انتقدت منظمة العفو الدولية (أمنيستي)، الإثنين، ما وصفته بـ"الاستعمال غير القانوني للقوة" ضد المهاجرين في ليبيا، داعية إلى "إطلاق سراح المئات من طالبي اللجوء والمهاجرين" المعتقلين على عملية واسعة لاعتقال المهاجرين في طرابلس.
واعتقلت السلطات الليبية، الإثنين، أكثر من 600 مهاجر ولاجئ كانوا يعتصمون منذ أشهر أمام مكتب سابق للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في طرابلس، الذي أغلق في ديسمبر.
وقال "المجلس النرويجي للاجئين" في ليبيا،في بيان إن "نساء وأطفال" اعتقلوا أيضا في هذه الحملة التي شهدت "عنفا" وأحرقت خلالها خيام استعملها المهاجرون خلال اعتصامهم أمام المركز.
وقالت أمنيستي، في تغريدة على تويتر، "منظمة العفو الدولية تطالب السلطات الليبية بإطلاق سراح المئات من طالبي اللجوء والمهاجرين، بعد أن قامت الميليشيات باعتقالهم بشكل تعسفي بعد الفض العنيف للاعتصام في طرابلس اليوم".
وأكدت أن "على السلطات التحقيق في الاستعمال غير القانوني للقوة وتقديم الرعاية الصحية للمصابين".
دعوات لتدخل الجنائية الدولية
وأثارت حملات سابقة لوزارة الداخلية الليبية انتقادات حقوقية بسبب ما اعتُبر استهدفا "عنيفا" للمهاجرين.
وفي حي شعبي بالعاصمة الليبية، قُتل شخص وجرح 15 آخرين، خلال أكتوبر الماضي، بعد عملية أمنية قالت السلطات إنها استهدفت "أحد أكبر أوكار الجريمة والفساد وتجارة المخدرات والذي تتخذ فيه عصابات الجريمة المنظمة من المهاجرين غير الشرعيين معقلا وملاذا".
وبعدها بأيام قليلة، فرّ نحو ألفي مهاجر جماعيا من مركز احتجاز وقتل ستة منهم برصاص حراس المركز، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.
ولاحقا، دعت منظمات حقوقية ليبية ودولية المحكمة الجنائية الدولية إلى التدخل من أجل التحقيق في "الاحتجاز التعسفي والتعذيب والقتل والاضطهاد والعنف الجنسي والاسترقاق"، الذي "اقترفته" تنظيمات مسلحة وميليشيات في هذا البلد المغاربي الغارق في الفوضى الأمنية.
وقال "المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان"، و"الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان" و"محامون من أجل العدالة في ليبيا"، بالتعاون مع "الضحايا الناجين" إنه تم "تقديم تقرير إلى المحكمة الجنائية الدولية بشأن الجرائم الجسيمة المرتكبة ضد المهاجرين واللاجئين في ليبيا والتي قد ترقى إلى مصاف الجرائم ضد الإنسانية".
وتشكل ليبيا نقطة عبور رئيسية لعشرات آلاف المهاجرين الآتين بغالبيتهم من أفريقيا جنوب الصحراء في سعيهم للوصول إلى أوروبا عبر السواحل الإيطالية التي تبعد نحو 300 كيلومتر عن الشواطئ الليبية.
المصدر: أصوات مغاربية