بق الفراش حشرات صغيرة بلا أجنحة وذات لون بني مائل للأحمر
بق الفراش حشرات صغيرة بلا أجنحة وذات لون بني مائل للأحمر

أفادت وسائل إعلام محلية أن السلطات المغربية قررت تفعيل نظام اليقظة الصحية والبيئية على إثر الاشتباه في وجود حشرة "البق" على متن باخرة مسافرين وصلت إلى ميناء طنجة المتوسطي من ميناء مارسيليا الفرنسي.

وفي هذا الإطار، أفاد موقع "هسبريس" المحلي استنادا إلى ما وصفها بـ"مصادر متطابقة" بأن "عملية المراقبة الصحية الاستباقية التي تباشرها سلطات الميناء أظهرت رصد حشرة البق على متن هذه الباخرة"، مردفة أن ذلك "استدعى تفعيل بروتوكول صحي صارم، يقتضي القيام بعملية تعقيم وتنظيف شامل ودقيق لجميع مكونات  الباخرة وحمولتها قبل الشروع في عملية استقبال العربات والمسافرين القادمين على متنها".

ومن جهته، أورد موقع "الصحيفة" المحلي، أن الأمر "لا يتعلق إلى حدود اللحظة بمنع دخول المسافرين أو أي نوع من أنواع تشديد الإجراءات الحدودية على حاملي جواز السفر الفرنسي وإنما بعمليات تعقيم شاملة واستخدام المبيدات للفتك بتلك الحشرة حتى يتفادى المغرب مشكلة مماثلة لتلك التي تعاني منها فرنسا حاليا".

وموازاة مع ذلك أعرب العديد من مستخدمي المنصات الاجتماعية في المغرب عن مخاوفهم من احتمال انتشار "البق"، وذلك على إثر ما تناولته تقارير فرنسية مؤخرا عن رصد انتشار تلك الحشرة، وكذا ما تداوله العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في فرنسا من صور ومقاطع فيديو توثق انتشار "بق الفراش" في عدة منازل ووسائل نقل عمومية. 

وبق الفراش هي حشرة صغيرة بلا أجنحة وذات لون بني مائل للأحمر، يتراوح حجمها بين 4 و7 مليمترات، وتتغذى على الدم فقط.

وتعتبر الوكالة الأميركية لحماية البيئة (EPA) ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) ووزارة الزراعة الأميركية أن بق الفراش "آفة صحية عامة".

"انتشار واسع وسريع"

وتعليقا على الموضوع، قال الخبير المغربي في محاربة الحشرات والتعقيم، مصطفى بن لخديم، إن حشرة "البق" "كانت توجد في المغرب منذ ستينيات القرن الماضي وقد تمت محاربتها بطرق مختلفة من بينها الماء الساخن إلى أن تم القضاء عليها في السبعينيات".

وتابع بن لخديم تصريحه لـ"أصوات مغاربية"، أن "هذه الحشرة عادت إلى الظهور خلال الخمس سنوات الأخيرة لكن بشكل قليل ومحدود لأنها تأتي من فرنسا" وفق تعبيره، مشيرا إلى أن "بعض الفنادق اشتكت وجودها وأسفرت التحريات أن الغرف التي ظهرت فيها كانت لأشخاص قادمين من فرنسا وآخرون يشتغلون في المطارات".

وبحسب الخبير المغربي فإن خطورة هذه الحشرة تكمن في "انتشارها الواسع والسريع" إذ "تبيض أنثى البق 5 بويضات يوميا وتصل عدد البويضات التي تضعها خلال حياتها إلى 200 بويضة"، مشيرا إلى أنها "تختبئ تحت الأفرشة وبين الخشب وتعيش على دم الإنسان مما يؤدي إلى نقل الأمراض عبرها".

ووفقا للمتحدث ذاته فإن "وبالرغم مما تخلفه عضتها لجسم الإنسان من حكة شديدة قد تمنعه من النوم  إلا أن العلاج منها قد لا يتطلب بالضرورة الاستعانة بدواء معين" مشددا على أن "مكافحة انتشارها تقتضي استعمال المبيدات الكيماوية بواسطة البخاخات وعبر الدخان".

"تأثيرها النفسي أكبر"

ومن جانبه، يرى الخبير في السياسات والنظم الصحية المغربي، الطيب حمضي، أن "عودة انتشار بق الفراش عالميا  ترجع إلى اكتسابه مقاومة ضد المبيدات البديلة وتطور السفر والرحلات عبر العالم الأمر الذي يساهم في نقل الحشرات بسرعة، بالإضافة إلى التعاطي مع عملية إعادة استعمال وشراء الأشياء القديمة وإدخالها للمنازل".

وأوضح حمضي في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، أن ارتفاع درجات الحرارة يساعد "بق الفراش" على التكاثر بشكل أسرع وبقائه على قيد الحياة لمدة أطول، لافتا إلى أن وجودها وانتشارها غير مرتبط بتاتا بمستوى النظافة أو المعيشة داخل أي أسرة".

وبشأن التهديد الذي يمكن أن تشكله هذه الحشرة، أكد حمضي أنه يكمن في صعوبة القضاء عليها بصفة نهائية عند دخولها للمنزل، قائلا إنها "عملية ليست سهلة أمام سرعة انتشارها وطرق اختبائها وهي عملية مكلفة ماديا لاسيما إذا تمت الاستعانة بخدمات شركات مختصة في محاربة الحشرات".

