تونس مهددة بالتخلف عن سداد الديون.. "الأزمات الدولية" توصي الأوروبيين بالتحرك
وضعت "مجموعة الأزمات الدولية" (International Crisis Group)، في تقرير جديد، الأربعاء، تونس في "قائمة المراقبة لعام 2023" التي تصدرها سنوياً بهدف تحديد المجالات التي يمكن للاتحاد الأوروبي أن يحدث فيها الفارق عبر التصدي لأزمات محدقة.
وبحسب المنظمة المتخصصة في إسداء المشورة بشأن النزاعات، ومقرها بروكسل، فإن المشاكل الاجتماعية والاقتصادية في تونس "يمكن أن تتفاقم إذا تخلفت عن سداد ديونها"، داعية الأوروبيين إلى تشجيع صفقة قرض "مُعدّلة" مع صندوق النقد الدولي، ولكن شريطة الضغط على تونس في قضايا الحكامة وحقوق الإنسان.
أوروبا بين خيارين
واستعرضت "مجموعة الأزمات الدولية" الوضع السياسي والاقتصادي في تونس منذ يوليو 2021، عندما احتكر الرئيس، قيس سعيّد، السلطات، وأقال رئيس الحكومة وعلّق عمل البرلمان.
وقالت إن البلاد "اتخذت منعطفًا استبداديا"، إذ "يحاول الرئيس بناء نظام سلطوي متكامل الأركان وتعزيز دعمه الشعبي من خلال خطاب قومي حاد"، فقد "عزز خطابه بتلميحات عنصرية يُلقي فيها اللوم عن المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تعيشها البلاد ــ مثل التضخم والبطالة ــ على المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى"، وفي الوقت نفسه، "رفض الشروط المرتبطة بقرض صندوق النقد الدولي المقترح بهدف موازنة الميزانية واستعادة ثقة المستثمرين، ما دفع البلاد إلى حافة التخلف عن سداد ديونها الخارجية".
ومن المرجح أن يؤدي التخلف عن السداد - تقول المنظمة - إلى تفاقم المشاكل المذكورة بشكل كبير وهو ما يفاقم خطر اندلاع العنف و"تعريض الاستقرار الداخلي الهش للخطر".
وفي حين أبدى الاتحاد الأوروبي والعديد من الدول الأعضاء قلقا كبيرا بشأن توجّه تونس في عهد سعيّد، إلا أن أوروبا حولت تركيزها تدريجياً نحو الحد من الهجرة غير النظامية، تقول "مجموعة الأزمات الدولية" .
وتضيف أن الزيادة في أعداد المهاجرين الوافدين عبر البحر الأبيض المتوسط هي "المحرك الرئيسي لهذا التغيير"، وأن الاتحاد الأوروبي صار يتحدث الآن عن تونس "باعتبارها شريكاً رئيسياً في مكافحة الهجرة غير الشرعية".
وانتقدت ما وصفته بالميل الأوروبي نحو التعاون مع تونس لتقييد الهجرة، قائلة إنها أضحت أولوية تُغطي على المطالب باستعادة الديمقراطية وسيادة القانون، "ما أدى إلى تدفق التمويلات" على البلاد، وهو ما "يقول النقاد إنه يرقى إلى مستوى شيكِِ على بياض لحكومة سعيّد".
توصيات للأوروبيين
وحثت المنظمة، المتخصصة أيضا في التقارير الميدانية، الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء على "موازنة أجنداتهم السياسية والأمنية والاقتصادية المختلفة في تونس مع العمل المهم المتمثل في الانتصار للحقوق والإصلاحات الخاصة بالحكامة".
وبدلاً من التخلي عن تلك الأجندة، "ينبغي للاتحاد الأوروبي"، يقول التقرير، العمل من أجل "تشجيع تونس وصندوق النقد الدولي على الاتفاق على شروط قرض معدل، والضغط على تونس للتوصل إلى اتفاق وعلى المساهمين في صندوق النقد الدولي لتخفيف بعض الشروط، مثل الدعوة إلى تخفيضات في الإنفاق الحكومي".
علاوة على ذلك، دعا التقرير الأوروبيين إلى "الضغط على الرئيس سعيّد للحد من عنف الجماعات الأهلية، سواء تجاه المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أو أي شخص آخر".
وفي هذا الصدد، أوضح أنه بين يناير وأبريل، أفاد العديد من التونسيين في المناطق الداخلية من البلاد أن أنصار سعيّد، المعروفين باسم "ميليشيات قيس"، بدؤوا في "توبيخ أشخاص انتقدوا الرئيس في المقاهي".
وأردف: "يمكن لهذه المجموعات المنظمة ذاتياً أن تكثف العنف ضد المهاجرين، وقد يبدؤون أيضا في تنظيم المظاهرات والهجمات على المعارضة".
وأخيرا، أشار إلى أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي أن "يستعد لاحتمال اضطراره إلى تقديم مساعدات طارئة في حالة تخلف تونس عن سداد ديونها"، لافتا إلى إمكانية أن "تكون هناك حاجة إلى المساعدة عبر توصيل القمح اللين والأدوية من أجل منع حدوث أزمة إنسانية، والتي يمكن أن تتحول إلى اضطرابات خطيرة".
- المصدر: أصوات مغاربية/ موقع "مجموعة الأزمات الدولية"