طلاب ليبيون
طلاب ليبيون

أعلنت حكومة الوحدة الوطنية  في ليبيا عن توقيف إيفاد 852 طالبا إلى الخارج من أجل استكمال مشوارهم الدراسي وذلك في خضم التحقيقات الجارية بشأن شبهات فساد في طرق توزيع منح الدراسة في الخارج.

وقالت الحكومة التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، في بيان الثلاثاء، إن القرار "أعقب نتائج تحقيقات مكتب النائب العام، المحالة بتاريخ 28 من أغسطس الجاري، واللجنة المشكلة من رئيس الوزراء بشأن مراجعة قوائم الربع الثاني للطلبة الموفدين بالخارج"، كما صدرت تعليمة موجهة لوزارتي التعليم العالي والمالية بتنفيذ القرار.

رئيس الوزراء #عبدالحميد_الدبيبة يصدر قراره بإيقاف عدد من الطلبة الموفدين للدراسة بالخارج وفق نتائج تحقيقات مكتب النائب...

Posted by ‎Government of National Unity حكومة الوحدة الوطنية‎ on Tuesday, August 29, 2023

وأثار القرار الحكومي الجديد جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة وأنه يتزامن مع سلسلة من التحقيقات التي تقوم بها الجهات القضائية في قطاع التعليم العالي من أجل التدقيق في ملفات تتعلق بتسيير منح الدراسة في الخارج.

وكانت النيابة العامة قد أصدرت أوامر بإيداع مسؤولي شؤون الموفدين في وزارة التعليم والبحث العلمي الحبس على خلفيات "تجاوزات كبيرة تم اكتشافها أثناء معالجة ملفات الطلبة المترشحين للدراسة في الخارج".

وقال بيان صادر عن النيابة العامة، الثلاثاء، "اضطلعت سلطة التحقيق بمسؤولية فحص النشاط الإداري والمالي الُمسنَد إلى مسؤولي ملف الإيفاد للدراسة في جمهورية تركيا، فتولى المحقق مهمة الانتقال إلى مقر الملحقية الأكاديمية وراجع 2276 ملف موفد  للدراسة؛ فكشف عن إساءة سلطة إدارة ملف الإيفاد في 757 حالة صاحبتها مخالفة قواعد الاستحقاق".

النيابة العامة تأمر بحبس مسؤولي شؤون الموفدين في وزارة التعليم والبحث العلمي. إِلحاقاً بتدابيرها إزاء واقعات تجاوز...

Posted by ‎مكتب النائب العام - دولة ليبيا Attorney General Office - State of Libya‎ on Tuesday, August 29, 2023

وعثرت الهيئة القضائية على مجموعة التجاوزات في ملفات الطلبة المترشحين إلى استكمال دراستهم في الخارج، من بينها "التواني عن الانخراط في الدراسة أو الإحجام عن الاستمرار فيها دون مسوغ، استنفاد المدة المستحقة لنيل الدرجة العلمية ومخالفة ضابط عمر الموفد للدراسة، وكسب أبناء بعض الموفدين للعمل في الخارج لمنح مالية رغم استفادتهم من نفقة التعليم المقررة في نظام العمل السياسي والقنصلي والإخلال بحق الأولوية في الحصول على المنافع".

ولاحظت النيابة العامة في تقريرها التي أعدته بعد التحقيقات في ملف الطلبة المترشحين للدراسة في الخارج  "تجاوز مبدأ المساواة بين المواطنين".

استفادة أقارب مسؤولين

وسرب ناشطون، مؤخرا، قوائم للمنح الدراسية بدولة تركيا، والتي ضمت نحو 1800 طالب ليبي تعود أسماء البعض منهم لأبناء وأقارب مسؤولين حاليين، من بينهم وزير التعليم العالي عمران القيب ورئيس ديوان المحاسبة خالد شكشك.

فور ذلك، أصدرت النيابة العامة بيانا أكدت فيه أن مصالجها "تتقصى في تجاوز مبدأ المساواة بين المواطنين والإخلال بحقّ الأولوية في الحصول على المنافع، حيث نظرت النيابة في البلاغات المتعلقة بالتفويضات المالية بمبلغ يتخطى 14 مليون يورو لصالح 1895 طالبا موفداً للدراسة في جمهورية تركيا.

