ليبيا

مساعدات دولية جديدة وحملات تضامن بين الليبيين مع ضحايا الفيضانات

14 سبتمبر 2023

تتواصل المساعدات الخارجية وكذا الداخلية على المناطق الليبية المتضررة من الفيضانات التي خلفت آلاف القتلى والمفقودين، خاصة بمدينة درنة (شرق).

وفي هذا الصدد أعلنت الخارجية البريطانية، في بيان لها الأربعاء، عن "حزمة أولية من الدعم تبلغ قيمتها مليون جنيه إسترليني لتوفير مساعدة منقذة للأرواح لتلبية الاحتياجات الفورية للمتضررين من الفيضانات" في ليبيا.

وأضاف البيان أن "المملكة المتحدة تنسق نشاطها ميدانيا مع شركاء موثوقين لتحديد الاحتياجات الأساسية الأكثر إلحاحا، ومن بينها المأوى والرعاية الصحية ولوازم النظافة الشخصية" مزيفة أنها "على استعداد لتقديم المزيد من الدعم".

وبدورها أعلنت تركيا مساء الأربعاء أنها أرسلت إلى ليبيا، مساعدات طبّية جديدة تشمل مستشفيين ميدانيين وطواقم طبيّة إضافية، إذ قالت وزارة الصحة التركية في بيان "سنرسل هذا المساء 148 شخصا إضافيا على متن سفينة ستغادر ميناء إزمير السنجق (غرب)".

وأضافت، وفق ما نقلت "فرانس برس" أن السفينة محملة بـ"مستشفيين ميدانيين مجهزين بالكامل وست وحدات للتدخل في الحالات الطارئة وعشر سيارات إسعاف" وأكثر من 12 عربة طوارئ.

والخميس أعلنت، وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية عن توجه "ثاني طائراتها التابعة لسلاح الجو الملكي الأردني، إلى دولة ليبيا الشقيقة، حاملة على متنها فريق البحث والإنقاذ الدولي الأردني التابع لمديرية الأمن العام، للمشاركة في جهود البحث والإنقاذ عن الأشخاص المحاصرين جراء السيول والفيضانات، بالإضافة إلى مساعدات إغاثية لوجستية وطبية".

وتنضاف هذه المساعدات إلى أخرى أرسلتها أو تعهدت بإرسالها عدة دول عربية وأجنبية. 

وفي سياق متصل، أعلنت منصة "حكومتنا" التابعة لحكومة الوحدة الوطنية، الأربعاء، أن 12 دولة أرسلت مساعدات عاجلة وفرق إغاثة  إلى ليبيا بهدف إغاثة متضرري السيول والفيضانات.

لإغاثة متضرري السيول والفيضانات.. 12 دولة ترسل مساعدات عاجلة وفرق إغاثة إلى ليبيا. #حكومتنا #ليبيا #حكومة_الوحدة_الوطنية

Posted by ‎حكومتنا‎ on Wednesday, September 13, 2023

وعلى الصعيد الداخلي، أفادت وكالة الأنباء الليبية، الخميس بأن "عملية إرسال الإغاثات تتواصل من مطار معيتيقة" في اتجاه المنطقة الشرقية "من الأفراد والمؤسسات والجهات الرسمية عبر طائرات  الخطوط الأفريقية والليبية وغدامس "مشيرة إلى أن هذه المساعدات تتضمن مواد غذائية ومياه وأدوية. 

دون تردد أو تعذر؛ تنادوا من كل صوب لغوث إخوانهم بما يستطيعون، ليشاركوهم محنتهم ويأخذوا بأيديهم ما استطاعوا. مصابنا واحد وشعبنا واحد يتداعى بعضه لبعض بالتضحية والفداء.

Posted by ‎Abdulhamid Aldabaiba- عبدالحميد الدبيبة‎ on Thursday, September 14, 2023

ومن جانبه علق رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة على حملة التضامن بين الليبيين في هذه الفاجعة بالقول "دون تردد أو تعذر، تنادوا من كل صوب لغوث إخوانهم بما يستطيعون، ليشاركوهم محنتهم ويأخذوا بأيديهم ما استطاعوا. مصابنا واحد وشعبنا واحد يتداعى بعضه لبعض بالتضحية والفداء".

كما أشاد العديد من مستخدمي المنصات الاجتماعية بالحملات التي أطلقها ليبيون بمختلف الجهات لدعم المتضررين من الفيضانات، وفي هذا الإطار قال أحد النشطاء إنه "في الوقت الذي عصرت قلوبنا حزنا على الكارثة الإنسانية العالمية في درنة التي اهتز لها العالم بأسره، أبكانا فرحا تدافع المساعدات والمساندات والسيارات والشاحنات المليئة بالمؤن والعتاد  من كافة مناطق ليبيا ... ومن لم يستطع بالمال كان دعمه النفسي بالكلمات وهي ثقيلة في الميزان ولها أثر إيجابي". 

إن تضامن الشعب الليبي من الجنوب والغرب مع أهاليهم وإخوتهم في شرق ليبيا خصوصا درنة ليس غريبا وليس حديثا ولا وليد اللحظة...

Posted by ‎عزالدين بالعيد الشيخي‎ on Thursday, September 14, 2023

وكانت العاصفة "دانيال" ضربت المنطقة بعد ظهر الأحد، وتساقطت أمطار غزيرة جدا تسببت بانهيار سدّين قريبين من درنة، فاجتاحت المياه المدينة جارفة الأبنية والناس. 

