مصابون بتسمم غذائي في ليبيا يتلقون الإسعافات بعد تناولهم وجبات سريعة في مطعم (أرشيف)
مصابون بتسمم غذائي في ليبيا يتلقون الإسعافات بعد تناولهم وجبات سريعة في مطعم (أرشيف)

كشفت وزارة الصحة بحكومة الوحدة الليبية أمس الثلاثاء عن أسباب حالة التسمم الجماعية التي شهدتها البلاد مقبل أيام وكان ضحيتها أكثر من مائة شخص، داعية لضرورة اتباع قواعد السلامة الغذائية لتفادي تكرار هذه الحوادث.

وبلغ إجمالي الحالات التي سجلت بإحدى صالات الأفراح بمدينة الخمس في غرب البلاد 112 حالة تسمم بينها نساء وأطفال ورجال، دخل 59 منهم أقسام الإيواء، ومن بينهم 17 طفلا، بحسب السلطات الصحية هناك.

نتيجة التحاليل

وقال جهاز الإسعاف والطوارئ بمدينة الخمس قد أعلن عن تسجيل أولى حالات التسمم الخميس الماضي، نتيجة تناول وجبات بأحد الأفراح، ثم بدأت الحالات بعد ذلك في الارتفاع ما دعى إلى تدخل فرق إنقاذ طبي من عدة مدن مجاورة.

والثلاثاء أعلنت وزارة الصحة الليبية أن تقرير تحاليل "وحدة الأحياء الدقيقة بقسم المختبرات الطبية" بمستشفى الخمس التعليمي كشف عن وجود بكتيريا "السلمونيلا"  في عينات براز المصابين.

وشددت الوزارة، في منشور على فيسبوك ، على ضرورة اتباع قواعد السلامة الغذائية، ومن بينها عدم طهي الأطعمة قبل فترة من تقديمها في الحفلات والمناسبات، مشيرة إلى أن "الكثيرين لا يولون أهمية كبيرة لعملية التخزين الصحيح للأطعمة المطهية".

وتنتقل بكتيريا السالمونيلا عن طريق الأغذية الملوثة ببراز الإنسان أو الحيوان وتنتشر عن طريق الأيدي أو الأدوات الملوثة أثناء عمليات الإعداد والتحضير والتداول لهذه الأغذية. ويصاب بها الإنسان عادة بعد تناوله للأطعمة الملوثة بها.

حوادث تسمم مشابهة

وشهدت ليبيا حدوث حالات تسمم جماعي مشابهة في القترة الماضية سجل أغلبها في مطاعم بالعاصمة طرابلس وفي مدن ليبية أخرى ما أدى إلى إغلاق تلك المرافق.

وقبل بضعة أيام أغلق أحد المطاعم  بمنطقة "النوفليين" في طرابلس بتعليمات من مركز الرقابة على الأغذية والأدوية وأحيل الموضوع إلى النيابة العامة، وذلك بعد تلقي بلاغ بوجود حالات تسمم نتيجة تناول وجبات داخل المطعم.

وذكر المركز أن حالات التسمم المعلن عنها حدثت نتيجة تناول وجبة "صوصات" داخل المطعم، مشيراً إلى أن مفتشيه انتقلوا للمصحة التي تأوي الحالات المصابة كما أخذوا عينات من الوجبات السريعة لإخضاعها للتحاليل المخبرية، دون الإشارة لعدد الإصابات المسجلة.

وفي يوليو الماضي أعلن المركز عن إصابة نحو 30 شخصاً بحالات تسمم  بعد تناولهم وجبات سريعة "تحتوى على دجاج فاسد" من أحد  المطاعم في مدينة "بني وليد"، جنوب شرق طرابلس، قامت على إثرها السلطات بقفل العديد من المطاعم وإحالة أصحابها للجهات ذات الإختصاص.

 وفي مطلع يونيو الماضي شهدت مدينة مصراتة (200 كم شرق طرابلس) تسجيل 148 حالة تسمم غذائي بعد تناول وجبات سريعة بأحد المقاهي، وقبلها بأيام استقبل مستشفى سبها الحكومي (جنوب ليبيا) أكثر من 60 حالة تسمم جماعي لأشخاص من مدينة سمنو المجاورة، بسب تناول أغذية فاسدة خلال مناسبة اجتماعية.

وبحسب المصادر المختصة، تتسبب التسممات الغذائية في الكثير من الأمراض والبكتيريا مثل بكتيريا العطيفة والسالمونيلا، والشيغيلا والإشريكية القولونية المعروفة بـ"إيكولاي" واللستيريا، و فيروسات النوروفيروس، وبكتيريا البوتولينوس.

