قالت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، السبت، إن "ملف الهجرة غير الشرعية يستنزف موارد البلاد أمنيا واقتصاديا"، مؤكدة أن "الملف يحتاج تعاونا دوليا جاداً من قبل المنظمات الإنسانية ودول الجوار للحد من هذه الظاهرة، وحماية حقوق المهاجرين إنسانيا وصحيا".
وأضافت الوزيرة، خلال زيارة لمركز إيواء المهاجرين بطرابلس، أن "حكومة الوحدة الوطنية تولي اهتماما خاصا بهذا الملف، وبما يكفل احترام حقوق الإنسان وحفظ كرامة جميع المهاجرين".
وقالت وزارة الخارجية الليبية، في بيان، إن الوزيرة ناقشت مع رئيس جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، حمد سـالـم الخوجة، "البرامج الآليات المتخذة للتخفيف من تدفق المهاجرين، وسبل رعاية الموجودين منهم بمراكز الإيواء ومراعاة أوضاعهم الإنسانية، مع ضمان احترام القوانين الدولية لحقوق الإنسان والقوانين الإنسانية وقانون اللاجئين".
انتقادات حقوقية
وتأتي زيارة المنقوش إلى مركز إيواء المهاجرين وسط انتقادات حقوقية لتعامل السلطات والميليشات في ليبيا مع اللاجئين والمهاجرين.
واعتقلت السلطات الليبية، الإثنين الماضي، أكثر من 600 مهاجر ولاجئ كانوا يعتصمون منذ أشهر أمام مكتب سابق للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في طرابلس، الذي أغلق في ديسمبر.
وانتقدت منظمة العفو الدولية (أمنيستي)، الأسبوع الماضي، ما وصفته بـ"الاستعمال غير القانوني للقوة" ضد المهاجرين في هذا البلد المغاربي، داعية إلى "إطلاق سراح المئات من طالبي اللجوء والمهاجرين" المعتقلين على عملية واسعة لاعتقال المهاجرين في طرابلس.
وأثارت حملات سابقة لوزارة الداخلية الليبية انتقادات حقوقية أشرها وقع في حي شعبي بالعاصمة الليبية عندما قُتل شخص وجرح 15 آخرين، في أكتوبر الماضي، إثر عملية أمنية قالت السلطات إنها استهدفت "أحد أكبر أوكار الجريمة والفساد وتجارة المخدرات والذي تتخذ فيه عصابات الجريمة المنظمة من المهاجرين غير الشرعيين معقلا وملاذا".
وقبل أسابيع، دعت منظمات حقوقية ليبية ودولية المحكمة الجنائية الدولية إلى التدخل من أجل التحقيق في "الاحتجاز التعسفي والتعذيب والقتل والاضطهاد والعنف الجنسي والاسترقاق"، الذي "اقترفته" تنظيمات مسلحة وميليشيات في ليبيا.
وتشكل ليبيا نقطة عبور رئيسية لعشرات آلاف المهاجرين الآتين بغالبيتهم من أفريقيا جنوب الصحراء في سعيهم للوصول إلى أوروبا عبر السواحل الإيطالية التي تبعد نحو 300 كيلومتر عن الشواطئ الليبية.
المصدر: أصوات مغاربية