أعلنت حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا عن توقيف إيفاد 852 طالبا إلى الخارج من أجل استكمال مشوارهم الدراسي وذلك في خضم التحقيقات الجارية بشأن شبهات فساد في طرق توزيع منح الدراسة في الخارج.
وقالت الحكومة التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، في بيان الثلاثاء، إن القرار "أعقب نتائج تحقيقات مكتب النائب العام، المحالة بتاريخ 28 من أغسطس الجاري، واللجنة المشكلة من رئيس الوزراء بشأن مراجعة قوائم الربع الثاني للطلبة الموفدين بالخارج"، كما صدرت تعليمة موجهة لوزارتي التعليم العالي والمالية بتنفيذ القرار.
وأثار القرار الحكومي الجديد جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة وأنه يتزامن مع سلسلة من التحقيقات التي تقوم بها الجهات القضائية في قطاع التعليم العالي من أجل التدقيق في ملفات تتعلق بتسيير منح الدراسة في الخارج.
وكانت النيابة العامة قد أصدرت أوامر بإيداع مسؤولي شؤون الموفدين في وزارة التعليم والبحث العلمي الحبس على خلفيات "تجاوزات كبيرة تم اكتشافها أثناء معالجة ملفات الطلبة المترشحين للدراسة في الخارج".
وقال بيان صادر عن النيابة العامة، الثلاثاء، "اضطلعت سلطة التحقيق بمسؤولية فحص النشاط الإداري والمالي الُمسنَد إلى مسؤولي ملف الإيفاد للدراسة في جمهورية تركيا، فتولى المحقق مهمة الانتقال إلى مقر الملحقية الأكاديمية وراجع 2276 ملف موفد للدراسة؛ فكشف عن إساءة سلطة إدارة ملف الإيفاد في 757 حالة صاحبتها مخالفة قواعد الاستحقاق".
وعثرت الهيئة القضائية على مجموعة التجاوزات في ملفات الطلبة المترشحين إلى استكمال دراستهم في الخارج، من بينها "التواني عن الانخراط في الدراسة أو الإحجام عن الاستمرار فيها دون مسوغ، استنفاد المدة المستحقة لنيل الدرجة العلمية ومخالفة ضابط عمر الموفد للدراسة، وكسب أبناء بعض الموفدين للعمل في الخارج لمنح مالية رغم استفادتهم من نفقة التعليم المقررة في نظام العمل السياسي والقنصلي والإخلال بحق الأولوية في الحصول على المنافع".
ولاحظت النيابة العامة في تقريرها التي أعدته بعد التحقيقات في ملف الطلبة المترشحين للدراسة في الخارج "تجاوز مبدأ المساواة بين المواطنين".
استفادة أقارب مسؤولين
وسرب ناشطون، مؤخرا، قوائم للمنح الدراسية بدولة تركيا، والتي ضمت نحو 1800 طالب ليبي تعود أسماء البعض منهم لأبناء وأقارب مسؤولين حاليين، من بينهم وزير التعليم العالي عمران القيب ورئيس ديوان المحاسبة خالد شكشك.
فور ذلك، أصدرت النيابة العامة بيانا أكدت فيه أن مصالجها "تتقصى في تجاوز مبدأ المساواة بين المواطنين والإخلال بحقّ الأولوية في الحصول على المنافع، حيث نظرت النيابة في البلاغات المتعلقة بالتفويضات المالية بمبلغ يتخطى 14 مليون يورو لصالح 1895 طالبا موفداً للدراسة في جمهورية تركيا.
المصدر: أصوات مغاربية