Logos

أصوات مغاربية الآن علي موقع الحرة

اضغط. هنا لزيارة موقع الحرة

أخبار

فيروس كورونا يعقّد حياة الرّحّالة في بلدان مغاربية

10 أبريل 2020

استقر الزوجان الفرنسيان باستيان وأودري لوران في جزيرة جربة في الجنوب التونسي لقضاء أيام الحجر الصحي، بدون أن يعلما تاريخ ومكان الوجهة القادمة على غرار أمثالهما من الرحالة الذين يجوبون العالم، فيما دخلت دول عديدة في فترة إغلاق بسبب تفشي فيروس كورونا.

حياة معقدة

تقول أودري "وصلنا في منتصف يناير بعد أن جُبنا إيطاليا، وكانت الجائحة قد بدأت للتو".

يسافر الزوجان برفقة ابنيهما (سبعة وتسعة أعوام) منذ العام 2017 بعد أن باعا كل شيء يملكانه، وقرّرا الدخول في مغامرات الترحال من بلد إلى آخر.

مع وصولهما إلى تونس بدأ فيروس كوفيد-19 بالتفشي في أوروبا، وانطلقت رحلتهما في تونس بزيارة ينابيع المياه الساخنة في مدينة "قربص" (شرق)، ثم سواحل جزيرة "قرقنة" وصولا إلى الصحراء التونسية بالجنوب ووثقا الرحلة بصوّر نشراها على موقعهما "ها نحن هنا".

بالموازاة مع ذلك، شرعت السلطات التونسية بأخذ تدابير وقائية تدريجية للتوقي من انتشار المرض في البلاد، بغلق الحدود الجوية والبرية والبحرية وحظر التجمعات وفرض إخضاع العائدين من الخارج إلى الحجر الصحي لأسبوعين.

"أدركنا أن حياة الترحال أصبحت معقدة لذلك عدنا الى جرية" الجزيرة السياحية، التي غادرها السياح حيث وجدا أصدقاء.

تقول أودري "قررنا العودة قبل أن تفرض الحكومة الحجر الصحي لأننا لا نريد المواصلة، وهناك فرضية أن نكون حاملين للفيروس وإمكانية نشره في مناطق".

وتتابع "نحن من الأوائل الذين يدافعون عن فوائد السفر، لكن يجب أن ندرك متى نتوقف".

"لا مجال للتذمر"   

استأجر الزوجان بيتا متواضعا بالقرب من البحر لضمان التزود بالماء، قبل أن تشدد الحكومة التونسية إجراءات التنقل للحد من انتشار العدوى في 22 مارس الفائت.

تقول أودري، التي تحرص على نشر مقاطع الفيديو، إن مكان سكنها المقابل لزرقة البحر الأبيض المتوسط "رائع، صراحة لا مجال للتذمر". 

بدوره يرى باستيان أنه "لأول مرة سنقضي وقتا طويلا في نفس المكان وسنواصل العيش في الخارج والنوم معا".

قرّر الآلاف من الفرنسيين مغادرة تونس في رحلات خاصة وينتظر بضعة عشرات آخرين دورهم بصعوبة، لأنه لم يعد هناك رحلات مبرمجة ولا سفرات بحرية.

تؤكد أودري "نحن لا نرغب في ترك العربة، كما أننا لا نملك بيتا في فرنسا.. السلطات التونسية نشطة جدا وهذا يطمئننا".

أحصت المؤسسات الصحية في البلاد أكثر من 600 إصابة بفيروس كورونا وتوفي 24 شخصا، ولكن عدد الفحوصات يبقى محدودا.

خطوة تضامنية

يقضي عدد من الرحالة فترة الحجر الصحي في عدد من أنحاء العالم ويتشاركون قصصهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، منهم من استقر في إسبانيا والمغرب وكذلك في أندونيسيا والبيرو وفي جنوب تايلاند وأستراليا.

بينما فضل آخرون الرجوع إلى مسقط الرأس على غرار كيم، مصممّ الغرافيك وماريان المترجمة، اللذان يعيشان في شاحنة مجهزة منذ العام 2017 وخيّرا البقاء في جنوب فرنسا بالقرب من العائلة.

وتقول ماريان ميدينا الناشطة في صفحة "السفر طيلة الوقت" في موقع يوتيوب "نفكر في الذهاب إلى المغرب في سبتمبر القادم، ولكننا لسنا متأكدين من ذلك".

بادر كيم وماريان في خطوة تضامنية إلى إعداد خارطة للدول الأوروبية وضعوا فيها عروض التنقل والأماكن الشاغرة لتمكين الرحل، الذين يواجهون مشاكل من الحصول على معلومات في خصوص الأماكن التي يمكن الاستقرار فيها.

وتوضح ماريان "طردت الشرطة أصدقاء لنا استقروا بالقرب من نافورة ماء في فرنسا، يجب أن نقدم المساعدة للذين لا يملكون مكانا آخر يستقرون به سوى شاحناتهم المخصصة للتخييم".