وبشأن تأثيرها على صحة الإنسان، أكد المتحدث ذاته أنها "لا تهدد صحة الإنسان بشكل كبير بعد أن ثبت علميا عدم نقلها للأمراض خاصة الفيروسات والبكتيريا الطفيليات"، لافتا إلى أن تأثير عضتها تنتج عنه حكة وحساسية في الجلد قد تفرز بعض الالتهابات والتقرحات وأن "تأثيرها النفسي أكبر لأنها تتسبب في الهلع والقلق ومشاكل في النوم".

  • المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

الرئيسية

تعديل اتفاقية التجارة مع تركيا.. ماذا سيستفيد الاقتصاد التونسي؟

05 ديسمبر 2023

أعلنت تونس، الاثنين، عن مراجعة اتفاقية التبادل الحر مع تركيا، وذلك بعد سنوات طويلة من الجدل في هذا البلد المغاربي حول هذه الاتفاقية التي يرى خبراء أنها أضرت بالاقتصاد المحلي وسببت في عجز تجاري كبير مع أنقرة.

وتم توقيع اتفاقية التجارة بين تونس وأنقرة عام 2015، لتسهيل ولوج السلع من الجانبين.

ويمثل العجز التجاري أحد أبرز المشاكل في تونس التي تواجه أزمة مالية واقتصادية  معقدة.

والاثنين، أفادت وزارة التجارة وتنمية الصادرات أن الوزيرة كلثوم بن رجب قزاح وقعت مع نظيرها التركي عمر بولات قرار  مراجعة الاتفاقية.

ويهدف تعديل الاتفاقية الذي جاء بعد "مسار طويل من المفاوضات انطلقت منذ أكتوبر 2022" إلى  "حماية الصناعة الوطنية والحد من تفاقم العجز التجاري مع الجانب التركي".

ويتضمن الاتفاق الجديد إخضاع المنتجات الصناعية التركية التي يوجد لها مثيل مصنع محليا لرسوم (معاليم) جمركية لمدة خمس سنوات.

وسيتم إقرار ضرائب على السلع المعفاة حاليا بنسب تتراوح بين 27 بالمئة و37.5 بالمئة.

وفي ما يتعلق بالقطاع الزراعي، جاء في الاتفاقية المعدلة أن أنقرة قدمت تنازلات أحادية لدعم الصادرات التونسية وذلك بإقرار حصص سنوية من المنتجات التونسية معفية تماما من الرسوم الجمركية.

وبلغ العجز التجاري التونسي مع تركيا نحو 870 مليون دولار خلال العشرة الأشهر الأولى من العام الجاري مسجلا انخفاضا بنسبة 23 بالمائة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الفائت، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية.

كيف سيستفيد الاقتصاد التونسي؟

إجابة على هذا السؤال، يقول الخبير الاقتصادي معز حديدان إن " تركيا كانت دائما ضمن قائمة الدول الـ5 الأولى التي تسجل معها تونس عجزا تجاريا كبيرا"، معتبرا أن "فرض ضرائب على السلع التركية التي يوجد لها مثيل في تونس سيقلص من حجم التوريد وبالتالي خفض العجز".

ويضيف حديدان في تصريح لـ"أصوات مغاربية" أن "تحقيق الاستفادة لا يقتصر على رفع الضرائب الجمركية بل يمر عبر تشجيع صناعات محلية تكون قادرة على تغطية حاجيات السوق المحلية لكي لا يلجأ الموردون إلى جلبها من دول أخرى تجمعها بتونس اتفاقيات تبادل حر ".

وفي السياق ذاته، يرى الخبير الاقتصادي وجدي بن رجب أن "تعديل الاتفاقية جاء متأخرا لكنه سيساعد على إعادة التوازن للتبادلات التجارية بين البلدين"، قائلا في تصريح لـ"أصوات مغاربية" إن "السلع التركية استفادت من الدعم الحكومي الكبير الذي ستحظى به لذلك تمكنت من غزو السوق المحلية".

ووفقا للمتحدث ذاته فإن "غزو السلع التركية تسبب في غلق العديد من الشركات والمؤسسات التونسية لعدم قدرتها على منافستها من ناحية السعر"، داعيا إلى "إجراء إصلاحات إدارية لدعم الصناعة المحلية وعدم الاكتفاء بفرض المزيد من الضرائب على الواردات".

ووفقا لإحصائيات سابقة للمرصد التونسي للاقتصاد فإن قطاعي النسيج والأحذية سجلا خسائر هامة منذ التوقيع على اتفاق التبادل مع تركيا ما أدى إلى غلق حوالي 7 آلاف مصنع أحذية.

ما الحل لخفض العجز مع دول أخرى؟

وإلى جانب تركيا، تسجل تونس عجزا تجاريا كبيرا مع الصين وروسيا التي تستورد منها تونس الحبوب أساسا، ما دفع الكثيرين إلى المطالبة بفرض المزيد من الإجراءات والقيود على التوريد.

لكن بن رجب يستبعد نجاح أي إجراءات جديدة في تحسين العجز التجاري مع الصين، قائلا إن "الأمر الوحيد الممكن هو رفع الصادرات نحو هذا البلد خاصة المنتجات الزراعية".

وفي ما يتعلق بروسيا أوضح بن رجب أن "توريد المنتجات البترولية هو المتسبب الرئيسي في العجز التجاري الكبير مع روسيا ويمكن خفضه على المدى الطويل من خلال رفع قدرات إنتاج االطاقة المتجددة".

من جهته، يعتبر أن حديدان أنه " لايمكن الضغط على الواردات من روسيا لأن السلع المتأتية من هذا البلد هي مواد أساسية كالنفط والحبوب"، لكنه أشار إلى "وجود إمكانية لفرض المزيد من الضرائب على السلع الصينية خاصة التي يمكن إنتاجها محليا".

المصدر: أصوات مغاربية