وتستمر حصيلة القتلى في الارتفاع فيما لا تزال جثث ملفوفة بأغطية ممددة في الشوارع، في حين تُكدّس جثث أخرى في شاحنات صغيرة لنقلها إلى المدافن، بحسب "فرانس برس".

وقال الناطق باسم وزارة الداخلية في الحكومة التابعة للسلطات في شرق البلاد الملازم طارق الخراز لوكالة فرانس برس الأربعاء إن سلطات الشرق الليبي أحصت إلى الآن مقتل 3840 شخصا.

من جانبه، حذر  الصليب الأحمر من أن 10 آلاف شخص ما زالوا في عداد المفقودين، بينما قالت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، الأربعاء، إن ما لا يقل عن 30 ألف شخص شرّدوا بعدما اجتاحت الفيضانات درنة.  

  • المصدر: أصوات مغاربية / وكالات

مواضيع ذات صلة

جانب من مظاهرة في ليبيا للمطالبة بتنظيم الانتخابات
يطالب الليبيون الأطراف السياسية بإتمام الإطار الدستوري وإجراء الانتخابات للخروج من الأزمة

وجهت 50 شخصية ليبية، الجمعة، رسالة للقائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستيفاني خوري، اقترحوا فيها تشكيل حكومة مصغرة لقيادة البلاد نحو تنظيم الانتخابات.

وجاء في الرسالة التي وُجهت أيضا لسفراء الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وروسيا والصين، أنه أن الأوان لوقف حالة الانقسام السياسي التي تمر به البلاد ولاستعادة ليبيا وحدتها.

وقال الموقعون على الرسالة، بينهم سياسيون ونشطاء حقوقيون، إن الانقسام المؤسساتي بين الحكومتين المتنافستين في الشرق والغرب لا يعدو أن يكون مجرد مرحلة ضمن مخطط طويل الأمن يستهدف، وفقهم، تقسيم ليبيا إلى مناطق متفرقة.

ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، تعاني ليبيا من انقسامات ونزاعات مسلحة وصراعات سياسية، تتنافس حاليا فيها حكومتان على السلطة: واحدة مقرها طرابلس (غرب) برئاسة عبد الحميد الدبيبة منذ مطلع عام 2021، وأخرى برئاسة أسامة حماد عينّها مجلس النواب في فبراير 2022 ويدعمها الرجل القوي في الشرق المشير خليفة حفتر.

واعتبرت الرسالة أن حالة الانقسام الذي تشهده البلاد "تسهم في تفشي الفساد، وضعف آليات الرقابة المالية والإدارية، وعدم تنفيذ أحكام القضاء الوطني. كما تؤدي إلى إبطاء جهود المصالحة الوطنية الشاملة، وترسيخ حكم المجموعات العائلية وبعض المنتفعين على حساب مستقبل الليبيين".

وطالبوا "بأن يتضمن قرار تمديد ولاية البعثة الأممية للدعم الخاص بليبيا نصا صريحا على تشكيل حكومة جديدة مصغرة، يكون هدفها الأساسي الإشراف على الانتخابات الوطنية التي تحتاجها بلادنا".

إلى جانب ذلك، دعا الموقعون على الرسالة الدول المعنية بالملف الليبي إلى لعب "دور إيجابي" حتى يتسنى لهذا البلد المغاربي تجاوز حالة الانقسام السياسي التي يعرفها منذ سنوات. 

مصغرة أم موحدة؟
وطرح مطلب تشكيل حكومة مصغرة في ليبيا لقيادة البلاد لتنظيم الانتخابات أكثر من مرة، ضمن المقترحات المقدمة لإنهاء الأزمة، لكنه قوبل بالرفض من لدن أطراف الصراع.

وكانت بدايات الحديث عن ضرورة تشكيل حكومة مصغرة جديدة للإشراف على الانتخابات قد بدأ منتصف سنة 2023، وذلك ضمن "خارطة طريق" أعلن عنها حينها مجلسا النواب والأعلى للدولة في سبيل الوصول إلى الاستحقاق الانتخابي المؤجل منذ ديسمبر 2021.

وتسعى البعثة الأممية في ليبيا في الأيام الأخيرة لإقناع الفرقاء الليبيين للجلوس من جديد إلى طاولة النقاش، سيما بعد النجاح الذي حققه مؤخرا في وضع حد لأزمة المصرف المركزي التي استمرت لأسابيع.

في المقابل، لم تتطرق خوري في الإحاطة التي قدمتها يوم 9 أكتوبر الجاري أمام مجلس الأمن لمقترح تشكيل حكومة مصغرة كحل لإنهاء الأزمة، بل اقترحت بدله تشكيل حكومة جديدة أو دمج الحكومتين المتنافستين.

وقالت خوري في حوار مع موقع "الأمم المتحدة" بعد تقديمها إحاطتها إنها ستركز في المرحلة المقبلة على تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين.

وتابعت "سنركز في خطواتنا المقبلة أكثر على الاستشارات كي نقرب وجهات النظر حول العملية السياسية حول أمور مثل +تشكيل+ حكومة موحدة جديدة، أو اندماج حكومتين مثلا. نسمع مثل هذه الأفكار من الأطراف الليبية".

المصدر: أصوات مغاربية