قوات أمنية في طرابلس
انتشار أمني كثيف على مداخل طرابلس وعلى الطرقات والميادين المؤدية إلى ميدان الشهداء وسط طرابلس

شهدت العاصمة الليبية طرابلس انتشارا أمنيا مكثفا، أمس الجمعة، خاصة في مداخلها والطرقات والتقاطعات المؤدية إلى "ميدان الشهداء"، وسط استمرار حالة توتر  عقب خروج مظاهرات منددة بلقاء وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش بنظيرها الإسرائيلي، إيلي كوهين قبل نحو أسبوعين.

وأوضحت "مديرية أمن طرابلس" عبر صفحتها على فيسبوك، أن هذه التحركات تأتي "تنفيذاً للخطة الأمنية المعدة من قبل المديرية بشأن المحافظة على الاستقرار وتأمين الممتلكات العامة والخاصة داخل العاصمة"، دون الإشارة إلى الاحتجاجات التي شهدتها العاصمة.

الاستعداد لمظاهرات جديدة

لكن مصادر في طرابلس رجحت أن تكون الاستعدادات الأمنية الحالية تحسباً لتجدد الاحتجاجات، خاصة أن وزارة الداخلية عبرت عن الخشية من احتمالات "استغلال" الاحتجاجات من قبل توجهات سياسية أخرى ومنها أنصار النظام السابق "لإحداث بلبلة وعمليات تخريب"، بالتزامن مع فاتح سبتمبر الذي يحتفل به أنصار القذافي.

ورغم التحشيدات الأمنية الكبيرة، ذكرت وسائل إعلام ليبية أن مظاهرات جديدة خرجت الجمعة في العاصمة طرابلس ومدن أخرى بينها مصراتة والزاوية في غرب البلاد للتنديد بلقاء المنقوش مع نظيرها الإسرائيلي في العاصمة الإيطالية روما.

وتتمركز وحدات مسلحة لقوة الشرطة مجهزة بسيارات عادية وأخرى رباعية الدفع، ووحدات من جهاز "دعم الاستقرار" وجهاز  "الردع" ووحدات عسكرية مجهزة بسيارات رباعية الدفع وسيارت مدرعة عليها مدافع رشاشة مضادة للطائرات، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الليبية مساء الجمعة.

وقبل يومين تناقلت مواقع إخبارية ليبية تسريبات مسجلة نسبتها إلى وزير الداخلية عماد الطرابلسي، أشار خلالها إلى أن الانتشار الأمني الحالي لم تشهد له العاصمة طرابلس مثيلاً منذ عام 2011.

سنقطع أسباب الفتن

 وفي خطاب ألقاه اليوم السبت، أكد رئيس حكومة الوحدة، عبد الحميد الدبيبة، أن عهد الحروب قد ولى ولن يعود، مؤكدا أن حكومته ستقطع "أسباب الفتن" وستقف بالمرصاد "أمام من يزرع الفتن ويزعزع أمن المواطن والوطن، وسنقاتل المتربصين بإنشاء مشاريع التنمية والتطوير."

وقال الدبيبة في حفل تخريج الدفعة التاسعة لـ"قوة مكافحة الإرهاب"بمدينة مصراتة (200 كم شرق طرابلس)، إنه  لن يدخر جهدا في دعم المؤسسة العسكرية" لتكون رائدة مبنية على العلم والتدريب والإعداد المتطور لأداء واجباتها في مكافحة الإرهاب، وحماية الوطن والمواطن".

وكان الدبيبة دعا إلى الهدوء قبل يومين، مؤكداً عدم علمه باللقاء الذي جمع وزيرة خارجيته بنظيرها الإسرائيلي في روما، وتعهد في أول تعليق له عقب انتشار خبر اللقاء بكشف تفاصيله بعد إجراء التحقيقات.

وتشكك أطراف سياسية ليبيا ومدونون عبر مواقع التواصل الاجتماعي في رواية الحكومة حول ملابسات نجلاء المنقوش، بنظيرها الإسرائيلي، إيلي كوهين دون علم أو تنسيق على أعلى المستويات من الجانبين.

وطالب مجلس النواب الليبي في وقت سابق النيابة العامة بفتح تحقيق في واقعة اللقاء ومعاقبة "كل من ثبت ضلوعه في عقده"، مؤكداً في نفس الوقت، على ضرورة تشكيل حكومة جديدة "مصغرة" تتولى الإشراف على مسار الانتخابات بدل حكومة الدبيبة. 

