أعربت الأمم المتحدة الخميس عن قلقها البالغ إزاء سلامة مئات المهاجرين الذين تقطّعت بهم السبل في تونس بعد نقلهم إلى مناطق نائية في البلد الواقع في شمال أفريقيا.
وندّدت الأمم المتحدة بـ"مأساة" مهاجرين ولاجئين وطالبي لجوء يعيشون في ظروف قاسية قرب الحدود مع ليبيا والجزائر، في حين طرد آخرون إلى خارج الحدود.
وتهجّر كثر من صفاقس، ثاني أكبر مدينة في تونس، بعد أعمال العنف الأخيرة، في حين نقل آخرون من مراكز حضرية عدة.
في وقت سابق من الشهر الحالي وبعدما شهدت صفاقس أعمال عنف عرقية، عمدت السلطات إلى تحميل مئات المهاجرين في حافلات ونقلهم إلى مناطق صحراوية نائية قرب الجزائر وليبيا.
وقالت منظمة هيومن راتيس ووتش غير الحكومية إن ما يصل إلى 1200 أفريقي "طردوا أو تم نقلهم قسرا" إلى مناطق حدودية.
وجاء في بيان مشترك للمنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة وللمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن "بين أولئك الذين تقطّعت بهم السبل نساء (بعضهن حوامل) وأطفال".
وتابع البيان "إنهم عالقون في الصحراء ويواجهون حرا شديدا، من دون مأوى أو طعام أو ماء. هناك حاجة ملحّة لتوفير مساعدة إنسانية ضرورية منقذة للحياة بانتظار إيجاد حلول إنسانية عاجلة".
وتابع البيان "هناك بالفعل تقارير عن وفيات في صفوف المجموعة. المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة حزينتان بالعمق لهذا الوضع".
وأضاف البيان "هذه المأساة التي تتكشّف فصولها يجب أن تنتهي".
وأشارت الوكالتان الأمميتان إلى وجوب إعطاء الأولوية لإنقاذ الأرواح ووجوب نقل العالقين إلى بر الأمان.
وشدّدت الوكالتان على "الحاجة الملحّة لجهود البحث والإنقاذ لأولئك الذين لا يزالون عالقين عند طرفي الحدود"، وحضّتا البلدان المعنية على الاضطلاع بواجباتها القانونية.
كذلك شدّدتا على وجوب تحديد أولئك الذين يحتاجون إلى حماية دولية وإعطائهم الفرصة لطلب اللجوء، وعلى أهمية توفير الخدمات المناسبة للمهاجرين الضعفاء على غرار ضحايا الإتجار بالبشر والأطفال غير المصحوبين.
وأصبحت تونس نقطة عبور أساسية للمهاجرين غير النظاميين وطالبي اللجوء الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا في رحلات محفوفة بالمخاطر على متن مراكب متهالكة، بحثا عن حياة أفضل.
وتبعد صفاقس عن جزيرة لامبيدوسا الإيطالية نحو 130 كيلومترا.
- المصدر: أ ف ب