تبرأ جهاز دعم الاستقرار في ليبيا من تصريحات أدلى بها أحد الأشخاص، ادعى انتسابه إلى هذه المؤسسة الأمنية، بعدما وجه جملة من الانتقادات إلى السلطات التونسية.
وقال الجهاز الأمني في بيان أصدره أمس السبت عبر صفحته بموقع فيسبوك "تابعنا المقطع المرئي الذي تم تداوله عبر بعض وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، والذي ظهر من خلاله أحد الذين يدعون تبعيتهم لجهاز دعم الاستقرار وهو يتفوه بعبارات مستهجنة تحاول المساس بالعلاقات التاريخية التي تربط البلدين الجارين والشعبين الشقيقين في ليبيا وتونس".
وقبل يومين، انتشر فيديو عبر مواقع مواقع التواصل الاجتماعي يظهر عناصر أمنية مسلحة بالقرب من المركز الحدودي رأس جدير، حيث توعد أحدهم بـ"اختراق التراب التونسي واجتياح مدينتي قابس وبن قردان"، وهو الأمر الذي أثار موجة من الغضب وسط النشطاء في البلدين.
جاء ذلك في أعقاب التوتر الكبير الذي تشهده بعض المناطق الليبية بالقرب من الحدود التونسة على خلفية الأحداث التي شهدها مؤخرا مركز رأس جدير، بسبب الاشتباكات المسحلة التي وقعت بين ميليشيتين يعتقد أن إحداهما تابعة لمدينة "زوارة" (أمازيغ)، وأخرى موالية لوزارة الداخلية بحكومة الوحدة.
ومعبر رأس جدير هو نقطة العبور الرئيسية بين غربي ليبيا وجنوب شرقي تونس، الذي يعيش سكانه إلى حد كبير من التجارة عبر الحدود، بما في ذلك التهريب، بحسب "فرانس برس".
وانزلقت ليبيا في حالة من الفوضى بعد الإطاحة بنظام معمر القذافي عام 2011، مع ظهور سلطتين متنافسين وانتشار عدد كبير من المجموعات المسلحة والمرتزقة الأجانب في أنحاء البلاد.
وقال جهاز دعم الاستقرار إنه "يؤكد على تأصيل المبادئ الراسخة على صون علاقات الجوار الأخوية القوية والمتجذرة الضاربة في عمق التاريخ بين البلدين"، مشيرا إلى أنه "سيتخذ كافة الإجراءات اللازمة تجاه المعنيين وفق التشريعات الوطنية وما تنص عليه أحكام القوانين النافذة".
ويراهن المسؤولون في هذين البلدين على إعادة إحياء العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين بعد قطيعة فرضها تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا، مع العلم أن تونس سجلت العام الفائت فائضا تجاريا مع ليبيا يقدر بأزيد من 300 مليون دولار"، وفق ما أكده المحلل الاقتصادي رضا الشكندالي، في تصريح لـ"أصوات مغاربية".
وتعد تونس وليبيا من الدول الأعضاء في منظمة "الكوميسا" وهي اختصار للسوق المشتركة لجنوب وشرق أفريقيا، والتي يتجاوز عدد سكانها حاجز الـ500 مليون نسمة.
المصدر: أصوات مغاربية