دعا كل من المغرب وموريتانيا وليبيا، السبت، خلال "قمة القاهرة الدولية للسلام"، إلى "وقف التصعيد" و"إطلاق النار" في خضم الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس، من أجل تجنيب منطقة الشرق الأوسط "الفوضى" و"ويلات الحرب".
وقال وزير الشؤون الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، إن المملكة "متشبثة بخيار السلام وأهمية تحقيق الاستقرار والرخاء والازدهار لجميع الشعوب"، مؤكدا "استعداد المملكة بتنسيق مع جميع الشركاء، للانخراط في تعبئة دولية لوضع حد للوضع المأساوي والخطير في غزة"، على حد قوله.
وأضاف أن "المملكة المغربية، بقيادة جلالة الملك رئيس لجنة القدس، تتمنى أن تبعث هذه القمة بخمس رسائل رئيسية للمجتمع الدولي، أولها الدعوة إلى خفض التصعيد وإلى حقن الدماء ووقف الاعتداءات العسكرية وتجنيب المنطقة ويلات الصراع الذي قد يقضي إلى ما تبقى من فرص وآمال السلام والاستقرار".
وأردف أن "الرسالة الثانية هي الحاجة الملحة لحماية المدنيين وعدم استهدافهم وذلك وفق مبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والقيم الإنسانية المشتركة، بينما تتمثل الرسالة الثالثة في ضرورة السماح لإيصال المساعدات الإنسانية بسرعة وانسيابية وبكمية كافية لساكنة قطاع غزة".
وعبّر أيضا عن "رفض كل الحلول والأفكار الهادفة إلى تهجير أو ترحيل الفلسطينيين من أرضهم وتهديد الأمن القومي للدول المجاورة"، مشددا على "الحاجة إلى إطلاق عملية سلام حقيقية تفضي إلى حل الدولتين، دولة فلسطينية على حدود يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل".
الوضع ينذر بفوضى
ومن جهته، قال الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، إن "ما يتعرض له المدنيون العزل ينافي كل القيم والمبادئ"، محذرا من أن "استمرار هذا الوضع ينذر بفوضى عارمة في الشرق الأوسط بمجمله لا يمكن التنبؤ بمآلاتها".
ولفت إلى أن "خطورة الوضع القائم تستدعي بإلحاح هبة قوية من الجميع وبذل كل الجهود الممكنة من أجل تداركه، فلا بد من الإسراع في إيجاد ممرات ملائمة لإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة وإعادة تأمين الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء ودواء ووقود".
كما دعا إلى ضرورة إقرار "وقف فوري لإطلاق النار يؤمن انسيابية حركة المساعدات الإنسانية ويتيح فرصة للعمل على استعادة الأمن والاستقرار".
وتابع: "لقد آن الأوان لأن يقتنع الجميع بأنه لن ينعم أحد في هذه المنطقة بسلام أو أمن مستديم إلا بقدر ما ينعم الآخرون به"، مناشدا المجتمع الدولي بـ "العمل بجدية وعزم وصدق إرادة لإيجاد حل تقوم بموجبه دولتان فلسطينية وإسرائيلية تعيشان جنب إلى جنب في أمن وسلام".
وقف فوري للعمليات العسكرية
من جانبه، انتقد رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، ما وصفه بـ"استهداف لكل من يعيش في غزة حتى وإن احتموا بالمستشفيات والكنائس والمساجد".
وطالب المنفي بـ"الوقف الفوري للعمليات العسكرية على غزة ومنع دولة الاحتلال من المضي قدما في خطتها باجتياح القطاع وإجبار سكانه على النزوح قصرا إلى شبه جزيرة سينا أو غيرها".
كما طالب أيضا بـ"البدء الفوري برعاية دولية متوازنة ومشاركة عربية في مفاوضات التسوية الشاملة والوضع النهائي على قاعدة حل الدولتين، وفق المبادرة العربية للسلام وقرارات الشرعية الدولية التي كانت محل قبول للممثل الشرعي للشعب الفلسطيني كأساس للتفاوض والتسوية".
وغابت الجزائر وتونس عن "قمة القاهرة للسلام" التي التأمت اليوم بمشاركة 30 دولة، وهيئة الأمم المتحدة، وثلاث منظمات إقليمية، تزامنا مع دخول الدفعة الأولى من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وقد ضمت 20 شاحنة محمّلة على الأرجح بالمستلزمات الطبية والغذاء، عبر معبر رفح الحدودي بشمال سيناء في مصر.
المصدر: أصوات مغاربية/ وكالة الأنباء المغربية/ فرانس برس