جانب من المواجهات المسلحة في ليبيا
جانب من المواجهات المسلحة في ليبيا

قالت منظمة "رصد الجرائم في ليبيا" إن مسلحين مجهولين قاموا باختطاف شخص يدعى المبروك سعد حسن المغربي (57 سنة)، أحد أسرى الحرب مع التشاد، بالقرب من منزله بمدينة اجدابيا.

وأشارت المنظمة الحقوقية في بيان أصدرته، أمس السبت، إلى أن الحادثة وقعت بتاريخ 6 سبتمبر الماضي.

وقال المصدر ذاته "لقد تم اقتياد المواطن مبروك سعد حسن المغربي نحو جهة مجهولة من طرف أربعة أشخاص يرتدون زيًا مدنيًا ويستقلون سيارتين من نوع هيونداي لونهما أسود".

رصدت منظمة "رصد" في 6 سبتمبر، اختطاف المبروك سعد حسن المغربي، 57 سنة، من قبل أربعة مسلحين يرتدون زيًا مدنيًا ويستقلون...

Posted by ‎رصد الجرائم في ليبيا - Libya Crimes Watch‎ on Saturday, September 9, 2023

ودانت المنظمة ما وصفتها بعملية الاختطاف وحملت السلطات في شرق البلاد مسؤولية "سلامة حياة الشخص المُختطف"، كما دعت إلى "فتح تحقيق في عملية الاختطاف".

ولفتت وسائل إعلام محلية إلى أن سعد حسن المغربي هو أحد المواطنين الليبيين الذين شاركوا في الحرب ضد القوات التشادية، سنوات الثمانينات، وتعرض إلى الأسر قبل أن يخلى سبيله ويقرر العيش في الولايات المتحدة الأميركية، التي يحمل جنسيتها.

وبعد ثورة فبراير 2011، قرر المغربي العودة إلى موطنه الأصلي والعيش فيه مجددا، وفق ما أكدته ذاته المصادر.

ويتابع جمهور كبير في ليبيا قضية هذا المواطن، المعروف بنشاطه في مواقع التواصل الاجتماعي كأحد المدافعين عن حقوق المجندين في الحرب ضد القوات التشادية.

وقبل تعرضه إلى عملية الاختطاف بأيام قليلة، بث المغربي فيديو تطرق فيه إلى حادثة سقوط إحدى القواعد العسكرية في أيدي القوات التشادية، سنة 1987.

ورجح مدونون أن يكون ذلك السبب الرئيسي في عملية الاختطاف التي تعرض إليها، فيما اعتبر آخرون أن ما وقع له يعود أساسا إلى "انتقاده المستمر لقيادة الرجمة في معالجة أوضاع الأسرئ في حرب تشاد".

وتشهد ليبيا، في المدة الأخيرة، جدلا حقوقيا وسياسيا كبيرا على خلفية تزايد حالات الاختطاف والاختفاء القسري لعدد من النشطاء والمواطنين في مناطق مختلفة من البلاد.

وسجلت منظمات حقوقية، مؤخرا، عملية اختطاف طالت العضو في عضو الحزب المدني الديمقراطي، المبروك محمد الحوتي، على أيدى أشخاص مجهولين في مدينة بنغازي.

وفي وقت سابق كذلك، أعلنت الشركة الوطنية العامة للنقل البحري الليبية عن تعرض مديرها التنفيذي، خالد خليفة التواتي، لـ"الاختطاف" من قبل "مجموعة مسلحة مجهولة الهوية"، قبل أن يتم إطلاق سراحه في وقت سابق.

وفي سياق الحديث عن موضوع الاختطافات، أثارت منظمة "رصد"، أيضا، قضية المواطن وليد محمد الجديد الترهوني (42 سنة) الذي تم العثور على جثته بسجن أبو سليم، قبل نحو شهر، وعليها آثار تعذيث بعد أيام من تعرضه للاختطاف.

ويذكر أن المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي قد دعا في إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي، الشهر الماضي، إلى الوقف الفوري لعمليات الاختطاف والاعتقال التعسفي والاختفاء القسري في الشرق والغرب، وإطلاق سراح الأشخاص المعتقلين تعسفياً وإجراء تحقيقات مستقلة، وإتاحة وصول المنظمات المختصة إلى أماكن الاحتجاز في كافة أرجاء البلاد.

