أبدى المجلس الأعلى للدولة الليبي اعتراضه على إعادة فتح ملف لوكربي مجددا على خلفية ما يشاع في أوساط محلية حول اتخاذ جهات رسمية بعض الإجراءات في حق شخص من مدينة طرابلس يدعي أبو عجيلة مسعود، تتهمه واشنطن بالضلوع في هذه الجريمة.
وأشار المجلس الأعلى للدولة إلى أن القضية المذكورة "تمت تسويتها بشكل قانوني وسياسي مع الولايات المتحدة الأميركية قبل سنوات".
وأشارت أوساط محلية إلى أن المتهم الجديد في القضية، أبو عجيلة مسعود، اختفى ، مؤخرا، في ظروف غامضة، ما جعل بعض الأطراف تتساءل عن خلفيات الأمر وهل لذلك عرقة بقضية لوكربي.
وفي سنة 1988 سقطت طائرة أميركية في قرية لوكربي بإسكتلندا ما أدى إلى وفاة جميع ركابها، والمقدر عددهم بـ259 شخصا.
وقد اتهمت الولايات المتحدة الأميركية نظام الرئيس اللليبي السابق، معمر القذافي، بتدبير هذه الجريمة قبل أن تصدر حكما بالإدانة في حق مواطن ليبي يدعى عبد الباسط المقرحي في سنة 2001، لتعرف القضية منعرجا آخر في سنة 2008 لما قبلت الحكومة الليبية التسوية المالية لهذا الملف من خلال دفع أموال طائلة لأهالي ضحايا الحادث.
وحسب بيان المجلس الأعلى الليبي، فإنه "لا توجد أي مبررات سياسية أو قانونية لإعادة فتح حادثة لوكربي"، مطالبا من الجهات الأمنية ذات الاختصاص بـ"توضيح حالة اختفاء المواطن أبو عجيلة مسعود في هذه الظروف الغامضة".
ويخشى سياسيون وحقوقيون في ليبيا أن يتسبب قرار إعادة فتح ملف حادثة لوكربي في التزامات مالية جديدة تجاه القضاء الأميركي.
وفي الصدد، قال مستشار الأمن القومي في ليبيا إبراهيم بوشناف "لو أثيرت قضية لوكربي من جديد وأصبحت موضوعا لتحقيق جنائي فستُدخل ليبيا في عقود من الاستباحة".
وأضاف في تصريحات إعلامية "يجب على الوطنيين والكيانات السياسية الاصطفاف لمنع ذلك بعيدا عن الصراع السياسي".
من يكون المتهم الجديد؟
وعادت قضية لوكربي إلى واجهة الأحداث السياسية والقانونية في ليبيا على خلفية قضية أحد الرجال الأمنيين السابقين، ويتعلق الأمر بالمواطن أوعجلية مسعود، المختفي هذه الأيام بطريقة محيرة وغريبة، وفق ما ذكرته وسائل إعلام محلية.
وأشارت مصادر محلية إلى أن أبو عجلية كان يشغل رتبة ضابط في جهاز الأمن الخارجي على عهد الرئيس السابق معمر قذافي، ولم يذكر اسمه في التحقيقات الخاصة بقضية لوكربي إلا في السنوات الأخيرة بعدما أشارت تقارير أميركية إلى مسؤوليته عن صناعة القنبلة المستخدمة في إسقاط الطائرة.
وتحولت قضية أبو عجلية إلى موضوع للتراشق السياسي بين معسكر الشرق والغرب، خاصة بعدما أعربت حكومة طرابلس عن استعداداتها لتسليمه إلى الولايات المتحدة الأميركية.
وقالت وزيرة الخارجية الليبية في حكومة الوحدة الوطنية، نجلاء المنقوش، في تصريحات إعلامية أدلت بها مؤخرا، إن بلادها "يمكن أن تعمل مع الولايات المتحدة على تسليم رجل مطلوب في تفجير لوكربي عام 1988".
وأضافت المنقوش أن "النتائج الإيجابية قادمة في قضية أبو عجيلة محمد مسعود"، مشيرة إلى أن الحكومة الليبية "تتفهم ألم وحزن أسر الضحايا"، كما أكدت ليبيا والولايات المتحدة بخصوص قضية لوكربي التي تشهد تقدما".
وقد أثارت تلك التصريحات جدلا كبيرا في الساح السياسية بليبيا، خاصة بالنسبة للأجسام التي ترفض الاعتراف بحكومة عبد الحميد الدبيبة.
المصدر: أصوات مغاربية / وسائل إعلام محلية