الفيضانات جرفت أحياء سكنية بالكامل في مدينة درنة شرق ليبيا
الفيضانات جرفت أحياء سكنية بالكامل في مدينة درنة شرق ليبيا

بدأ حجم الكارثة التي خلفها إعصار دانيال في شرق ليبيا يتكشف مع استمرار توارد قصص الضحايا وانتشار مقاطع الفيديو والصور خاصة من مدينة درنة التي أُعلنت مدينة "منكوبة"، وسط مخاوف من أن تكشف الأيام المقبلة عن فاجعة غير مسبوقة.

وبحسب الأرقام المعلنة رسميا حتى الآن، تشير الإحصائيات الأولى لضحايا العاصفة إلى 2300 قتيل وأكثر من 5000 مفقود في مدينة درنة وحدها، بينما يتوقع أن ترتفع أعداد القتلى مع انتشال المزيد من الجثث من تحت الأنقاض أو تلك التي جرفت إلى البحر.

وقال جهاز الإسعاف والطوارئ الليبي في منشور على فيسبوك إن وصول فرق الطوارئ يتوالى تباعا من كل مدن البلاد لتقديم المساعدات لأهالي المناطق المنكوبة خاصة درنة الواقعة على بعد نحو 300 كيلومتر شرق مدينة بنغازي.

حداد وطني

وأعلنت الحكومتان في شرق وغرب البلاد الحداد الوطني وتنكيس الإعلام 3 أيام في جميع أنحاء البلاد، حداداً على ضحايا الكارثة بينما أرسلت حكومة الوحدة الوطنية
(طرابلس) فرق الدعم والمساعدات إلى شرق البلاد للمساهمة في جهود الإنقاذ التي تقودها السلطات المحلية والجيش الليبي هناك.

ومن بين المناطق المتضررة، نالت درنة ومحيطها أكبر قدر من الدمار بسبب فيضان الوادي الذي يشق المدينة تحت ضغط كميات المياه الهائلة التي جرفت بعضاً من الأحياء المجاورة للوادي بعد انهيار السدين المقامين على الوادي وهما "السد الكبير" وسد "وادي درنة".

وقال أسامة حماد، رئيس وزراء الحكومة المكلفة من البرلمان، في وقت سابق إن الفيضانات جرفت أحياء بأكملها في مدينة درنة إلى البحر، مرجحا أن تصل أعداد الضحايا إلى الآلاف.

من جانبه قال عثمان عبد الجليل، وزير الصحة بحكومة الشرق إن عدد القتلى بمدينة درنة قد يصل إلى 10 آلاف، مضيفاً أن الليبيين قد يستفيقون على حجم كارثة "ربما لن يستطيعون استيعابها".  

وبينما تسابق فرق الإنقاذ الليبية الزمن للبحث عن مفقودين وانتشال الجثث، أعلنت السلطات المحلية عودة الكهرباء والإنترنت جزئياً إلى أحياء من مدينة درنة بعد انعزال المدينة عن محيطها تماماً بسبب انقطاع الاتصالات. 

ومع بدء ظهور بعض القصص من المدينة، كشفت شهادات مدعومة بالصور ومقاطع الفيديو والصور عن جانب مأساوي وقصص مروعة رواها بعض الناجين من الكارثة، ومنها اختفاء عائلات بأكملها.

وتداول نشطاء صوراً تظهر أعداداً كبيرة من الجثامين على أرصفة الشوارع في انتظار دفنها، وسط مناشدات من أهالي المدينة تطلب المساعدة في حفر القبور والإسراع في دفن الجثث مخافة تحللها وانتشار الأوبئة والأمراض.

مساعدات إلى المناطق المنكوبة

وضرب إعصار دانيال ليل السبت الأحد مناطق شرق ليبيا امتدت من بنغازي غرباً إلى حدود البلاد الشرقية، لكن المناطق والمدن الأكثر تضرراً شملت المرج والبيضاء وشحات ودرنة وسوسة والبياضة وغيرها.  

وتقوم السلطات المحلية والجيش على مدار الساعة بأعمال الإنقاذ وتخفيف الآثار المدمرة للإعصار، بينما بدأت الإمدادات والمساعدات الطبية في الوصول للمناطق المنكوبة، منها شحنة انطلقت الثلاثاء من مطار "معيتيقية" في طرابلس تحمل  14 طنًا من المستلزمات، والأدوية، والمعدات الطبية، وأكياس حفظ الجثامين، إضافة إلى فرق طبية. 

وخلال اليومين الماضيين وصل عدد من فرق الإسعاف والمتطوعين إلى المنطقة من كافة أنحاء البلاد، آخرها قافلة طبية وصلت صباح الثلاثاء إلى مدينة بنغازي قادمة من طرابلس، وعلى متنها  87 عنصرًا طبيًا وطبيًا مساعدًا في كافة التخصصات.

