أغدال: هذه الوظائف ستتأثر بالذكاء الاصطناعي في الجزائر
انطلقت، الأحد، في الجزائر الامتحانات التجريبية استعدادا للامتحانات الرسمية لنيل شهادة البكالوريا المقررة في يونيو القادم والتي تشهد عادة تعطيل خدمة الانترنيت كإجراء احترازي لمواجهة الغش.
وتعليقا على ذلك يرى الخبير في تكنولوجيات الاتصال الحديثة، يزيد أغدال، إمكانية اللجوء إلى تدابير بديلة من قبيل تجهيز مراكز إجراء الامتحانات بأجهزة التشويش، ومنع إدخال أجهزة الهاتف من قبل الممتحنين قبل أن يستدرك مؤكدا أن ذلك لن يضمن "صفر حالة غش".
من جهة أخرى، يتطرق أغدال في هذا الحوار مع "أصوات مغاربية" إلى مدى قدرة المؤسسات الجزائرية على التكيف مع التحولات التي يشهدها عالم التكنولوجيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، إذ يؤكد في هذا الإطار أن هذه المؤسسات ستتأثر بالتطورات التي يشهدها المجال وتحديدا فيما يتعلق بالوظائف الاستشارية التي "يمكن تحويلها للذكاء الاصطناعي".
إليكم نص المقابلة:
دأبت السلطات في الجزائر على قطع شبكة الأنترنيت تزامنا مع امتحانات نيل شهادة الباكلوريا. في رأيك، هل لا تزال مبررات هذا الإجراء قائمة؟
أعتقد أنه من الأجدر تقنيا تجهيز مراكز إجراء الامتحانات بأجهزة التشويش للقضاء على هذا المشكل نهائيا، ولكن الأمر يتطلب استثمارا كبيرا لتوفير تلك الأجهزة وتركيبها في مراكز الامتحان.
هناك حل آخر يتمثل في منع إحضار أجهزة الهاتف من قبل الممتحنين لمراكز الامتحان، لكن هذا لن يؤدي إلى "صفر غش"، إذ يمكن أن يحدث ذلك بواسطة التواطؤ وهذا احتمال وراد رغم أنه ليس مؤكدا.
أما بالنسبة لقطع الأنترنيت، فما يحدث هو حجب مواقع التواصل وتطبيقات الدردشة والمراسلات، ويمس الإجراء بشكل كبير أنترنيت الهاتف المحمول.
وبينما يتم استثناء حالات الاشتراك المهني الخاص بالشركات الكبرى بشكل جزئي، فإن المؤسسات التي لديها اشتراك عادي تعاني خسائر بملايين الدولارات.
عمليا لا أظن أن الحكومة ستتراجع عن القرار إلا إذا لجأت إلى إجراءات بديلة تضمن نزاهة الامتحان، لأن الباكلوريا في الجزائر مسألة مرتبطة بمصداقية الشهادة، كما أنه امتحان مرتبط بهيبة الدولة وسمعتها على خلفية تسريب مواضيع باكلوريا 1992 وإعادة إجراء الامتحان واستقالة الوزير آنذاك، وما رافق ذلك من فوبيا التسريب المستمرة إلى الآن.
يشهد العالم تحولات كبيرة في مجال التكنولوجيات الحديثة واستخدامات الذكاء الاصطناعي. إلى أي حد يمكن للمؤسسات الجزائرية التكيف مع هذه التحولات؟
هناك تأثير واضح للتحولات الجارية ذات الصلة بالتكنولوجيا الحديثة والاتصالات والذكاء الاصطناعي على كافة جوانب الحياة، وبداية يمكن القول إن المؤسسات الجزائرية ستتأثر في الشق الخاص بعالم الشغل والوظائف، وتحديدا ما يتعلق بالمناصب الاستشارية في التعليم والتخطيط والترجمة وغيرها التي يمكن تحويل وظيفتها للذكاء الاصطناعي.
أظن أن المحيط العام في العالم، وبيئة الأعمال الخارجية التي تتعامل معها هذه المؤسسات ستفرض مثل هذه الأنماط ذات الصلة باستخدامات الذكاء الاصطناعي بشكل كبير.
صحيح أنه لم تتضح بعد الرؤية بشكل كامل حول ما قد يحدث في الجزائر، لكن مبدئيا أعتقد أننا سنصل إلى عدد أقل من العمال مقابل استعمال أكبر للآلة الذكية في ميادين عدة، وهذا أمر تفرضه التطورات الحاصلة من حولنا.
هل الجزائر على استعداد تشريعيا لمواكبة الاستعمالات المتعددة لهذه التكنولوجيات؟
بالنسبة لنا ليس بعد، لكن في بعض الدول بدأت الحكومات تعيد النظر في قوانين العقوبات لتجريم بعض الممارسات مثل تحوير وتعديل الحوارات واستعمال مهارات تعديل الصور والفيديوهات لبث رسائل مضللة وأخبار كاذبة، بل سيكون في المستقبل لزاما على الهيئات التي تبث فيديوهات وضع أدوات للتحقق من صحتها والتأكد من أنها ليست مولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي.
كيف ترى دور الجامعة في الجزائر في ظل التحولات التكنولوجية الحاصلة في العالم؟
لا يمكن للجامعة أن تقوم بكافة الأدوار الاجتماعية والصناعية والتكنولوجية، لذلك يجب توفير بيئة العمل وتجسيد المشاريع خارج الجامعة، في الوسط الاقتصادي النامي الذي يحتضن الابتكارات.
في الجامعة نقدم الأفكار ونقوم بدراستها وتقييمها ثم إحالتها على التجسيد العملي، لذلك أؤكد لكم أن المشكلة توجد خارج الجامعة، وعليه لا بد من وضع تصورات لما بعد الجامعة حتى يمكن تنفيذ تلك التطلعات والابتكارات في السوق الوطنية والقضية هنا تخص آلاف المشاريع.
- المصدر: أصوات مغاربية