أثار إعلان حكومة الوحدة الوطنية الليبية اعتزمها رفع الدعم عن المحروقات واستبداله بمقابل نقدي مباشر للمواطنين، ردود فعل متفاوتة بين متخوف من الخطوة ومرحب بها باعتبارها الحل الأمثل للقضاء على تهريب الوقود الليبي الذي يعد من بين الأرخص عالمياً.
وجدد رئيس الحكومة، عبدالحميد الدبيبة، الخميس التأكيد على أن الحل الوحيد لظاهرة تهريب الوقود المستفحلة في البلاد لا يكون إلا برفع الدعم عن المحروقات، مقترحا استبداله بالدعم النقدي للمواطنين، وهو الطرح الذي تم تناوله مراراً من قبل مسؤولين بحكومة الوحدة.
ملف حساس
ويعد موضوع رفع الدعم عن الوقود من أكثر المواضيع حساسية في ليبيا لمساسه مباشرة بحياة المواطنين في هذا البلد الغني بالنفط والذي يعتبر سعر المحروقات فيها من بين الأرخص عالميا.
ويبلغ سعر لتر البنزين في ليبيا نحو 0.15 دينارًا ليبيًا (0.031 دولارًا أميركيًا)، ما يجعلها الأقلّ عالميًا في الأسعار بعد فنزويلا التي تصدّرت قائمة الدول الأقلّ سعرًا على الإطلاق بحسب بيانات موقع "الطاقة" المتخصص.
الدبيبة: عدم تطابق الأرقام بشأن الوقود المنتج أمر طبيعي في ظل اختلاف المؤسسات.
— ليبيا برس (@libyapress2010) November 9, 2023
ــ رفع الدعم عن الوقود أمر ضروري ويجب أن نقنع الشباب به، وعلينا طرح البدائل لتطبيقه.
ــ أحد هذه البدائل هو منح المواطن قيمة الدعم الذي يحصل عليه نقدًا، ويشتري بها الوقود بالسعر الرسمي. #ليبيا pic.twitter.com/SQHoFdbxOJ
ويرفض قطاع واسع من الليبيين فكرة رفع الدعم عن الوقود وفقاً لعدة استطلاعات للرأي، أحدها أجرته الحكومة مؤخراً يخير المواطنين بين بقاء الوقود مدعما كما الحال حاليا، أو استبدال دعم المحروقات بالدعم النقدي، أو تحويل دعم المحروقات إلى دعم جزئي وتخصيص كوبونات للمواطنين للحصول على الوقود من المحطات.
رفع الدعم عن المحروقات يستوجب ثورة جديدة https://t.co/tprDtqv7gQ
— Abdullah Bazama (@abdullah_bazama) November 9, 2023
وبحسب ما أشار إليه رئيس الحكومة في كلمته أمام اجتماع الحكومة في مجينة غريان الخميس الماضي، فإن الغالبية اختاروا أن يبقى الوضع على ما هو عليه.
مع أو ضد؟
ورغم إظهار عدد محدود موافقتهم على رفع الدعم بحجة إنقاذ الاقتصاد، ندد عدد كبير من مرتادي مواقع التواصل بالفكرة مبررين مواقفهم من عدة زوايا، بينها غياب بدائل حقيقية مدروسة لتعويض المواطن خاصة في ظل قيمة الرواتب التي يعتبرها كثير من الليبيين متدنية.
لكن رفع الدعم عن المحروقات يستجوب بديل له كرفع الرواتب و توفير فرص عمل شركات او مصنع او غير ذالك الانه نسبة البطالة عندك 46% وممكن اكثر توفير وسائل نقل عامه مثل الحافلات وغيرها تخفيض سعر التكسي تخفيض سعر المواد الغدائيه وغيرها من ضروريات المواطن وان لم تستطيع لا ترفع الدعم https://t.co/dWKcdI6jWU
— محمود انبيق (@MhmwdAnbyq) November 10, 2023
في المقابل، يرى آخرون أن قرار رفع الدعم "ليس من حق حكومة الدبيبة كونها حكومة "مؤقتة" جاءت لمهمة واحدة وهي الإشراف على إجراء الانتخابات في البلاد، وأن إجراء من هذا القبيل هو من اختصاص السلطة التشريعية في البلاد.
كان الأولى لكم التفكير بانهاء فساد حكومتكم الذي تجاوز مستويات غير مسبوقه والتوقف عن نهب أموال الدوله بدلا من التفكير في رفع الدعم عن المحروقات والتضييق على المواطن في ظل انعدام الثقه بينه وبين المسؤولين وعدم وفاء الحكومة بعهودها وغياب خطه مدروسة ومتكاملة وتوفير البدائل لرفع الدعم pic.twitter.com/cHU6OAMCEY
— Muhammed Ahmed Jibreel محمد أحمد جبريل- (@MuhammedAhmedJ2) November 7, 2023
وأعرب مدونون عن خشيتهم من أن أكثر الفئات تأثراً بقرار رفع الدعم عن المخروقات سيكون من محدودي الدخل ممن لا يمتلكون المركوب، والنساء الموظفات ومستخدمي المواصلات العامة نظرا للانعكاس ذلك على أسعار تعريفة وسائل النقل في البلاد.
وتعكف حكومة الوحدة الوطنية منذ ماي الماضي على بحث آليات لاستبدال دعم المحروقات إلى الدعم النقدي، بحسب ما أعلن عنه وزير الاقتصاد والتجارة في الحكومة محمد الحويج.
رفع الدعم عن المحروقات هو حل عادل خاصة لو تعطي الباقي كاش في حساب الناس
— Ahmed Abdulgalil (@Ahmed_alabidi) November 10, 2023
المشكلة صعب تطبقه في دولة زي ليبيا
الناس مش واثقة في الدولة انه تعطيهم القيمة في يديهم و لا في مواصلات عامة زي العالم
ف صعب جدا
وقبل نحو شهر بحث الدبيبة مع كل من محافظ المصرف المركزي الصديق الكبير ورئيس ديوان المحاسبة خالد شكشك ورئيس مؤسسة النفط فرحات بن قدارة، ملف رفع الدعم عن المحروقات، ومكافحة تهريب الوقود.
عواقب رفع الدعم عن المحروقات توضيح للناس اللي تفكيرها بسيط
— مفتاح الرمالي (@zSvmEXXKpbStiKL) November 10, 2023
أول شي لو رفعوا الدعم من ثاني يوم بتعبي التنك ب50 او 60 بدل ماكنت تعبي في تنك ب10 هدا جماعة السبارات العادية اما التندرا وغيره توصل حتى90-110
ثاني شي التاكسيات المشوار متع 10 بيبدا 50 او 40 وهكذا سيارات النافطة والنقل
وأدت الفوضى الأمنية التي أعقبت سقوط نظام القذافي في 2011 لتفاقم ظاهرة تهريب الوقود بشكل غير مسبوق لدرجة حذر فيها مختصون من ضرب اقتصاد الدولة بينما حملها مسؤولون محليون مسؤولية تدهور قيمة الدينار الليبي مقابل الدولار الأميركي في الفترة الأخيرة.
وتمتلك ليبيا أكبر احتياطيات مؤكدة من النفط الخام في قارة أفريقيا، بحسب بيانات منظمة "أوبك"، وتقدر بنحو 48 مليار برميل، مايضع البلاد في المرتبة التاسعة عالميا بين الدول العشر الأكثر امتلاكا للاحتياطيات النفطية، بنسبة تبلغ 3% من الاحتياطي العالمي.
المصدر أصوات مغاربية