أكدت المفوضية العليا للانتخابات في العاصمة الليبية طرابلس، اليوم الأحد، تقدم ابن الرئيس السابق معمر القذافي، سيف الإسلام القذافي، رسميا بالترشح للانتخابات الرئاسية القادمة.
وظهر سيف الإسلام القذافي داخل مفوضية الانتخابات بسبها، جنوب ليبيا، وهو بصدد قيامه بالإجراءات الخاصة بالترشح للرئاسيات المزمع إجراء الجولة الأولى منها في 24 ديسمبر المقبل.
واختار القذافي ارتداء العباءة الصوفية البنية (زي تقليدي رجالي ليبي) التي سبق وظهر بها والده في آخر خطاب له قبل سقوط نظامه عام 2011.
وأثار ظهور سيف الإسلام القذافي لدى البعض تخوفات من عودة ليبيا إلى مربع صراع 2011، بينما رأى البعض الآخر في ترشحه دليلا على توجه البلاد نحو مرحلة سياسية جديدة أكثر توازنا.
ومع إعلان سيف الإسلام القذافي الترشح، بدأ نقاش سياسي وقانوني يدور في ليبيا، عززه إعلان النيابة العسكرية بالعاصمة الليبية طرابلس توجيهها طلبا إلى المفوضية الوطنية العليا للانتخابات بإيقاف سير إجراءات ترشح القذافي الابن، فضلا عن المشير خليفة حفتر، إلى حين امتثالهم للتحقيق في تهم موجهة إليهم.
مردة: تم قبول ترشح سيف الإسلام
وفي الإطار، أكد عضو مجلس إدارة المفوضية العليا للانتخابات بطرابلس، أبو بكر مردة، الحضور الشخصي لسيف الإسلام القذافي وتقديمه لأوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة.
وقال مردة، لـ"أصوات مغاربية"، إنه "تم قبول ترشح سيف الإسلام بشكل مبدئي حتى يستكمل بقية الإجراءات الأخرى".
وأوضح المتحدث نفسه أن سيف الإسلام القذافي يحمل حاليا رقم 2 في قائمة الانتخابات الرئاسية، بينما ذهب الرقم 1 للمرشح عبد الحكيم بعيو، وهو رجل أعمال من مدينة مصراته.
أبو عرقوب: الخطوة ستعيد سيناريو 2011
من جانبه، قال المحلل السياسي، أحمد أبو عرقوب، إنه "بعد إعلان سيف الإسلام ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة، ستعود ليبيا إلى سيناريو الفوضى الأمنية لعام 2011، مع تبادل للأدوار فقط بين أنصار ثورة فبراير وأنصار النظام السابق"، بعدما كان "الصراع بالأمس فقط يدور بين معسكر 17 فبراير المنقسم على نفسه بين القطب الغربي والقطب الشرقي".
وتابع أن أنصار ثورة 17 فبراير "سيعملون على عرقلة إجراء الاستحقاق الانتخابي في موعده وسيذهبون في اتجاه استمرار حكومة دبيبة لمنع وصول سيف الإسلام القدافي لرئاسة ليبيا"
وأوضح أبو عرقوب أن "معسكر فبراير سيسارع لملمة أوراقه وستبرز تحالفات بين أنصاره في الغرب والشرق خوفا من تفتت الأصوات خاصة بين فتحي باشاغا وخليفة حفتر، أبرز مرشحي ثورة فبراير للانتخابات الرئاسية، سيما أن سيف الإسلام القذافي لديه شعبية في ليبيا".
وأردف المحلل السياسي قائلا "حتى لو تمكن سيف الإسلام القذافي من الوصول إلى سدة الحكم الرئاسي، فإنه لن يغير في المعادلة الليبية شيئا باعتبار أن السلاح بيد أنصار ثورة فبراير".
موسى: ظهور ابن القذافي نقطة تحول
إلى ذلك، وصف السفير الليبي السابق، إبراهيم موسى، ظهور سيف الإسلام القذافي وترشحه للانتخابات الرئاسية بـ"الخطوة المفصلية ونقطة تحول في تاريخ ليبيا المعاصر ما بعد ثورة 17 فبراير".
وقال موسى لـ"أصوات مغاربية" إن "ليبيا ستتجه نحو مرحلة سياسية جديدة تنهي فترة الاضطرابات الفوضوية، إلا أنها ستكون أكثر تعقيدًا سياسيًا لبعض الوقت لأن ترشح سيف الإسلام لرئاسة ليبيا سيخلط الكثير من الأوراق وسيهز الاصطفافات ويغير التكتيكات".
وتابع المتحدث ذاته موضحا أن "ترشح سيف الإسلام هو أقرب للفهم بأنه خطوة سياسية أكثر أهمية من أن تكون انتخابية، باعتبار أن ظهوره سيكون مؤثرا في القاعدة الاجتماعية والقبلية والتكنوقراطية عبر احداثه لتناغم في القاعدة الجغرافية الاجتماعية لأنصار النظام السابق، وبالأخص في غرب وجنوب ليبيا".
وواصل موسى قائلا "بالمقابل، سيظهر إرباك على التكتيك السياسي لتيار الكرامة بقيادة المشير خليفة حفتر شرق البلد، في حين سيتوجه حلفاء فبراير نحو إحداث تحالفات مع قيادات معينة مثل وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا، أحد أبرز مرشحي الانتخابات الرئاسية غرب البلد، ما سيحدث توازنا بين أقطاب الساحة السياسية المكتظة المتهافتين الذين أرهقوا وضيعوا المشهد السياسي".
المصدر: أصوات مغاربية