ليبيا

اتهامات لمنظمة إيطالية بالسعي لتوطين مهاجرين أفارقة بجنوب ليبيا

13 مايو 2023

 يدور جدل في ليبيا منذ فترة حول إعلان منظمة إيطالية عزمها تأسيس مركز تدريب في مدينة سبها (جنوب البلاد)، وسط رفض مسؤولين في الدولة وعمداء البلديات ومؤسسات المجتمع المدني لنشاط المنظمة المتهمة بمحاولة "توطين" المهاجرين غير النظاميين هناك.

وتشير المنظمة التي تحمل اسم "آرا باتشي" إلى أن الغرض من مشروعها "مركز الصحراء للسلام للتنمية المجتمعية" هو تدريب المجتمعات المحلية والمهاجرين في مجال الزراعة، وتطوير الزراعة بمناطق جنوبية بينها سبها ومرزق ووادي الآجال.

اتهامات بتوطين مهاجرين

وتعود بداية  الضجة حول المشروع إلى تاريخ الإعلان عنه، في أبريل الماضي، بعد تقارير حول قيام عدد من عمداء بلديات الجنوب الليبي بزيارة إلى مدينة باري الإيطالية والاجتماع مع منظمة "آرا باتشي" الإيطالية للتنسيق حول المشروع.

واتهمت أطراف ليبية من بينهم أعضاء في مجلس النواب الليبي وحكومة فتحي باشاغا (شرق) ومجلس الأمن القومي الليبي المنظمة بمحاولة "توطين مهاجرين" أفارقة في جنوب ليبيا تحت ستار إقامة مشروع زراعي هناك.

وقال عميد بلدية سبها، علي بلحاج، إنه حضر اجتماع باري مع عمداء بلديات أخرى من الجنوب الليبي، بهدف التنسيق بخصوص إقامة مشروع زراعي لكنهم "فوجئوا" بعرض مشروع آخر "لتدريب المهاجرين وإنشاء مركز ثقافي بالمدينة". 

وأضاف بلحاج في تصريحات لوسائل إعلام ليبية، أنهم جميعاً رفضوا التوقيع على المشروع المعروض خلال الاجتماع الذي حضره أيضاً ممثلون عن وزارة الحكم المحلي والزراعة، بحسب بلحاج.

 من جانبه ذكر مندوب ليبيا السابق في الأمم المتحدة، إبراهيم الدباشي، أن "منظمة ارا باتشي مجرد ذراع تنفيذية ومشروعها في الجنوب ممول من قبل صندوق الهجرة الإيطالي عبر دائرة المهاجرين وسياسات الهجرة التابعة لوزارة الخارجية الإيطالية".

واستنكر الدباشي، في تصريحات صحفية، دعوة ليبيين للخارج "باعتبارهم ممثلين مناطق أو قبائل أو مكونات اجتماعية ثم يتم اتخاذ قرارات دون وجود تفويض رسمي من الدولة بذلك".

اعترافات "متورطين"

ونشر جهاز الأمن الداخلي الليبي مساء الجمعة مقاطع فيديو لأشخاص قال إنهم متعاونون مع منظمة "آرا باتشي".

وذكر الجهاز،  في بيان، أن لديه "معلومات مؤكدة تدل عن أن المنظمة الايطالية  "تسعى هي ومن خلفها للقيام بمشروع في الجنوب الليبي ظاهُره زراعي وغايته توطين المهاجرين الغير شرعيين من خلال دمجهم وتوفير فُرص عمل لهم بتلك المشاريع".

وتابع البيان أنه "حيث أن رئيسة المنظمة لديها علاقة قوية داخل ليبيا تم منحها الضوء الأخضر لتنفيذ مشروعها الضبابي حتى يكون الخط الأول لمنع تدفق المهاجرين إلى أوروبا".

وتعرف المنظمة بنفسها بأنها هيئة غير حكومية تعمل في مناطق الصراعات "من خلال الجمع بين الخبرة الدولية والحكمة المحلية لتصور وتنفيذ مبادرات فريدة من نوعها تشجع وتعزز التعافي والمصالحة قبل وأثناء وبعد النزاع".

 ومن بين الاتفاقيات التي يسرتها مديرة ومؤسسة المنظمة، ماريا نيكوليتا جايدة، اتفاقيتا مصالحة بين قبائل التبو  و أولاد سليمان عامي 2017 و 2018 ، و "إعلان التبو وأهالي مرزق للنوايا الحسنة" في 2019، واتفاقية إنشاء "مجلس فزان" لعام 2020 ، واتفاقية التعايش والوئام الاجتماعي لعام 2021 لفزان ، وشمال مالي، بحسب موقع المنطمة على الإنترنت. 

