سجلت المراكز الانتخابية في ليبيا، وفق إحصائية أمس الأربعاء، الواردة على الموقع الرسمي للمفوضية العليا للانتخابات في ليبيا، وصول عدد من استلموا بطاقاتهم الانتخابية إلى ما يزيد عن مليون ناخب وناخبة من مجموع مليونين و200 ناخب مسجلين في السجل الانتخابي لعام 2021.
وبحث رئيس المفوضية عماد السايح، اليوم الخميس، مع مصلحة الأحوال المدنية "آليات التدقيق في بيانات سجل الناخبين إثر استكمال توزيع البطاقات الانتخابية على المواطنين ومدى مطابقتها مع بيانات مصلحة الأحوال المدنية لضمان دقة وسلامة سجل الناخبين النهائي".
ولم تتبق سوى ١٢ يوما على انتهاء عملية توزيع بطاقة الناخب على المصوتين الذين يبلغ عددهم مليونا و800 بالغرب، و800 ألف بالشرق، و200 ألف بالجنوب الليبي، بينما يصل العدد الجملي للمترشحين للانتخابات الرئاسية، وفق إحصائية الصادرة عن المفوضية، اليوم الخميس، إلى 15 مترشحا، 12 منهم في الغرب واثنان في الشرق ومترشح واحد في الجنوب .
أرقام يؤكد محللون أنها ستكون الفيصل في تحديد هوية الرئيس القادم للدولة الليبية لما لعدد الناخبين من ثقل في العملية الاقتراعية حسب المهتمين بالشأن الليبي.
حظوظ الرئاسة
وتعليقا عن الموضوع، أكد أستاذ العلوم السياسية، يوسف الفارسي، أن توزع عدد الناخبين هو من يتحكم في حسم هوية الرئيس المقبل وفق الخارطة الانتخابية الليبية، التي تقوم على أساس طبيعة توزع كل من عدد المترشحين والناخبين.
وأضاف الفارسي في حديثه لـ"أصوات مغاربية": "نستطيع القول إن حفتر هو الأقرب لكرسي الرئاسة، باعتبار أنه يحظى بتأييد شعبي شبه كلي في الشرق، وأيضا له مناصرين متوزعين على عدة مدن في الغرب الليبي كترهونة وورشفانة وبني الوليد و صبراته وطرابلس، إضافة إلى الثقل الذي ستنزل به بعض قبائل الجنوب".
وأردف المتحدث نفسه قائلا: "حفتر شخصية عسكرية لا تخضع للاعتبار المناطقي، خاصة إثر نجاحه في مقارعة الإرهاب في كل من بنغازي ودرنة وسبها، وهذا عامل مساعد له، باعتبار أن المسألة الأمنية تحل على رأس ترتيب أولويات المواطن الليبي، إضافة إلى ارتفاع الإقبال على استلام البطاقات الانتخابية إثر اعلانه عن ترشحه للرئاسة جميعها مؤشرات تصب في خانة مدى تأثيره في كل ربوع ليبيا.
وأبرز الفارسي أهمية كل من وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا وابن الرئيس الراحل معمر القذافي سيف الإسلام القذافي كمنافسين لحفتر، غير أنه يستدرك قائلا "لكنهما أقل شعبية منه، فالمليون تزكية التي تحصل عليها حفتر بينت الفرق بينه وبين بقية المترشحين للانتخابات الرئاسية المقرر اجراء أول جولة منها في 24 ديسمبر بالمقبل".
مشهد ضبابي
بالمقابل، يرى المحلل السياسي، فوزي حداد، أنه رغم تركز الخزان الانتخابي في الغرب الليبي مقابل ضعفه في الشرق والجنوب، إلا أن وصول عدد المترشحين للانتخابات الرئاسية في الغرب إلى 15 مترشحا سيطرح إشكالية تفتت الأصوات بين المترشحين بينما لن يعاني المتقدمين للرئاسة عن الشرق والجنوب الليبي من هذا الموضوع.
ووصف الحداد، في حديث لـ"أصوات مغاربية"، المشهد الانتخابي بالضبابي، مشددا على أنه "لا يمكن تحديد هوية الرئيس القادم في المرحلة الحالية باعتبار أن الانتخابات الرئاسية تنقسم إلى جولتين، إذ ستكون الجولة الأولى مفصلية لأنها ستشهد تنافس ما لا يقل عن 30 مترشحا لمنصب الرئاسة، ما سيؤدي إلى توزيع الأصوات وانقسامها بين المترشحين".
وأكد أن الجولة الثانية هي من ستحدد هوية الرئيس المقبل "لأن المشهد سيتغير كليا، حيث سيبرز المترشح الذي تحصل على أعلى نسبة تصويت، ومن هناك ستبدأ خطة التحالفات والتكتلات".
وتابع المتحدث قائلا "لو فرضنا أن الجولة الأولى أسفرت عن صعود مترشح من الغرب وآخر من الشرق، فسيذهب كرسي الرئاسة آليا لصالح الغرب الليبي، باعتبار أن 70% من الناخبين يتركزون بالغرب".
وختم حداد كلامه قائلا "أما إذا حسمت الجولة الأولي لصالح مرشحين اثنين من الغرب، ستذهب كل أصوات الشرق لأحد المترشحين من القطب الغربي الذي سيتحالف معه أحد المرشحين الخاسرين من القطب الشرقي في الجولة الأولى".
المصدر: أصوات مغاربية