مرّ أزيد من أسبوع على الفيضانات الناجمة عن العاصفة "دانيال" التي ضربت شرق ليبيا، مُخلفة عشرات آلاف الضحايا من قتلى ومصابين ومفقودين ونازحين بالإضافة إلى ما تسببت به من دمار في البنى التحتية.
وفي حين ما تزال الأرقام الدقيقة لضحايا الفيضانات غير متوفرة، فإن بعض البيانات بدأت تكشف هول الكارثة وكُلفتها البشرية والاقتصادية على هذا البلد المغاربي الغارق في الفوضى السياسية منذ 2011.
وفي ما يلي بعض الأرقام المحيّنة للضحايا وكلفة إعادة الإعمار.
عدد القتلى والمفقودين
يتحدث المسؤولون الحكوميون ووكالات الإغاثة عن أعداد مختلفة من القتلى تتراوح بين حوالي 4 آلاف إلى أكثر من 11 ألفاً.
ويرجع سبب التضارب الكبير في أعداد الوفيات إلى صدور أرقام من هيئات وطنية مختلفة وأخرى دولية، بعضها احتسب المفقودين ضمن القتلى بينما اكتفى آخرون بالحصيلة المؤكدة للجثث.
ويضع "مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في ليبيا" - وفق آخر حصيلة الأربعاء - رقم الضحايا عند 4 آلاف، لكنه يضيف "نخشى أن تكون الحصيلة الفعلية أعلى من ذلك بكثير".
ونقلت "أسوشيتد برس" عن مصادر أخرى تابعة للهلال الأحمر الليبي أن الرقم في حدود 11.300 قتيل، بينما أعلنت سلطات شرق البلاد أن وزير الصحة بالحكومة المكلفة من البرلمان، عثمان عبد الجليل، هو المخول بالإفصاح عن ضحايا الكارثة، وهو ما يعني – بحسبها - أن الأعداد المؤكدة لا تتجاوز لحد الساعة 3300.
ولا توجد أرقام دقيقة بسبب الوضع السياسي المنقسم في البلاد بين حكومتين وهيئات مختلفة.
ولخصت صحيفة "ذي إيكونوميست" البريطانية هذا الوضع، قائلة "قد لا تُعرف الحصيلة النهائية لعدة أشهر، وقد لا تعرف إطلاقاً، فقد جرفت الأمواج العديد من الجثث إلى البحر أو دُفنت تحت الأنقاض".
وأشارت إلى أن ليبيا لا تعرف في الأصل عدد سكانها بالتدقيق، فـ"البلاد لم تجر تعدادا سكانيا منذ عام 2006".
نزوح 43 ألف شخص
والخميس، قالت المنظمة الدولية للهجرة إن ما لا يقل عن 43 ألف شخص نزحوا بسبب الفيضانات.
وفي منشور على موقع "إكس"، أضافت المنظمة أن نقص إمدادات المياه النظيفة يبدو أنه يدفع العديد من النازحين إلى الخروج من درنة إلى البلديات الواقعة شرق وغرب المدينة المتوسطية.
وتابعت المنظمة الدولية للهجرة أن الاحتياجات المُلحة للأشخاص النازحين تشمل "المواد الغذائية والمياه العذبة والصحة العقلية وتقديم الدعم النفسي-الاجتماعي".
مصرع 400 مهاجر أفريقي
ولم يسلم المهاجرون من هذه الفيضانات، فقد ذكر تقرير لمكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، الثلاثاء، نقلا عن تقارير المستشفيات، أن نحو 400 مهاجر لقوا حتفهم.
ونقل التقرير عن منظمة الصحة العالمية قولها إن المستشفيات أبلغت حتى الآن عن 4 آلاف حالة وفاة، من بينهم 400 مهاجر.
ويقيم آلاف المهاجرين الأفارقة والشرق أوسطيين مؤقتا في ليبيا في محاولة لعبور البحر الأبيض المتوسط نحو أوروبا.
20 ألف حامل بحاجة لرعاية فورية
ووفقا لموقع الإذاعة العامة الأميركية (NPR)، فإن نحو 20 ألف امرأة حامل بحاجة إلى رعاية صحية فورية، مضيفة "من المتوقع أن تلد ألفي سيدة الأسبوع المقبل".
وفي الوقت نفسه، تستمر المساعدات الإنسانية في التدفق إلى ليبيا.
وقالت رئيسة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، سامانثا باور، إن شحنة أميركية تشمل أغطية وأدوات الإصلاح ومستلزمات النظافة والبطانيات وحاويات المياه وصلت، الأربعاء، إلى مدينة بنغازي.
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن ما يصل إلى 230 ألف شخص يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية.
كلفة اقتصادية كبيرة
يعتقد خبراء أن عملية إعادة إعمار المناطق المتضررة ستكلف خزينة البلاد أكثر من المخصصات المرصودة حالياً من حكومة طرابلس.
ووفقا لتصريحات أوردتها شبكة "سي إن بي سي" عن الخبير بالشؤون الليبية من المعهد الملكي للخدمات المتحدة، جليل حرشاوي، فإن "مبلغ 2.5 مليار دينار (51 مليون دولار) الذي خصصته سلطات طرابلس هو مبلغ كبير يمكن تعبئته من الميزانية لإعادة البناء، لكنه لا يزال بمثابة لا شيء مقارنة بالأضرار".
وأضاف "يتعين مضاعفة هذا الرقم ربما بـ10 أو 20 لإعادة بناء جميع البلديات"، ما يعني بين 500 مليون دولار ومليار دولار.
وكان وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، أعلن حزمة مساعدات مالية طارئة بقيمة 10 ملايين دولار، لكنها وفق حرشاوي غير كافية لإصلاح الأضرار الكبيرة التي لحقت بمدن شرق البلاد.
- المصدر: أصوات مغاربية / وكالات