أعلنت الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب رفع حالة الطوارئ إلى الدرجات القصوى بالمنطقة الجنوبية، خاصةً بالمدن الواقعة قرب حدود ليبيا مع النيجر، في حين أطلقت القيادة العامة للجيش الوطني الليبي عملية عسكرية واسعة لتأمين الحدود الجنوبية.
وذكر بيان لقيادة الجيش الذي يقوده المشير خليفة حفتر وتتخذ من "الرجمة" قرب بنغازي مقراً لها، أن دول جنوب الصحراء تمر بمرحلة توترات سياسية وأمنية واسعة أدت إلى ضعف سيطرتها على حدودها البرية مما ساعد في تحرك خلايا الجماعات الارهابية والاجرامية بشكل واضح.
المحافظة على "مبدأ عدم التدخل"
وأشار البيان المنشور عبر حساب المتحدث باسم الجيش اللواء، أحمد المسماري، إلى أن الجيش "لن يسمح بان تكون البلاد منطلقًا لأي جماعات أو تشكيلات مسلحة تمثل تهديدا على دول الجوار، مؤكداً في الوقت ذاته على المحافظة على مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الصديقة الداخلية ومشاكلها السياسية.
"لضعف قدرة دول جوار #ليبيا في الجنوب وتحرك خلايا من الجماعات الإرهابية والإجرامية بشكل واضح".. الناطق باسم قائد "القيادة العامة" أحمد المسماري، يؤكد إطلاق عملية عسكرية واسعة ودقيقة ومحددة الأهداف في النطاق الحدودي الجنوبي، مؤكدا أنها لن تتوقف حتى تحقيق اهدافها. pic.twitter.com/0flpdWI613
— فواصل (@fawaselmedia) August 25, 2023
وتشهد الدول المجاورة للنيجر، وبينها ليبيا، حالة ترقب أمام التطورات الأمنية والسياسية المتسارعة منذ الانقلاب على الرئيس المنتخب، محمد بازوم، قبل نحو شهر، قد تتطور إلى صراع مسلح في هذا البلد الإفريقي.
وكان آخر التطورات إعلان النظام العسكري في نيامي، أنه أجاز لجيشي الجارتين بوركينا فاسو ومالي التدخّل في النيجر "في حال تعرّضت لعدوان".
وسبق لهذين البلدين أن وجها تحذيراً لدول مجموعة غرب أفريقيا (إكواس) من أن أي تدخل عسكري في النيجر سيكون بمثابة "إعلان حرب"، وهو ما كرّرتاه، الخميس، خلال زيارة وزيري خارجيتهما لنيامي.
تنسيق أمني عسكري في ليبيا
والجمعة أعلنت وزارة الداخلية بالحكومة المكلفة برلمانيا أن إعلانها حالة الطوارئ القصوى في المنطقة الجنوبية، يأتي في ظل الأحداث المتسارعة التي تشهدها الدول المطلة على طول امتداد الحدود الجنوبية للدولة الليبية.
وأكدت الوزارة في بيانها أنها قدمت دعماً إضافياً إلى جميع مديريات الأمن في المنطقة الجنوبية؛ بُغية ضمان سير عملها بالشكل المناسب، بالإضافة إلى دعم جاهزيتها في حالة حدوث تصعيد في دولة النيجر.
عصام بوزريبة وزير الداخلية بحكومة حماد الموازية يعلن في بيان، رفع حالة الطوارئ والاستعدادات إلى الدرجات القصوى في المنطقة الجنوبية قرب حدود #النيجر.
— ليبيا برس (@libyapress2010) August 24, 2023
البيان: قدمنا دعمًا إضافياً إلى جميع مديريات الأمن في الجنوب لجعلها جاهزة في حالة حدوث تصعيد في دولة النيجر. #ليبيا pic.twitter.com/wfVg6x7WbW
وأشارت إلى أنها تعمل بالتنسيق مع القوات المسلحة لمنع استغلال تردي الوضع الأمني في البلد الإفريقي الجار "من قبل المنظمات الإرهابية والتشكيلات الموالية لها من القيام بأي نشاط خارج عن القانون أو أي عمل يهدد سلامة الوطن والمواطن".
وفي مؤشر على وجود تنسيق بين سلطات شرق وغرب ليبيا، قال وزير الداخلية المكلف بحكومة الوحدة الوطنية بطرابلس، عماد الطرابلسي، في تصريحات صحفية قبل أيام، إن حدود ليبيا مع كل من النيجر وتشاد و السودان "مؤمنة من قبل القوات المسلحة بالقيادة العامة".
🔵 #عماد_الطرابلسي: #القيادة_العامة موجودة على #الحدود_الجنوبية ولا مشكلة مع الجيش لأن ذلك أمر وطني لاتختص به حكومة بعينها بل يهم الليبيين pic.twitter.com/44KpsJH4uN
— تلفزيون المسار (@almasartvlibya) August 21, 2023
وأشار الطرابلسي إلى أن تأمين الحدود الجنوبية للبلاد مسألة "أمن وطني" ولا مشكلة بين الأجهزة الأمنية والعسكرية في الشرق والغرب حولها، مطالباً المجتمع الدولي بتقديم الدعم اللوجستي لوزارة الداخلية و"القيادة العامة" لتأمين تلك المناطق.
ويتمثل موقف ليبيا الرسمي، المعلن من قبل المجلس الرئاسي، في "دعم الشرعية في النيجر، والوقوف مع إرادة الشعب الذي احتكم إلى صناديق الاقتراع"، مشددا على أن "سلامة شخص الرئيس النيجري محمد بازوم وأمن النيجر وضمان استقراره عبر إرساء الشرعية والعملية الديمقراطية يعد من أمن ليبيا والمنطقة".
المصدر: أصوات مغاربية / وسائل إعلام محلية