أفادت وسائل إعلام محلية أن السلطات المغربية قررت تفعيل نظام اليقظة الصحية والبيئية على إثر الاشتباه في وجود حشرة "البق" على متن باخرة مسافرين وصلت إلى ميناء طنجة المتوسطي من ميناء مارسيليا الفرنسي.
وفي هذا الإطار، أفاد موقع "هسبريس" المحلي استنادا إلى ما وصفها بـ"مصادر متطابقة" بأن "عملية المراقبة الصحية الاستباقية التي تباشرها سلطات الميناء أظهرت رصد حشرة البق على متن هذه الباخرة"، مردفة أن ذلك "استدعى تفعيل بروتوكول صحي صارم، يقتضي القيام بعملية تعقيم وتنظيف شامل ودقيق لجميع مكونات الباخرة وحمولتها قبل الشروع في عملية استقبال العربات والمسافرين القادمين على متنها".
عاجل : المغرب يرفع حالة اليقظة الصحية و البيئية في الموانئ المغربية لتعقيم السفن القادمة من فرنسا و المشبته في نقلها لحشرات البق التي تغزو فرنسا
— Anas Sh (@anass004e) October 2, 2023
ومن جهته، أورد موقع "الصحيفة" المحلي، أن الأمر "لا يتعلق إلى حدود اللحظة بمنع دخول المسافرين أو أي نوع من أنواع تشديد الإجراءات الحدودية على حاملي جواز السفر الفرنسي وإنما بعمليات تعقيم شاملة واستخدام المبيدات للفتك بتلك الحشرة حتى يتفادى المغرب مشكلة مماثلة لتلك التي تعاني منها فرنسا حاليا".
وموازاة مع ذلك أعرب العديد من مستخدمي المنصات الاجتماعية في المغرب عن مخاوفهم من احتمال انتشار "البق"، وذلك على إثر ما تناولته تقارير فرنسية مؤخرا عن رصد انتشار تلك الحشرة، وكذا ما تداوله العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في فرنسا من صور ومقاطع فيديو توثق انتشار "بق الفراش" في عدة منازل ووسائل نقل عمومية.
من اجل حماية صحة واقتصاد المواطن المغربي .
— BELMAHI MOHAMMED (@mymaarouf) October 1, 2023
تبدو #فرنسا اليوم وبعد اجتياحها من قبل الجرذان، الآن تغزوها حشرة البق. لذلك، يصبح من الضروري على #المغرب إغلاق حدوده مع فرنسا لمنع انتقال هذه الحشرة إلى المغرب. pic.twitter.com/Q5TuyYWGLi
صور متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي لنافذة طائرة يقال انها قادمة بالديار الفرنسية حاملة للبق يجب الحذر من السلع والطائرات القادمه من #فرنسا
— تليلة الرازي (@jAKF1sV0yWcmU9m) October 2, 2023
الم يحن وقت إتخاذ المغرب قرار غلق الأجواء على فرنسا ؟ وفرض حظر على القادمين منها#bedbugs #paris #france #البق #punaises #سياحة pic.twitter.com/Brnkj4emXI
وبق الفراش هي حشرة صغيرة بلا أجنحة وذات لون بني مائل للأحمر، يتراوح حجمها بين 4 و7 مليمترات، وتتغذى على الدم فقط.
وتعتبر الوكالة الأميركية لحماية البيئة (EPA) ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) ووزارة الزراعة الأميركية أن بق الفراش "آفة صحية عامة".
"انتشار واسع وسريع"
وتعليقا على الموضوع، قال الخبير المغربي في محاربة الحشرات والتعقيم، مصطفى بن لخديم، إن حشرة "البق" "كانت توجد في المغرب منذ ستينيات القرن الماضي وقد تمت محاربتها بطرق مختلفة من بينها الماء الساخن إلى أن تم القضاء عليها في السبعينيات".
وتابع بن لخديم تصريحه لـ"أصوات مغاربية"، أن "هذه الحشرة عادت إلى الظهور خلال الخمس سنوات الأخيرة لكن بشكل قليل ومحدود لأنها تأتي من فرنسا" وفق تعبيره، مشيرا إلى أن "بعض الفنادق اشتكت وجودها وأسفرت التحريات أن الغرف التي ظهرت فيها كانت لأشخاص قادمين من فرنسا وآخرون يشتغلون في المطارات".
وبحسب الخبير المغربي فإن خطورة هذه الحشرة تكمن في "انتشارها الواسع والسريع" إذ "تبيض أنثى البق 5 بويضات يوميا وتصل عدد البويضات التي تضعها خلال حياتها إلى 200 بويضة"، مشيرا إلى أنها "تختبئ تحت الأفرشة وبين الخشب وتعيش على دم الإنسان مما يؤدي إلى نقل الأمراض عبرها".
ووفقا للمتحدث ذاته فإن "وبالرغم مما تخلفه عضتها لجسم الإنسان من حكة شديدة قد تمنعه من النوم إلا أن العلاج منها قد لا يتطلب بالضرورة الاستعانة بدواء معين" مشددا على أن "مكافحة انتشارها تقتضي استعمال المبيدات الكيماوية بواسطة البخاخات وعبر الدخان".
"تأثيرها النفسي أكبر"
ومن جانبه، يرى الخبير في السياسات والنظم الصحية المغربي، الطيب حمضي، أن "عودة انتشار بق الفراش عالميا ترجع إلى اكتسابه مقاومة ضد المبيدات البديلة وتطور السفر والرحلات عبر العالم الأمر الذي يساهم في نقل الحشرات بسرعة، بالإضافة إلى التعاطي مع عملية إعادة استعمال وشراء الأشياء القديمة وإدخالها للمنازل".
وأوضح حمضي في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، أن ارتفاع درجات الحرارة يساعد "بق الفراش" على التكاثر بشكل أسرع وبقائه على قيد الحياة لمدة أطول، لافتا إلى أن وجودها وانتشارها غير مرتبط بتاتا بمستوى النظافة أو المعيشة داخل أي أسرة".
وبشأن التهديد الذي يمكن أن تشكله هذه الحشرة، أكد حمضي أنه يكمن في صعوبة القضاء عليها بصفة نهائية عند دخولها للمنزل، قائلا إنها "عملية ليست سهلة أمام سرعة انتشارها وطرق اختبائها وهي عملية مكلفة ماديا لاسيما إذا تمت الاستعانة بخدمات شركات مختصة في محاربة الحشرات".
وبشأن تأثيرها على صحة الإنسان، أكد المتحدث ذاته أنها "لا تهدد صحة الإنسان بشكل كبير بعد أن ثبت علميا عدم نقلها للأمراض خاصة الفيروسات والبكتيريا الطفيليات"، لافتا إلى أن تأثير عضتها تنتج عنه حكة وحساسية في الجلد قد تفرز بعض الالتهابات والتقرحات وأن "تأثيرها النفسي أكبر لأنها تتسبب في الهلع والقلق ومشاكل في النوم".
- المصدر: أصوات مغاربية