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

جانب من مظاهرة في ليبيا للمطالبة بتنظيم الانتخابات
يطالب الليبيون الأطراف السياسية بإتمام الإطار الدستوري وإجراء الانتخابات للخروج من الأزمة

وجهت 50 شخصية ليبية، الجمعة، رسالة للقائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستيفاني خوري، اقترحوا فيها تشكيل حكومة مصغرة لقيادة البلاد نحو تنظيم الانتخابات.

وجاء في الرسالة التي وُجهت أيضا لسفراء الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وروسيا والصين، أنه أن الأوان لوقف حالة الانقسام السياسي التي تمر به البلاد ولاستعادة ليبيا وحدتها.

وقال الموقعون على الرسالة، بينهم سياسيون ونشطاء حقوقيون، إن الانقسام المؤسساتي بين الحكومتين المتنافستين في الشرق والغرب لا يعدو أن يكون مجرد مرحلة ضمن مخطط طويل الأمن يستهدف، وفقهم، تقسيم ليبيا إلى مناطق متفرقة.

ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، تعاني ليبيا من انقسامات ونزاعات مسلحة وصراعات سياسية، تتنافس حاليا فيها حكومتان على السلطة: واحدة مقرها طرابلس (غرب) برئاسة عبد الحميد الدبيبة منذ مطلع عام 2021، وأخرى برئاسة أسامة حماد عينّها مجلس النواب في فبراير 2022 ويدعمها الرجل القوي في الشرق المشير خليفة حفتر.

واعتبرت الرسالة أن حالة الانقسام الذي تشهده البلاد "تسهم في تفشي الفساد، وضعف آليات الرقابة المالية والإدارية، وعدم تنفيذ أحكام القضاء الوطني. كما تؤدي إلى إبطاء جهود المصالحة الوطنية الشاملة، وترسيخ حكم المجموعات العائلية وبعض المنتفعين على حساب مستقبل الليبيين".

وطالبوا "بأن يتضمن قرار تمديد ولاية البعثة الأممية للدعم الخاص بليبيا نصا صريحا على تشكيل حكومة جديدة مصغرة، يكون هدفها الأساسي الإشراف على الانتخابات الوطنية التي تحتاجها بلادنا".

إلى جانب ذلك، دعا الموقعون على الرسالة الدول المعنية بالملف الليبي إلى لعب "دور إيجابي" حتى يتسنى لهذا البلد المغاربي تجاوز حالة الانقسام السياسي التي يعرفها منذ سنوات. 

مصغرة أم موحدة؟
وطرح مطلب تشكيل حكومة مصغرة في ليبيا لقيادة البلاد لتنظيم الانتخابات أكثر من مرة، ضمن المقترحات المقدمة لإنهاء الأزمة، لكنه قوبل بالرفض من لدن أطراف الصراع.

وكانت بدايات الحديث عن ضرورة تشكيل حكومة مصغرة جديدة للإشراف على الانتخابات قد بدأ منتصف سنة 2023، وذلك ضمن "خارطة طريق" أعلن عنها حينها مجلسا النواب والأعلى للدولة في سبيل الوصول إلى الاستحقاق الانتخابي المؤجل منذ ديسمبر 2021.

وتسعى البعثة الأممية في ليبيا في الأيام الأخيرة لإقناع الفرقاء الليبيين للجلوس من جديد إلى طاولة النقاش، سيما بعد النجاح الذي حققه مؤخرا في وضع حد لأزمة المصرف المركزي التي استمرت لأسابيع.

في المقابل، لم تتطرق خوري في الإحاطة التي قدمتها يوم 9 أكتوبر الجاري أمام مجلس الأمن لمقترح تشكيل حكومة مصغرة كحل لإنهاء الأزمة، بل اقترحت بدله تشكيل حكومة جديدة أو دمج الحكومتين المتنافستين.

وقالت خوري في حوار مع موقع "الأمم المتحدة" بعد تقديمها إحاطتها إنها ستركز في المرحلة المقبلة على تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين.

وتابعت "سنركز في خطواتنا المقبلة أكثر على الاستشارات كي نقرب وجهات النظر حول العملية السياسية حول أمور مثل +تشكيل+ حكومة موحدة جديدة، أو اندماج حكومتين مثلا. نسمع مثل هذه الأفكار من الأطراف الليبية".

المصدر: أصوات مغاربية