 

  • المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

جانب من مظاهرة في ليبيا للمطالبة بتنظيم الانتخابات
يطالب الليبيون الأطراف السياسية بإتمام الإطار الدستوري وإجراء الانتخابات للخروج من الأزمة

وجهت 50 شخصية ليبية، الجمعة، رسالة للقائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستيفاني خوري، اقترحوا فيها تشكيل حكومة مصغرة لقيادة البلاد نحو تنظيم الانتخابات.

وجاء في الرسالة التي وُجهت أيضا لسفراء الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وروسيا والصين، أنه أن الأوان لوقف حالة الانقسام السياسي التي تمر به البلاد ولاستعادة ليبيا وحدتها.

وقال الموقعون على الرسالة، بينهم سياسيون ونشطاء حقوقيون، إن الانقسام المؤسساتي بين الحكومتين المتنافستين في الشرق والغرب لا يعدو أن يكون مجرد مرحلة ضمن مخطط طويل الأمن يستهدف، وفقهم، تقسيم ليبيا إلى مناطق متفرقة.

ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، تعاني ليبيا من انقسامات ونزاعات مسلحة وصراعات سياسية، تتنافس حاليا فيها حكومتان على السلطة: واحدة مقرها طرابلس (غرب) برئاسة عبد الحميد الدبيبة منذ مطلع عام 2021، وأخرى برئاسة أسامة حماد عينّها مجلس النواب في فبراير 2022 ويدعمها الرجل القوي في الشرق المشير خليفة حفتر.

واعتبرت الرسالة أن حالة الانقسام الذي تشهده البلاد "تسهم في تفشي الفساد، وضعف آليات الرقابة المالية والإدارية، وعدم تنفيذ أحكام القضاء الوطني. كما تؤدي إلى إبطاء جهود المصالحة الوطنية الشاملة، وترسيخ حكم المجموعات العائلية وبعض المنتفعين على حساب مستقبل الليبيين".

وطالبوا "بأن يتضمن قرار تمديد ولاية البعثة الأممية للدعم الخاص بليبيا نصا صريحا على تشكيل حكومة جديدة مصغرة، يكون هدفها الأساسي الإشراف على الانتخابات الوطنية التي تحتاجها بلادنا".

إلى جانب ذلك، دعا الموقعون على الرسالة الدول المعنية بالملف الليبي إلى لعب "دور إيجابي" حتى يتسنى لهذا البلد المغاربي تجاوز حالة الانقسام السياسي التي يعرفها منذ سنوات. 

مصغرة أم موحدة؟
وطرح مطلب تشكيل حكومة مصغرة في ليبيا لقيادة البلاد لتنظيم الانتخابات أكثر من مرة، ضمن المقترحات المقدمة لإنهاء الأزمة، لكنه قوبل بالرفض من لدن أطراف الصراع.

وكانت بدايات الحديث عن ضرورة تشكيل حكومة مصغرة جديدة للإشراف على الانتخابات قد بدأ منتصف سنة 2023، وذلك ضمن "خارطة طريق" أعلن عنها حينها مجلسا النواب والأعلى للدولة في سبيل الوصول إلى الاستحقاق الانتخابي المؤجل منذ ديسمبر 2021.

وتسعى البعثة الأممية في ليبيا في الأيام الأخيرة لإقناع الفرقاء الليبيين للجلوس من جديد إلى طاولة النقاش، سيما بعد النجاح الذي حققه مؤخرا في وضع حد لأزمة المصرف المركزي التي استمرت لأسابيع.

في المقابل، لم تتطرق خوري في الإحاطة التي قدمتها يوم 9 أكتوبر الجاري أمام مجلس الأمن لمقترح تشكيل حكومة مصغرة كحل لإنهاء الأزمة، بل اقترحت بدله تشكيل حكومة جديدة أو دمج الحكومتين المتنافستين.

وقالت خوري في حوار مع موقع "الأمم المتحدة" بعد تقديمها إحاطتها إنها ستركز في المرحلة المقبلة على تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين.

وتابعت "سنركز في خطواتنا المقبلة أكثر على الاستشارات كي نقرب وجهات النظر حول العملية السياسية حول أمور مثل +تشكيل+ حكومة موحدة جديدة، أو اندماج حكومتين مثلا. نسمع مثل هذه الأفكار من الأطراف الليبية".

المصدر: أصوات مغاربية