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

جانب من مظاهرة في ليبيا للمطالبة بتنظيم الانتخابات
يطالب الليبيون الأطراف السياسية بإتمام الإطار الدستوري وإجراء الانتخابات للخروج من الأزمة

وجهت 50 شخصية ليبية، الجمعة، رسالة للقائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستيفاني خوري، اقترحوا فيها تشكيل حكومة مصغرة لقيادة البلاد نحو تنظيم الانتخابات.

وجاء في الرسالة التي وُجهت أيضا لسفراء الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وروسيا والصين، أنه أن الأوان لوقف حالة الانقسام السياسي التي تمر به البلاد ولاستعادة ليبيا وحدتها.

وقال الموقعون على الرسالة، بينهم سياسيون ونشطاء حقوقيون، إن الانقسام المؤسساتي بين الحكومتين المتنافستين في الشرق والغرب لا يعدو أن يكون مجرد مرحلة ضمن مخطط طويل الأمن يستهدف، وفقهم، تقسيم ليبيا إلى مناطق متفرقة.

ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، تعاني ليبيا من انقسامات ونزاعات مسلحة وصراعات سياسية، تتنافس حاليا فيها حكومتان على السلطة: واحدة مقرها طرابلس (غرب) برئاسة عبد الحميد الدبيبة منذ مطلع عام 2021، وأخرى برئاسة أسامة حماد عينّها مجلس النواب في فبراير 2022 ويدعمها الرجل القوي في الشرق المشير خليفة حفتر.

واعتبرت الرسالة أن حالة الانقسام الذي تشهده البلاد "تسهم في تفشي الفساد، وضعف آليات الرقابة المالية والإدارية، وعدم تنفيذ أحكام القضاء الوطني. كما تؤدي إلى إبطاء جهود المصالحة الوطنية الشاملة، وترسيخ حكم المجموعات العائلية وبعض المنتفعين على حساب مستقبل الليبيين".

وطالبوا "بأن يتضمن قرار تمديد ولاية البعثة الأممية للدعم الخاص بليبيا نصا صريحا على تشكيل حكومة جديدة مصغرة، يكون هدفها الأساسي الإشراف على الانتخابات الوطنية التي تحتاجها بلادنا".

إلى جانب ذلك، دعا الموقعون على الرسالة الدول المعنية بالملف الليبي إلى لعب "دور إيجابي" حتى يتسنى لهذا البلد المغاربي تجاوز حالة الانقسام السياسي التي يعرفها منذ سنوات. 

مصغرة أم موحدة؟
وطرح مطلب تشكيل حكومة مصغرة في ليبيا لقيادة البلاد لتنظيم الانتخابات أكثر من مرة، ضمن المقترحات المقدمة لإنهاء الأزمة، لكنه قوبل بالرفض من لدن أطراف الصراع.

وكانت بدايات الحديث عن ضرورة تشكيل حكومة مصغرة جديدة للإشراف على الانتخابات قد بدأ منتصف سنة 2023، وذلك ضمن "خارطة طريق" أعلن عنها حينها مجلسا النواب والأعلى للدولة في سبيل الوصول إلى الاستحقاق الانتخابي المؤجل منذ ديسمبر 2021.

وتسعى البعثة الأممية في ليبيا في الأيام الأخيرة لإقناع الفرقاء الليبيين للجلوس من جديد إلى طاولة النقاش، سيما بعد النجاح الذي حققه مؤخرا في وضع حد لأزمة المصرف المركزي التي استمرت لأسابيع.

في المقابل، لم تتطرق خوري في الإحاطة التي قدمتها يوم 9 أكتوبر الجاري أمام مجلس الأمن لمقترح تشكيل حكومة مصغرة كحل لإنهاء الأزمة، بل اقترحت بدله تشكيل حكومة جديدة أو دمج الحكومتين المتنافستين.

وقالت خوري في حوار مع موقع "الأمم المتحدة" بعد تقديمها إحاطتها إنها ستركز في المرحلة المقبلة على تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين.

وتابعت "سنركز في خطواتنا المقبلة أكثر على الاستشارات كي نقرب وجهات النظر حول العملية السياسية حول أمور مثل +تشكيل+ حكومة موحدة جديدة، أو اندماج حكومتين مثلا. نسمع مثل هذه الأفكار من الأطراف الليبية".

المصدر: أصوات مغاربية