كثّف المبعوث الأممي إلى ليبيا، عبد الله باتيلي، مؤخرا، لقاءاته مع أطراف الأزمة الليبية بهدف الدفع بالعملية الانتخابية والبحث عن سبل جديدة للتسوية السياسية في هذا البلد المغاربي الذي يشهد صراعات سياسية وأزمة أمنية منذ 2011.
في السياق، كشف باتيلي عن عدة اجتماعات عقدها، أمس الأحد، مع كل من رئيس المجلس الأعلى للدولة، محمد تكالة، ورئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، عماد السايح، بالإضافة إلى لقاء ثالث مع أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة (5+5).
وقال باتيلي عبر حسابه في تويتر إنه اتفق مع هذه الأطراف على "ضرورة استكمال الإطار القانوني للانتخابات، مع الأخذ في عين الاعتبار الملاحظات المقدمة من قبل الأطراف الرئيسية لجعل القوانين الانتخابية قابلة للتنفيذ"، مشددا على "وجوب شروع الأطراف الرئيسية في حوار بناء للتوصل إلى اتفاق سياسي بشأن القضايا الخلافية المتعلقة بهذه العملية".
كما ناقش الملفات الأمنية الراهنة، خاصة الأحداث الأخيرة التي شهدتها العاصمة طرابلس وخلفت عدة قتلى وجرحى.
وقبل يومين، تقابل مسؤول البعثة الأممية في ليبيا مع رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، لذات الغرض كذلك.
في انتظار الانتخابات
وجاءت تحركات عبد الله باتيلي بعد ظهور خلافات جوهرية بينه وبين بعض أطراف الأزمة الليبية بخصوص ضوابط وشرط تنظيم العملية الانتخابية، خاصة مع مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة.
وفي شهر يونيو الماضي وقع الأعضاء في لجنة 6+6 على القوانين الخاصة بتنظيم الانتخابات في اجتماع عقد بالمغرب، إلا أن جهات أخرى أبدت تحفظات بشأن ذلك على خلفية "عدم اقتناعها" بما ورد في هذه الأرضية الجديدة، أو الطريقة االتي جرت بها، رغم أن التعديل الدستوري رقم 13 يعتبر عمل اللجنة 6+6 "نهائيا وملزما.
وكان رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا أحد أهم الأطراف المتحفظة على مضمون ما جاء في أرضية القوانين المجهزة من طرف اللجنة 6+6، حيث أكد أن "عملها يبقى غير كاف لتنظيم انتخابات ناجحة".
وفي حوار أجراه مع موقع الأمم المتحدة الإلكتروني، مؤخرا، أشار باتيلي إلى أن "ليبيا لم تعد تحتمل تشكيل حكومة مؤقتة أخرى، بل هي في حاجة إلى حكومة موحدة تهيئ الظروف لبيئة مواتية لإجراء الانتخابات. كما اكد "التزامه بالعمل مع جميع الليبيين لإعادة السلام والاستقرار للبلاد، وهو ما سيعم أيضا على المنطقة بأسرها".
وأضاف باتيلي بأن "الوقت قد حان الآن لإنهاء هذا الفصل من الانقسام والصراع حتى يحصل الشعب الليبي على الاستقرار والسلام الذي هو في أمس الحاجة إليه"، مشيرا إلى أن ليبيا لديها ما يكفي من الموارد كي تتمتع بالازدهار".
المصدر: أصوات مغاربية