ليبيا

خسائر بالملايين.. هذه تكفلة إغلاق حقول النفط في ليبيا

03 يناير 2022

أفادت وكالة "بلومبيرغ" للأنباء، الأحد، بأن الإغلاقات النفطية في ليبيا أدت إلى خفض الإنتاج في هذا البلد المغاربي بحوالي 700 ألف برميل يوميا، وهو المعدل الأدنى منذ أكثر من عام.

ويسبب تهالك أنابيب النفط وصراع الميليشيات في انقاطاعات مستمرة للإنتاج، إذ أكدت المؤسسة الوطنية للنفط، نهاية هذا الأسبوع، "فقدان 200 ألف برميل يوميا"، في إطار أعمال صيانة على أحد خطوط النفط الرئيسية الرابط بين حقول السماح -الظهرة وميناء السدرة (شمال) .

وأفادت المؤسسة بأن "شركة الواحة للنفط أكدت أنها انتهت من جميع التجهيزات الفنية للبدء بتخفيض الإنتاج حتى يوم الإثنين والمباشرة بعمليات معالجة وقص الأنبوب الهالك اعتبار من يوم الثلاثاء وذلك لمدة أسبوع" مشيرة إلى أن ذلك يعني "خسارة فرصة بيعية  تتجاوز 107 مليون دولار أميركي ".   

وعلّقت وكالة بلومبيرغ على خفض الإنتاج الليبي بشكل مؤقت قائلة إن "الانقطاع الأخير يأتي بعد أقل من أسبوعين من إغلاق الميليشيات لأكبر حقل ليبي وهو حقل الشرارة، ما تسبب في انخفاض الإنتاج بنحو 350 ألف برميل يوميا".

وأوضحت أن "أي انخفاض مستمر من ليبيا، التي تمتلك أكبر احتياطيات نفطية في أفريقيا، قد يعيق جهود منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وشركائها لتعزيز الصادرات". 

ويرتقب أن تجتمع "أوبك"، الثلاثاء، ومن المرجح أن تستمر في زيادة شهرية لمعدلات ضخ الإمدادات بنسبة تقدر بـ 400 ألف برميل يوميا، بحسب بلومبيرغ.

يشار إلى أنه خلال العام الماضي تمكن القطاع النفطي في ليبيا من تحقيق انتعاش، بحيث بلغ متوسط الإنتاج 1.2 مليون برميل يوميا خلال النصف الأول من سنة  2021، مقارنة بـ0.3 مليون برميل في الأشهر التسعة الأولى من عام 2020.

المصدر: أصوات مغاربية/ وكالة بلومبيرغ

مواضيع ذات صلة

فرسان خيول ليبيا
"عقود الخيل" مجموعة من الفرسان ينتظمون في كوكبة تسمّى "عِقدا"، يسيرون أو يركضون في حركة متناسقة

"عُقود الخيل" أو "لْهيد"، تقليد ليبي قديم يستعرض فيه مجموعة كبيرة من الفرسان أو فارس لوحده، مهاراتهم في التحكم في الخيل، مذكّرين بأيام الحرب ومحتفين بأيام السلم والأعراس والمناسبات السعيدة.

و"عقود الخيل" مجموعة من الفرسان ينتظمون في كوكبة تسمّى "عِقدا"، يسيرون أو يركضون في حركة متناسقة مع بعض، بلباس تقليدي موحّد، يظهر تجانسهم مع بعضهم ومع خيولهم.

يلتقي هؤلاء - وهم من الرجال فقط - في المناسبات مثل الأعياد الدينية والأعراس والمهرجانات، يقدّمون عروضا أمام الجمهور المصطف على يمين وشمال ميدان الاستعراض الكبير، يبرزون فيها شجاعتهم وبطولتهم وكأنهم يخوضون حربا ضد عدوّ.

 

أمّا "لْهيد" فهو عرض فرديّ يقدّمه فارس واحد، يُظهر فيه أمام الجمهور فروسيته وقُدرته على التحكم في فرسه.

ويعود أصل هذا التقليد إلى أجداد الليبيين الذي واجهوا الاحتلال الإيطالي بالخيل، وأشهرهم الثائر عمر المختار، ويروي الفرسان من خلال "عقود الخيل" و"لْهيد" بطولات وتاريخ الأجداد.

واليوم باتت "عقود الخيل" و"لْهيد" رياضة شعبية في ليبيا، دون أن يكون لها طابع رسمي، غير أن الاحتضان الجماهيري لها في المناسبات حوّلها إلى "فلكلور شعبي" يحظى بإقبال كبير.

ويتفاعل الجمهور مع العرض بالتصفيق والهتاف، وتُبعث الحماسة في الحاضرين خصوصا الأطفال، الذين يجرّبون ركوب الخيل خلال الاستعراض، ويحلمون بأن يكبروا ليصبحوا فرسانا يقدّمون عروضا مثل الفرسان الكبار.

 

ففي المناسبات مثل الأعياد الدينية والأعراس خصوصا، يتجمع مئات الفرسان من مناطق عديدة في ليبيا خصوصا في كبريات المدن، كبنغازي وطرابلس وسرت وغيرها.

ومن الأشعار والمقولات الشعبية الموروثة عن تقليد "عقود الخيل" هذه الأبيات:

العقد اللّي مسطر تسطير
العين تحير بلا تدبيــــر
الفارس فوق الخيل خْبيـر

أي أن عقد الخيل واقف في خط مستقيم مثل المسطرة، لدرجة أن العين تحار في هذه الانتظام، والفارس اللي فوق الخيل خبيرٌ بها وفي التحكيم فيها.

ولا يقتصر هذا النوع من الفروسية على ليبيا وحدها، ففي تونس والجزائر والمغرب توارثت الشعوب هذه الثقافة عن الأجداد. 

 

ففي تونس تسمى "عروض الفروسية"، وفي الجزائر والمغرب يطلق عليها اسم "الفانتازيا"، وأيضا "التبوريدة".

وتشترك الدول الثلاث في إقامة مهرجانات لهذا التقليد، ويكمن الاختلاف مع ليبيا في أن الفرسان بتونس والجزائر والمغرب يحملون بنادق البارود ويرمون بها وهو ما لا يوجد في "عقود الخيل" و"لْهيد" في ليبيا".

وتقيم تونس مهرجان دوليا للفروسية بمدينة بنقردان الساحلة يسمى "المهرجان الدولي للفروسية ببنقردان"،  وتقيم الجزائر "المهرجان الوطني للفنتازيا" كل سنة، وبالمغرب يُقام سنويا "معرض الفرس بمدينة الجديدة" الساحلية، وكلها مهرجانات تهدف للتعريف بتراث وثقافة المغاربيين في الفروسية.

المصدر: أصوات مغاربية