حريشان: رواية "الأعمى" تعالج ظاهرة التكيف مع مراحل الحكم السياسي بالجزائر
يتحدث الكاتب الجزائري، عبد القادر حريشان، في روايته الأخيرة الصادرة باللغة الفرنسية بعنوان "الأعمى"، عن مواضيع تهم المراحل التي مرت بها السلطة في الجزائر منذ الاستقلال إلى غاية الانفتاح السياسي عام 1989.
في هذا الحوار مع "أصوات مغاربية" نبسط مضامين الرواية مع كاتبها الذي يوضح أن الأدب الجزائري باللغة الفرنسية يسجل عودة قوية في الفترة الأخيرة.
وحريشان كاتب جزائري مخضرم، أصدر عدة روايات وكتب باللغة الفرنسية أبرزها "يوميات الحراك – الوثبة الجزائرية”، ورواية “النصب التذكاري"، وكتاب "رجال صنعوا مأساة الجزائر"، و"الإنقاذ و السلطة” باللغتين الفرنسية والعربية سنة 1999.
نص الحوار:
تشير روايتك الجديدة "الأعمى" الصادرة باللغة الفرنسية إلى النموذج السياسي الذي يتكيف مع كل المراحل السياسية التي مرت بها السلطة في الجزائر. ماهي دلالة ذلك؟
انتهيت من كتابة رواية "الأعمى" باللغة الفرنسية سنة 2017، أي قبل الحراك الشعبي، وخلال فترة حكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، ولم تتح الظروف نشرها إلا في الفترة القليلة الماضية، وهي ذات دلالة تعكس الهوية السياسية لفئة كبيرة من الذين تكيفوا مع كل مراحل الحكم من عهد بن بلة وبومدين إلى غاية فترة حكم الشاذلي بن جديد التي تميزت بانفتاح سياسي.
في الرواية نفس الشخص "الأعمى" الهارب من ماضيه الذي تميز بالتعامل مع الفرنسيين ضد الثورة الجزائرية، وبعد أن ادعى، عقب استقلال البلاد سنة 1962، أنه كان ضمن المقاومين في الثورة، تمكن من التكيف مع كل التغييرات التي طرأت في الجزائر سياسيا واجتماعيا من الحزب الواحد إلى الديموقراطية، وهذه أزمة عميق، حيث نفس الشخص الذي اعتنق الأحادية آمن بالتعددية السياسية.
تتحدث الرواية في بدايتها عن "هروب" بطل الرواية من ماضيه بحثا عن ملجأ. ماذا يعني ذلك؟
لم تكن الأوضاع منسجمة منذ الاستقلال، وقد سرنا في هذا المسار الذي تميز بالهروب من الواقع، ومن خلال هذا الطرح حاولت التعمق في هذا الجدل السياسي المثار بين جيل الثورة وجيل الاستقلال وكيف ينظر الناس، بعدم الثقة، لرمزية الثوار، بسبب التحولات التي طرأت على المجتمع.
شهدت الساحة السياسية مؤخرا بروزا غير معهود للرواية أو الأدب الجزائري عموما الصادر بالفرنسية محليا وعالميا، كيف تفسر ذلك؟
لطالما كانت الرواية الجزائرية في الطليعة، بما في ذلك الصادرة بالعربية، لكن لم يِسلط عليها الضوء، ولم تجد الفضاء المتاح على الصعيد العالمي، لكن في المدة الأخيرة سجلت تطورا كبيرا وتأثيرا بين القراء على الصعيد العالمي.
لقد سجلت الروائية الشابة، التي لم يعرفها أحد من قبل، سارة ريفينس، أرقاما قياسية في مبيعات روايتها الرهينة، وشخصيا قرأت الرواية، وكان لديها أسلوبا سرديا رائعا سلسا وممتازا، وقد أذهلني ذلك، وهو نمط يتماشى وذوق الشباب وميولاتهم في عصر التكنولوجيات.
على ذكر وسائل الاتصال الحديثة، ما هي علاقة الكتاب بهذا الجانب المتطور من منصات اجتماعية وغيرها؟
في البداية ظهر الكتاب فقيرا أمام القفزة الكبرى في التطور التكنولوجي، وبمرور الوقت أصبحت هذه الخدمات المتطورة تروج لانتشار الكتاب، وهذا أمر إيجابي جدا، ولاحظنا تجارب جيدة روجت للكتاب مثلما حدث مع سارة ريفينس عندما حولت التكنولوجيا إلى سند لروايتها.
وهل هذا أيضا يسمح بحرية أوسع للنشر عبر الإنترنت؟
نعم .. التكنولوجيات الحديثة تجاوزت الرقابة، حيث من الصعب مراقبة الكتاب، وهناك العديد من القضايا التي يمكن إثارتها مثل الهجرة والبطالة، المستقبل الغامض للشباب، ومشاكل اجتماعية كثيرة مرتبطة بالتعليم والصحة والحريات.
المصدر: أصوات مغاربية