصلية في العالم، وهو الأمر الذي يخول له الحق في ممارسة عاداته وثقافته بكل حرية وفقا لمبادئ الأمم المتحدة".

وبالعودة إلى اللقاءات التي عقدها نشطاء الحراك مع بعض الفرق البرلمانية مؤخرا، أوضح أدرداك أن اجتماع الثلاثاء الماضي مع الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية (معارض) والفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية (مشارك في التحالف الحكومي) بمجلس النواب "مثل نقطة انطلاقة مهمة لفتح هذا النقاش وقد توج اللقاءين بتعهد الفعاليتين السياسيتين بعرض هذا الموضوع على طاولة أحزاب أخرى".

وفي مقابل هذا المسعى يطرح أيضا السؤال حول مدى استعداد الدولة وعموم المغاربة لتقبل وضع تشريعات تبيح استهلاك القنب الهندي، رغم ترحيب الكثير من المواطنين بتقنين زراعته لاستعمالات طبية وصناعية.

ويرد أدرداك بالقول "أعتقد ان الدولة لا تعترض على مسألة تقنين الاستهلاك التقليدي للكيف في شقه الترفيهي، فقد سبق للجنة النموذج التنموي وكذا المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أن أوصوا بضرورة تقنين الكيف للاستعمال الترفيهي".

وتابع "كما أن حزب العدالة والتنمية ذو التوجه الإسلاموي -والذي يعارض هذا التقنين- لم يعد له حضور مجتمعي أو سياسي مهم مما يعني غياب صوت معارض لهذا التوجه الذي أضحى عالميا خصوصا وأن العديد من الدول قننت الاستعمال الترفيهي للقنب الهندي وكان خرها ألمانيا".

خياري: حرية فردية وعائدات اقتصادية

بدوره، يرى الناشط الحقوقي ومنسق الائتلاف من أجل الاستعمال الطبي والصناعي للقنب الهندي، شكيب خياري، أنه آن الأوان لفتح نقاش عمومي حول الاستعمال الترفيهي للقنب، مستعرضا مجموعة من الأسباب.

ويوضح خياري، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، أن الدعوة لفتح النقاش تأتي في سياق "حرمان" عدد من المزارعين شمال المغرب من رخص زراعة القنب بعد تقنينه.

وتابع "استحضرنا أيضا عنصرا كان غائبا في النقاش السابق وهو مستهلك القنب الهندي الترفيهي، وهي دعوة جاءت بالاستناد على توصيتين رفعتا إلى جلالة الملك، الأولى من مؤسسة عمومية دستورية وهي المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي وأخرى من لجنة شكلها الملك وهي لجنة النموذج التنموي التي وضعت التصور التنموي الجديد للمغرب، ومضمون التوصيتين ضرورة إلغاء تجريم استهلاك القنب الهندي الترفيهي والاتجار فيه وفق كميات وأماكن واستعمالات محددة بدقة".

ووفق شكيب خياري، الذي حضر أيضا اللقاءات الأخيرة مع الفرق البرلمانية فالدعوة إلى فتح نقاش عام حول الاستعمال الترفيهي للقنب تعود لسنوات، مشيرا في هذا الصدد إلى حملة أطلقها عام 2008 انسجاما مع تقارير أممية.

ويضيف "بالنسبة لنا في المغرب، كان لا بد من التفكير في الحفاظ على زراعة القنب الهندي مع توجيه استعمالاته إلى استعمالات إيجابية تتوافق مع الاتفاقية الدولية بشأن المخدرات التي تعتبر المملكة المغربية طرفا فيها، على أن ذلك سيوفر بديلا للمزارعين الذين كانوا مضطرين للانخراط قسرا في حلقة الاتجار غير المشروع بالمخدرات".

وإلى جانب الانتصار للحرية الفردية في استهلاك القنب، يتوقع الناشط الحقوقي أيضا أن يعود التقنين بالكثير من النفع على اقتصاد البلاد وعلى كلفة علاج المدمنين.

وختم بالقول "نترافع من أجل فتح نقاش عمومي في المملكة المغربية للتفكير الجماعي في مدى إمكان استغلال هذه الإباحة في تقليص المخاطر الصحية ومكافحة الإدمان وفي ذات الوقت توفير بديل اقتصادي مشروع مكمل للاقتصاد الطبي والصناعي للقنب الهندي وكذا لاستفادة الدولة من مداخيل مهمة جراء ذلك، سواء من خلال تضريب الأرباح أو تقليص نفقات علاج أضرار الاستهلاك على الصحة".

المصدر: أصوات مغاربية