المصدر: أصوات معاربية/موقع منظمة "آرا باتشي"

مواضيع ذات صلة

جانب من مظاهرة في ليبيا للمطالبة بتنظيم الانتخابات
يطالب الليبيون الأطراف السياسية بإتمام الإطار الدستوري وإجراء الانتخابات للخروج من الأزمة

وجهت 50 شخصية ليبية، الجمعة، رسالة للقائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستيفاني خوري، اقترحوا فيها تشكيل حكومة مصغرة لقيادة البلاد نحو تنظيم الانتخابات.

وجاء في الرسالة التي وُجهت أيضا لسفراء الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وروسيا والصين، أنه أن الأوان لوقف حالة الانقسام السياسي التي تمر به البلاد ولاستعادة ليبيا وحدتها.

وقال الموقعون على الرسالة، بينهم سياسيون ونشطاء حقوقيون، إن الانقسام المؤسساتي بين الحكومتين المتنافستين في الشرق والغرب لا يعدو أن يكون مجرد مرحلة ضمن مخطط طويل الأمن يستهدف، وفقهم، تقسيم ليبيا إلى مناطق متفرقة.

ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، تعاني ليبيا من انقسامات ونزاعات مسلحة وصراعات سياسية، تتنافس حاليا فيها حكومتان على السلطة: واحدة مقرها طرابلس (غرب) برئاسة عبد الحميد الدبيبة منذ مطلع عام 2021، وأخرى برئاسة أسامة حماد عينّها مجلس النواب في فبراير 2022 ويدعمها الرجل القوي في الشرق المشير خليفة حفتر.

واعتبرت الرسالة أن حالة الانقسام الذي تشهده البلاد "تسهم في تفشي الفساد، وضعف آليات الرقابة المالية والإدارية، وعدم تنفيذ أحكام القضاء الوطني. كما تؤدي إلى إبطاء جهود المصالحة الوطنية الشاملة، وترسيخ حكم المجموعات العائلية وبعض المنتفعين على حساب مستقبل الليبيين".

وطالبوا "بأن يتضمن قرار تمديد ولاية البعثة الأممية للدعم الخاص بليبيا نصا صريحا على تشكيل حكومة جديدة مصغرة، يكون هدفها الأساسي الإشراف على الانتخابات الوطنية التي تحتاجها بلادنا".

إلى جانب ذلك، دعا الموقعون على الرسالة الدول المعنية بالملف الليبي إلى لعب "دور إيجابي" حتى يتسنى لهذا البلد المغاربي تجاوز حالة الانقسام السياسي التي يعرفها منذ سنوات. 

مصغرة أم موحدة؟
وطرح مطلب تشكيل حكومة مصغرة في ليبيا لقيادة البلاد لتنظيم الانتخابات أكثر من مرة، ضمن المقترحات المقدمة لإنهاء الأزمة، لكنه قوبل بالرفض من لدن أطراف الصراع.

وكانت بدايات الحديث عن ضرورة تشكيل حكومة مصغرة جديدة للإشراف على الانتخابات قد بدأ منتصف سنة 2023، وذلك ضمن "خارطة طريق" أعلن عنها حينها مجلسا النواب والأعلى للدولة في سبيل الوصول إلى الاستحقاق الانتخابي المؤجل منذ ديسمبر 2021.

وتسعى البعثة الأممية في ليبيا في الأيام الأخيرة لإقناع الفرقاء الليبيين للجلوس من جديد إلى طاولة النقاش، سيما بعد النجاح الذي حققه مؤخرا في وضع حد لأزمة المصرف المركزي التي استمرت لأسابيع.

في المقابل، لم تتطرق خوري في الإحاطة التي قدمتها يوم 9 أكتوبر الجاري أمام مجلس الأمن لمقترح تشكيل حكومة مصغرة كحل لإنهاء الأزمة، بل اقترحت بدله تشكيل حكومة جديدة أو دمج الحكومتين المتنافستين.

وقالت خوري في حوار مع موقع "الأمم المتحدة" بعد تقديمها إحاطتها إنها ستركز في المرحلة المقبلة على تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين.

وتابعت "سنركز في خطواتنا المقبلة أكثر على الاستشارات كي نقرب وجهات النظر حول العملية السياسية حول أمور مثل +تشكيل+ حكومة موحدة جديدة، أو اندماج حكومتين مثلا. نسمع مثل هذه الأفكار من الأطراف الليبية".

المصدر: أصوات مغاربية