وعلى صعيد المساعدات الخارجية، أعلنت عدد من الدول عن إرسال مساعدات إلى ليبيا بينها مصر والإمارات وتركيا فيما أعربت أخرى عن استعدادها للمشاركة في عمليات الإنقاذ.

ووصلت العاصفة "دانيال" إلى شرق ليبيا، بعد تحولها من إعصار إلى "عاصفة استوائية" بعد ظهر الأحد، قادمة من اليونان التي ضربتها في الأيام الأخيرة وخلفت 27 قتيلا على الأقل، بينما وصفتها جهات مختصة في الأرصاد الجوية بـ"غير المسبوقة".

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

جانب من مظاهرة في ليبيا للمطالبة بتنظيم الانتخابات
يطالب الليبيون الأطراف السياسية بإتمام الإطار الدستوري وإجراء الانتخابات للخروج من الأزمة

وجهت 50 شخصية ليبية، الجمعة، رسالة للقائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستيفاني خوري، اقترحوا فيها تشكيل حكومة مصغرة لقيادة البلاد نحو تنظيم الانتخابات.

وجاء في الرسالة التي وُجهت أيضا لسفراء الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وروسيا والصين، أنه أن الأوان لوقف حالة الانقسام السياسي التي تمر به البلاد ولاستعادة ليبيا وحدتها.

وقال الموقعون على الرسالة، بينهم سياسيون ونشطاء حقوقيون، إن الانقسام المؤسساتي بين الحكومتين المتنافستين في الشرق والغرب لا يعدو أن يكون مجرد مرحلة ضمن مخطط طويل الأمن يستهدف، وفقهم، تقسيم ليبيا إلى مناطق متفرقة.

ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، تعاني ليبيا من انقسامات ونزاعات مسلحة وصراعات سياسية، تتنافس حاليا فيها حكومتان على السلطة: واحدة مقرها طرابلس (غرب) برئاسة عبد الحميد الدبيبة منذ مطلع عام 2021، وأخرى برئاسة أسامة حماد عينّها مجلس النواب في فبراير 2022 ويدعمها الرجل القوي في الشرق المشير خليفة حفتر.

واعتبرت الرسالة أن حالة الانقسام الذي تشهده البلاد "تسهم في تفشي الفساد، وضعف آليات الرقابة المالية والإدارية، وعدم تنفيذ أحكام القضاء الوطني. كما تؤدي إلى إبطاء جهود المصالحة الوطنية الشاملة، وترسيخ حكم المجموعات العائلية وبعض المنتفعين على حساب مستقبل الليبيين".

وطالبوا "بأن يتضمن قرار تمديد ولاية البعثة الأممية للدعم الخاص بليبيا نصا صريحا على تشكيل حكومة جديدة مصغرة، يكون هدفها الأساسي الإشراف على الانتخابات الوطنية التي تحتاجها بلادنا".

إلى جانب ذلك، دعا الموقعون على الرسالة الدول المعنية بالملف الليبي إلى لعب "دور إيجابي" حتى يتسنى لهذا البلد المغاربي تجاوز حالة الانقسام السياسي التي يعرفها منذ سنوات. 

مصغرة أم موحدة؟
وطرح مطلب تشكيل حكومة مصغرة في ليبيا لقيادة البلاد لتنظيم الانتخابات أكثر من مرة، ضمن المقترحات المقدمة لإنهاء الأزمة، لكنه قوبل بالرفض من لدن أطراف الصراع.

وكانت بدايات الحديث عن ضرورة تشكيل حكومة مصغرة جديدة للإشراف على الانتخابات قد بدأ منتصف سنة 2023، وذلك ضمن "خارطة طريق" أعلن عنها حينها مجلسا النواب والأعلى للدولة في سبيل الوصول إلى الاستحقاق الانتخابي المؤجل منذ ديسمبر 2021.

وتسعى البعثة الأممية في ليبيا في الأيام الأخيرة لإقناع الفرقاء الليبيين للجلوس من جديد إلى طاولة النقاش، سيما بعد النجاح الذي حققه مؤخرا في وضع حد لأزمة المصرف المركزي التي استمرت لأسابيع.

في المقابل، لم تتطرق خوري في الإحاطة التي قدمتها يوم 9 أكتوبر الجاري أمام مجلس الأمن لمقترح تشكيل حكومة مصغرة كحل لإنهاء الأزمة، بل اقترحت بدله تشكيل حكومة جديدة أو دمج الحكومتين المتنافستين.

وقالت خوري في حوار مع موقع "الأمم المتحدة" بعد تقديمها إحاطتها إنها ستركز في المرحلة المقبلة على تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين.

وتابعت "سنركز في خطواتنا المقبلة أكثر على الاستشارات كي نقرب وجهات النظر حول العملية السياسية حول أمور مثل +تشكيل+ حكومة موحدة جديدة، أو اندماج حكومتين مثلا. نسمع مثل هذه الأفكار من الأطراف الليبية".

المصدر: أصوات مغاربية