وكانت العاصمة طرابلس ومدن أخرى شهدت الأيام الماضية خروج مظاهرات منددة بالتطبيع ومطالبة بإسقاط حكومة عبدالحميد الدبيبة، و تخللتها عمليات حرق للإطارات في الشوارع و مواجهات طفيفة مع قوات الأمن.  .   

المصدر: أصوات مغاربية / إعلام محلي

مواضيع ذات صلة

جانب من مظاهرة في ليبيا للمطالبة بتنظيم الانتخابات
يطالب الليبيون الأطراف السياسية بإتمام الإطار الدستوري وإجراء الانتخابات للخروج من الأزمة

وجهت 50 شخصية ليبية، الجمعة، رسالة للقائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستيفاني خوري، اقترحوا فيها تشكيل حكومة مصغرة لقيادة البلاد نحو تنظيم الانتخابات.

وجاء في الرسالة التي وُجهت أيضا لسفراء الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وروسيا والصين، أنه أن الأوان لوقف حالة الانقسام السياسي التي تمر به البلاد ولاستعادة ليبيا وحدتها.

وقال الموقعون على الرسالة، بينهم سياسيون ونشطاء حقوقيون، إن الانقسام المؤسساتي بين الحكومتين المتنافستين في الشرق والغرب لا يعدو أن يكون مجرد مرحلة ضمن مخطط طويل الأمن يستهدف، وفقهم، تقسيم ليبيا إلى مناطق متفرقة.

ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، تعاني ليبيا من انقسامات ونزاعات مسلحة وصراعات سياسية، تتنافس حاليا فيها حكومتان على السلطة: واحدة مقرها طرابلس (غرب) برئاسة عبد الحميد الدبيبة منذ مطلع عام 2021، وأخرى برئاسة أسامة حماد عينّها مجلس النواب في فبراير 2022 ويدعمها الرجل القوي في الشرق المشير خليفة حفتر.

واعتبرت الرسالة أن حالة الانقسام الذي تشهده البلاد "تسهم في تفشي الفساد، وضعف آليات الرقابة المالية والإدارية، وعدم تنفيذ أحكام القضاء الوطني. كما تؤدي إلى إبطاء جهود المصالحة الوطنية الشاملة، وترسيخ حكم المجموعات العائلية وبعض المنتفعين على حساب مستقبل الليبيين".

وطالبوا "بأن يتضمن قرار تمديد ولاية البعثة الأممية للدعم الخاص بليبيا نصا صريحا على تشكيل حكومة جديدة مصغرة، يكون هدفها الأساسي الإشراف على الانتخابات الوطنية التي تحتاجها بلادنا".

إلى جانب ذلك، دعا الموقعون على الرسالة الدول المعنية بالملف الليبي إلى لعب "دور إيجابي" حتى يتسنى لهذا البلد المغاربي تجاوز حالة الانقسام السياسي التي يعرفها منذ سنوات. 

مصغرة أم موحدة؟
وطرح مطلب تشكيل حكومة مصغرة في ليبيا لقيادة البلاد لتنظيم الانتخابات أكثر من مرة، ضمن المقترحات المقدمة لإنهاء الأزمة، لكنه قوبل بالرفض من لدن أطراف الصراع.

وكانت بدايات الحديث عن ضرورة تشكيل حكومة مصغرة جديدة للإشراف على الانتخابات قد بدأ منتصف سنة 2023، وذلك ضمن "خارطة طريق" أعلن عنها حينها مجلسا النواب والأعلى للدولة في سبيل الوصول إلى الاستحقاق الانتخابي المؤجل منذ ديسمبر 2021.

وتسعى البعثة الأممية في ليبيا في الأيام الأخيرة لإقناع الفرقاء الليبيين للجلوس من جديد إلى طاولة النقاش، سيما بعد النجاح الذي حققه مؤخرا في وضع حد لأزمة المصرف المركزي التي استمرت لأسابيع.

في المقابل، لم تتطرق خوري في الإحاطة التي قدمتها يوم 9 أكتوبر الجاري أمام مجلس الأمن لمقترح تشكيل حكومة مصغرة كحل لإنهاء الأزمة، بل اقترحت بدله تشكيل حكومة جديدة أو دمج الحكومتين المتنافستين.

وقالت خوري في حوار مع موقع "الأمم المتحدة" بعد تقديمها إحاطتها إنها ستركز في المرحلة المقبلة على تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين.

وتابعت "سنركز في خطواتنا المقبلة أكثر على الاستشارات كي نقرب وجهات النظر حول العملية السياسية حول أمور مثل +تشكيل+ حكومة موحدة جديدة، أو اندماج حكومتين مثلا. نسمع مثل هذه الأفكار من الأطراف الليبية".

المصدر: أصوات مغاربية