تجاوز عدد الجزائريين الذين دخلوا تونس في الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الجارية عتبة نصف مليون (563053 شخصا)، وهو مؤشر إيجابي على تحسن السياحة البينية بعد 5 أشهر على إعادة فتح الحدود بين البلدين منتصف يوليو الماضي.
وأوردت "إذاعة موزاييك" التونسية نقلا عن مصدر رسمي أن هذا الرقم يفوق ما تم تسجيله في الأشهر الثلاثة الأولى من سنة 2019 أي قبل تفشي كورونا، وذلك بزيادة قدرت هذه السنة بـ13.6 بالمئة، حيث بلغ عدد الجزائريين في تلك الفترة 495635 شخصا.
كما لفتت "موزاييك"، نقلا عن المتحدث إليها، بأن الرقم "كان مرشحا ليتجاوز 600 ألف زائر لو لم تتزامن العطلة المدرسية الربيعية في الجزائر مع شهر رمضان".
بن عزوز: مؤشّر إيجابي
وتأتي هذه القفزة بعد خمسة أشهر على إعادة فتح الحدود بين البلدين منتصف يوليو الماضي، بعد سنتين من إغلاقها العام 2020 بقرار تونسي، عقب انتشار وباء كورونا، لكن الحدود بقيت مفتوحة لأغراض تجارية.
وأثّر إغلاق الحدود بشكل كبير على تنقل المواطنين والسياح الجزائريين إلى تونس طوال هذه الفترة، مع العلم أن تونس تعد الوجهة المفضلة للكثير من الجزائريين، كما أثر على تنقل المواطنين التونسيين إلى الجزائر للتسوق خصوصا.
الخبير السياحي التونسي حسام الدين بن عزوز، وصف دخول أكثر من نصف مليون جزائري إلى تونس في ثلاثة أشهر بأنه "مؤشر إيجابي".
وأوضح بن عزوز في حديث مع "أصوات مغاربية" بأن رقم نصف مليون "مهم جدا بالنسبة لسوق السياحة في تونس، بعد ركود كبير عرفته خلال مرحلة إغلاق الحدود بسبب كورونا، وتأثر منها الشعبان كثيرا، خصوصا الوكالات السياحية".
وتوقّع محدثنا أن تنتعش الحركة السياحية في تونس في الصائفة المقبلة وطيلة الموسم وبالتالي "انتعاش الاقتصاد" وفق تعبيره، وأضاف "بناء على هذا الرقم، أتوقع أن يصل عدد الجزائريين إلى 2 مليون سائح، بالإضافة إلى أن التونسيين سيستفيدون من فتح الحدود للتوجه إلى الجزائر".
مساعدية: رقم مضخّم
وخلال الصائفة الماضية دخل 160 ألف سائح جزائري إلى تونس، استنادا إلى أرقام أعلنها وزير السياحة التونسي محمد المعز بلحسين، فيما وصل عدد السياح الجزائريين إلى 550 ألفا حتى سبتمبر الماضي، وفق مدير الديوان الوطني للسياحة بتونس فؤاد الواد.
عضو المنتدى الجزائري لوكالات الأسفار والسياحة بالجزائر منير مساعدية، استبعد أن يكون الرقم الذي أعلنه المصدر الرسمي التونسي مضبوطا.
وقال مساعدية "مع احترامي للسلطات التونسية وللجهة التي أعلنت هذا الرقم، إلا أنه يبدو غير مضبوط بل مضخّم".
ومضى مساعدية يقول لـ"أصوات مغاربية" بأن الجزائريين "يتنقلون فعلا إلى تونس في هذه الفترة ولكن ليس للسياحة بل من أجل زيارات عائلية أو لمواعيد طبية، وقلة قليلة جدا تذهب للسياحة، واستنادا إلى هذه المعطيات فالرقم المعلن غير مضبوط".
وبرأي مساعدية فإن هذه الفترة هي فترة "سياحة داخلية جزائرية انتعشت منذ فترة كوفيد ولاتزال، كما أنها تتزامن مع شهر رمضان وعطلة الأطفال.. الأرقام الكبيرة للسياح ستتضح بعد رمضان من خلال الحجوزات في الفنادق، والتي ستعلنها الجهات المختصة عندنا".
المصدر: أصوات مغاربية