Logos

أصوات مغاربية الآن علي موقع الحرة

اضغط. هنا لزيارة موقع الحرة

People stand near a border post on the Algerian side of the Morocco-Algeria border in the north east of Morocco July 31, 2011…
لم يصدر أي تعليق رسمي بعد من فرنسا والمغرب بشأن البيان الجزائري - صورة أرشيفية

 تتذكر المواطنة المغربية فاطمة شعوفي بحرقة شقيقها الذي توفي في قرية جزائرية على مرمى حجر من بيتها دون أن تتمكّن من وداعه، بسبب إغلاق الحدود بين البلدين.

وحرمت عائلات عديدة مغربية وجزائرية يتوزع أفرادها بين جانبي الحدود من التواصل في ما بينها، بسبب إغلاق الحدود بين الجزائر والمغرب منذ 1994.

في قرية أولاد بوعرفة الواقعة شرق مدينة وجدة المغربية، تنظر فاطمة إلى القرية الجزائرية قبالتها حيث يعيش أقاربها الذين لم ترهم منذ سنوات. 

وتقول بينما تنظر إلى الجانب الآخر من السياج الفاصل بين البلدين "نحن قريبون جدا... لكننا بعيدون".

وتضيف متحدثة عند مدخل مزرعتها العائلية المتواضعة بعين دامعة "لم أتمالك نفسي عندما بلغني نبأ الفاجعة، فارتميت على السياج الحدودي محاولة اختراقه".

لكنها اكتفت عاجزة بمتابعة الموكب الجنائزي من بعيد، "بينما كان يمكن أن أكون هناك لو لم تكن الحدود مغلقة".

على غرار فاطمة، يمزّق إغلاق الحدود عائلات أخرى مؤثرا أيضا على الأوضاع المعيشية لبعضها.

وأغلقت الجزائر حدودها مع المغرب ردا على قرار الأخير فرض تأشيرة لدخول أراضيه على المواطنين الجزائريين، متهما السلطات الجزائرية بالتورط في تفجير استهدف فندقا بالعاصمة السياحية للمملكة مراكش.

ودعا ملك المغرب محمد السادس في أواخر يوليو الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى إعادة فتح الحدود، إلا أن تصاعد التوتر بين البلدين قبل أسابيع يجعل هذه الإمكانية مستبعدة.

ففي أغسطس الماضي، قطعت الجزائر علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب متهمة المملكة بارتكاب "أعمال عدائية". بينما أعربت الرباط عن أسفها لهذا القرار، "رافضة مبرراته الزائفة".

ثم تزايدت حدة التوتر حين أعلنت الجزائر مقتل ثلاثة من مواطنيها في قصف نسبته إلى القوات المسلحة المغربية، في الصحراء الغربية المتنازع عليها بين المملكة وجبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر.

"مستقبل مظلم" 

ويعرب المواطن المغربي بشير الشاوش الذي يعيش في وجدة عن "أسفه لرؤية شعبين تفرقهما قرارات سياسية"، وقد فقد كل صلة بأعمامه وعماته وأبنائهم المقيمين في الجزائر.

ويتابع بشير الذي رأى النور في مدينة العامرية الجزائرية العام 1951 قبل أن تعود عائلته إلى وجدة، "كانت الأمور مختلفة تماما قبل إغلاق الحدود. كنا نزور بعضنا البعض، كما أن التجارة كانت رائجة. لم نكن لنتخيل يوما الوصول إلى هذا الوضع".

على الرغم من إغلاقها منذ حوالي 30 عاما، بقيت الحدود المغربية الجزائرية منافذ للاتجار في المحروقات والسلع المهربة، إلى غاية العام 2013. 

في تلك السنة، شدّدت السلطات الجزائرية المراقبة بتعزيز الدوريات الأمنية وحفر خنادق "لمحاربة تهريب المخدرات"، الأمر الذي ردّت عليه الرباط بإقامة سياج حديدي تعلوه أسلاك شائكة.

ويتذكر السكان القلائل الذين لا يزالون يقطنون قرية أولاد بوعرفة بمرارة الفترة "المزدهرة على جانبي الحدود"، عندما كان التهريب النشاط الرئيسي في المنطقة. 

وكانت تجارة التهريب تشمل "جلب المحروقات من الجزائر لبيعها في المغرب مقابل بيع الثياب في الجزائر"، وفق محمد حضوري الذي له هو الآخر أقارب على الجانب الآخر من الحدود "مثل كل سكان المنطقة تقريبا".

ويضيف أن سكان القرية اليوم "يتدبرون أمرهم معولين على تربية المواشي، دون أن يكون ذلك كافيا لإعالة أبنائنا".

ويتابع الرجل الخمسيني متحسرا "مستقبلنا يبدو مظلما".

وتستطرد جارته مريم حميوي مستاءة "إنها ضربة قاسية بالنسبة إلينا، أبنائي الأربعة يعانون البطالة". 

"معاناة"

ويأسف الناشط السياسي الجزائري المقيم في وجدة وليد كبير "للحسابات السياسية التي ترهن قضية إنسانية". ولا يظهر أي أفق اليوم لتحسن علاقات البلدين.