تمكنت ماريان من الحصول على ستين طلبا من عائلات والعديد من الشبان ومئتي عرض لأماكن في فرنسا وبلجيكا واسبانبا واليونان.

ويعتبر باستيان وأودري، اللذان يحصلان على المال من بيع الصور ومقاطع الفيديو وتقارير لوكالات الأسفار، أن "نمط عيش الرحل سيكون معقدا بما في ذلك الجانب الاقتصادي" مستقبلا.

من الصعب معرفة متى تنتهي مدة الحجر وكذلك موعد إعادة فتح الحدود.
تتوقع أودري بتفاؤل أن "يتم الإبقاء على مدة الحجر الذاتي لأسبوعين عند دخول كل دولة لفترة ما".
 

  • المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية

مواضيع ذات صلة

جانب من مظاهرة في ليبيا للمطالبة بتنظيم الانتخابات
يطالب الليبيون الأطراف السياسية بإتمام الإطار الدستوري وإجراء الانتخابات للخروج من الأزمة

وجهت 50 شخصية ليبية، الجمعة، رسالة للقائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستيفاني خوري، اقترحوا فيها تشكيل حكومة مصغرة لقيادة البلاد نحو تنظيم الانتخابات.

وجاء في الرسالة التي وُجهت أيضا لسفراء الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وروسيا والصين، أنه أن الأوان لوقف حالة الانقسام السياسي التي تمر به البلاد ولاستعادة ليبيا وحدتها.

وقال الموقعون على الرسالة، بينهم سياسيون ونشطاء حقوقيون، إن الانقسام المؤسساتي بين الحكومتين المتنافستين في الشرق والغرب لا يعدو أن يكون مجرد مرحلة ضمن مخطط طويل الأمن يستهدف، وفقهم، تقسيم ليبيا إلى مناطق متفرقة.

ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، تعاني ليبيا من انقسامات ونزاعات مسلحة وصراعات سياسية، تتنافس حاليا فيها حكومتان على السلطة: واحدة مقرها طرابلس (غرب) برئاسة عبد الحميد الدبيبة منذ مطلع عام 2021، وأخرى برئاسة أسامة حماد عينّها مجلس النواب في فبراير 2022 ويدعمها الرجل القوي في الشرق المشير خليفة حفتر.

واعتبرت الرسالة أن حالة الانقسام الذي تشهده البلاد "تسهم في تفشي الفساد، وضعف آليات الرقابة المالية والإدارية، وعدم تنفيذ أحكام القضاء الوطني. كما تؤدي إلى إبطاء جهود المصالحة الوطنية الشاملة، وترسيخ حكم المجموعات العائلية وبعض المنتفعين على حساب مستقبل الليبيين".

وطالبوا "بأن يتضمن قرار تمديد ولاية البعثة الأممية للدعم الخاص بليبيا نصا صريحا على تشكيل حكومة جديدة مصغرة، يكون هدفها الأساسي الإشراف على الانتخابات الوطنية التي تحتاجها بلادنا".

إلى جانب ذلك، دعا الموقعون على الرسالة الدول المعنية بالملف الليبي إلى لعب "دور إيجابي" حتى يتسنى لهذا البلد المغاربي تجاوز حالة الانقسام السياسي التي يعرفها منذ سنوات. 

مصغرة أم موحدة؟
وطرح مطلب تشكيل حكومة مصغرة في ليبيا لقيادة البلاد لتنظيم الانتخابات أكثر من مرة، ضمن المقترحات المقدمة لإنهاء الأزمة، لكنه قوبل بالرفض من لدن أطراف الصراع.

وكانت بدايات الحديث عن ضرورة تشكيل حكومة مصغرة جديدة للإشراف على الانتخابات قد بدأ منتصف سنة 2023، وذلك ضمن "خارطة طريق" أعلن عنها حينها مجلسا النواب والأعلى للدولة في سبيل الوصول إلى الاستحقاق الانتخابي المؤجل منذ ديسمبر 2021.

وتسعى البعثة الأممية في ليبيا في الأيام الأخيرة لإقناع الفرقاء الليبيين للجلوس من جديد إلى طاولة النقاش، سيما بعد النجاح الذي حققه مؤخرا في وضع حد لأزمة المصرف المركزي التي استمرت لأسابيع.

في المقابل، لم تتطرق خوري في الإحاطة التي قدمتها يوم 9 أكتوبر الجاري أمام مجلس الأمن لمقترح تشكيل حكومة مصغرة كحل لإنهاء الأزمة، بل اقترحت بدله تشكيل حكومة جديدة أو دمج الحكومتين المتنافستين.

وقالت خوري في حوار مع موقع "الأمم المتحدة" بعد تقديمها إحاطتها إنها ستركز في المرحلة المقبلة على تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين.

وتابعت "سنركز في خطواتنا المقبلة أكثر على الاستشارات كي نقرب وجهات النظر حول العملية السياسية حول أمور مثل +تشكيل+ حكومة موحدة جديدة، أو اندماج حكومتين مثلا. نسمع مثل هذه الأفكار من الأطراف الليبية".

المصدر: أصوات مغاربية