لم تقتصر أضرار الزلزال المدمر الذي ضرب مدنا مغربية، الجمعة، على البنى الأساسية والمباني السكنية، بل طالت مواقع أثرية وتاريخية يعود تاريخ تشييد بعضها إلى القرن الـ12.
وضرب الزلزال، الذي بلغت قوته 7 درجات على مقياس ريختر، إقليم الحوز وسط البلاد، وامتد دماره ليصل إلى مناطق مجاورة كمراكش وتارودانت وبلغت هزاته الدار البيضاء والعاصمة الرباط، بحسب المعهد الوطني للجيوفيزياء.
وفي وقت تسارع فيه فرق الإنقاذ المغربية الزمن للبحث عن ناجين محتملين وإغاثة المصابين، تحسر نشطاء على الأضرار الذي سببها الزلزال لعدد من المآثر والمعالم التاريخية.
وتداولت حسابات على منصات التواصل صورا لمسجد تينمل التاريخي الواقع على بعد 100 كيلومتر جنوب غرب مدينة مراكش والذي حوله الزلزال المدمر إلى ركام.
مسجد تينمل التاريخي الذي بناه السلطان عبد المومن بن علي الگومي بعد الزلزال
— Karam 𐤊𐤓𐤌 🐺🔧 (@Karamzixer) September 10, 2023
المسجد مصنف ضمن التراث العالمي بني سنة 1153م عمره حوالي 9 قرون، خسارة فادحة لا يمكن تعويضها pic.twitter.com/7yaSNTf8JI
ويعد مسجد تينمل من أعرق المساجد المغربية، فهو معقل الدولة الموحدية (1147–1269) ومنه انطلقت الجيوش نحو الأندلس، وفق الباحث المغربي المتخصص في الثقافة المغربية، هشام الأحرش.
بني المسجد عام 1156 على يد الخليفة عبد المؤمن بن علي، ويتميز بصومعته الفريدة من نوعها في المعمار الإسلامي وسبق له أن سجل ضمن قائمة التراث الإسلامي عام 2019.
وأظهرت صور النشطاء في الشبكات الاجتماعية حجم الدمار الذي لحق المسجد، إذ دمر بالكامل بعد أن كان في طور الترميم بمبادرة من وزارة الثقافة المغربية.
ماتبقى من مسجل تنمل
— تليلة الرازي (@jAKF1sV0yWcmU9m) September 9, 2023
مسجد تنمل النموذج الأصلي للفن المعماري والهندسي والزخرفي الموحدي. قام السلطان الموحدي الأول عبد المومن بن علي ببناء مسجد جامع في قرية تينمل عام 1154ه ، وجعل منه روضة للمرشد الروحي للدولة (المهدي إبن تومرت) . pic.twitter.com/PX7UuSEceh
على ارتفاع 1230 متر وسط جبال الأطلس الكبير، قام السيد المهدي بنسعيد رفقة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بزيارة ميدانية لمنطقة تينمل للوقوف على عملية ترميم مسجدها الأعظم.
— MJCC وزارة الشباب والثقافة والتواصل (@mjcc_gov) January 28, 2023
وتهدف عملية الترميم الحفاظ على الطابع الديني والتاريخي للمسجد حيث يعود تاريخ تشييده إلى سنة 1154 ميلادية. pic.twitter.com/nv9sTF73GL
وكتب الأحرش "مسجد وان تهدم ما تبقى من اسواره؛ سيبقى شاهدا على عظمة المغاربة اللذين صنعوا مجدا في الماضي؛ وسيصنعون مجد الحاضر".
وإلى جانب مسجد تينمل التاريخي، ألحق الزلزال أضرارا بعدد من الأسوار والمعالم التاريخية بكل من مراكش وتارودانت، بعضها يعود إلى مطلع القرن الـ12.
ودمر الزلزال أجزاء متفرقة من السور التاريخي المحيط بمدينة مراكش الذي يعود تاريخ تشييده إلى العصور الوسطى، كما دمر الزلزال صومعة مسجد خربوش ومنازل بالمدينة العتيقة.
تضرر #صومعة_الكتبية بمدينة #مراكش من #الزلزال pic.twitter.com/xLMRIafL4s
— MEDI1TV (@Medi1TV) September 9, 2023
وفي وقت لم يصدر فيه أي بيان من وزارة الثقافة المغربية، تحدثت تقارير إعلامية عن تضرر صومعة مسجد الكتبية من آثار الزلزال وقالت إن جزءا منها انهار مما أدى إلى إصابة شخصين.
وفي تفاعل مع تلك التقارير، عبرت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو"، السبت، عن تضامنها الكامل مع المغرب وأكدت استعدادها التام للتعاون مع الجهات المغربية لترميم وصيانة الآثار التاريخية التي تضررت في بعض المدن.
#الإيسيسكو تعزي المغرب في ضحايا الزلزال وتؤكد تضامنها مع المملكة بمواجهة الأضرار الناجمة عنهhttps://t.co/giLNv0vv8K
— الإيسيسكو - ICESCO (@ICESCO_Ar) September 9, 2023
من جانبه، قال أريد فولت، مدير مكتب منظمة اليونسكو في المنطقة المغاربية، إنه "أهم شيء بعد كارثة مثل هذه يتمثل في حماية الأرواح البشرية" مشددا في الوقت نفسه على "ضرورة التخطيط فورا للمرحلة اللاحقة التي تشمل إعادة بناء المدارس والأماكن الثقافية المتضررة من الزلزال".
وتابع في بيان نقله موقع الأمم المتحدة أن مراكش تحتضن العديد من المناطق المدرجة على قائمة اليونسكو للترلث العالمي، وأكد من جانبه، تضرر جامع الكتبية ومسجد خربوش والحي اليهودي (الملاح) من آثار الزلزال.
المصدر: أصوات مغاربية