ويضيف كبير الذي يعمل في قطاع الاتصالات، "ليس هناك أي وجدي (نسبة إلى وجدة) ليس له أقارب في الجزائر، والأمر نفسه بالنسبة للجانب الجزائري. الإبقاء على هذه الفرقة خطأ جسيم".

وينطبق هذا الأمر على وليد الذي ينشط على موقع يوتيوب، "ويعيش معاناة نفسية" بسبب فراقه عن أهله الموجودين في الجزائر، وفق قوله.

لكنه يتمسك بالأمل بإمكانية قيام "علاقات هادئة بين البلدين".

المصدر: أ ف ب

مواضيع ذات صلة

جانب من مظاهرة في ليبيا للمطالبة بتنظيم الانتخابات
يطالب الليبيون الأطراف السياسية بإتمام الإطار الدستوري وإجراء الانتخابات للخروج من الأزمة

وجهت 50 شخصية ليبية، الجمعة، رسالة للقائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستيفاني خوري، اقترحوا فيها تشكيل حكومة مصغرة لقيادة البلاد نحو تنظيم الانتخابات.

وجاء في الرسالة التي وُجهت أيضا لسفراء الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وروسيا والصين، أنه أن الأوان لوقف حالة الانقسام السياسي التي تمر به البلاد ولاستعادة ليبيا وحدتها.

وقال الموقعون على الرسالة، بينهم سياسيون ونشطاء حقوقيون، إن الانقسام المؤسساتي بين الحكومتين المتنافستين في الشرق والغرب لا يعدو أن يكون مجرد مرحلة ضمن مخطط طويل الأمن يستهدف، وفقهم، تقسيم ليبيا إلى مناطق متفرقة.

ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، تعاني ليبيا من انقسامات ونزاعات مسلحة وصراعات سياسية، تتنافس حاليا فيها حكومتان على السلطة: واحدة مقرها طرابلس (غرب) برئاسة عبد الحميد الدبيبة منذ مطلع عام 2021، وأخرى برئاسة أسامة حماد عينّها مجلس النواب في فبراير 2022 ويدعمها الرجل القوي في الشرق المشير خليفة حفتر.

واعتبرت الرسالة أن حالة الانقسام الذي تشهده البلاد "تسهم في تفشي الفساد، وضعف آليات الرقابة المالية والإدارية، وعدم تنفيذ أحكام القضاء الوطني. كما تؤدي إلى إبطاء جهود المصالحة الوطنية الشاملة، وترسيخ حكم المجموعات العائلية وبعض المنتفعين على حساب مستقبل الليبيين".

وطالبوا "بأن يتضمن قرار تمديد ولاية البعثة الأممية للدعم الخاص بليبيا نصا صريحا على تشكيل حكومة جديدة مصغرة، يكون هدفها الأساسي الإشراف على الانتخابات الوطنية التي تحتاجها بلادنا".

إلى جانب ذلك، دعا الموقعون على الرسالة الدول المعنية بالملف الليبي إلى لعب "دور إيجابي" حتى يتسنى لهذا البلد المغاربي تجاوز حالة الانقسام السياسي التي يعرفها منذ سنوات. 

مصغرة أم موحدة؟
وطرح مطلب تشكيل حكومة مصغرة في ليبيا لقيادة البلاد لتنظيم الانتخابات أكثر من مرة، ضمن المقترحات المقدمة لإنهاء الأزمة، لكنه قوبل بالرفض من لدن أطراف الصراع.

وكانت بدايات الحديث عن ضرورة تشكيل حكومة مصغرة جديدة للإشراف على الانتخابات قد بدأ منتصف سنة 2023، وذلك ضمن "خارطة طريق" أعلن عنها حينها مجلسا النواب والأعلى للدولة في سبيل الوصول إلى الاستحقاق الانتخابي المؤجل منذ ديسمبر 2021.

وتسعى البعثة الأممية في ليبيا في الأيام الأخيرة لإقناع الفرقاء الليبيين للجلوس من جديد إلى طاولة النقاش، سيما بعد النجاح الذي حققه مؤخرا في وضع حد لأزمة المصرف المركزي التي استمرت لأسابيع.

في المقابل، لم تتطرق خوري في الإحاطة التي قدمتها يوم 9 أكتوبر الجاري أمام مجلس الأمن لمقترح تشكيل حكومة مصغرة كحل لإنهاء الأزمة، بل اقترحت بدله تشكيل حكومة جديدة أو دمج الحكومتين المتنافستين.

وقالت خوري في حوار مع موقع "الأمم المتحدة" بعد تقديمها إحاطتها إنها ستركز في المرحلة المقبلة على تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين.

وتابعت "سنركز في خطواتنا المقبلة أكثر على الاستشارات كي نقرب وجهات النظر حول العملية السياسية حول أمور مثل +تشكيل+ حكومة موحدة جديدة، أو اندماج حكومتين مثلا. نسمع مثل هذه الأفكار من الأطراف الليبية".

المصدر: أصوات مغاربية