A general view shows destruction left by floods after the Mediterranean storm "Daniel" hit Libya's eastern city of Derna, on…
من مخلفات العاصفة التي ضربت شرق ليبيا

أعلن الادعاء العام في ليبيا أمس الجمعة بدء التحقيقات في انهيار سد مدينة درنة (شرق)، وذلك وسط تعالي الأصوات للتحقيق في شبهات من بينها الفساد والإهمال أو التقصير، بعد إعصار دانيال الذي أودى بحياة الآلاف من سكان المدينة.

وقال المدعي العام الصديق المنصور ، في تصريح صحفي من درنة إن التهم المتداولة لا يمكن إثباتها الا بعد انتهاء التحقيقات "التي ستحدد الوقائع وتبين أركان الجريمة وعناصرها"، مشددا على أنه سيتم محاكمة المشتبه بهم و"لن يكون هناك إفلات من العقاب".

 وأضاف  أن الخبراء سيحددون إن كانت هناك أخطاء إنشائية أو هيدروليكية أو فساد، مشدداً على ملاحقة المتورطين "أياً كانوا" ، معلناً أنه قرر زيادة عدد أعضاء النيابة العامة للانتهاء من التحقيقات بأقصى سرعة.

خلال سبعة أيام

من جانبه، قال عمر المغيربي، الناطق الرسمي  باسم اللجنة  المشكلة من وزارة الموارد المائية  للوقوف على أسباب انهيار سدي "البلاد" و "بومنصور"  أان اللجنة باشرت أعمالها منذ ثلاثة أيام  وأنها ستنجز أعمالها وتقدم تقريرها خلال سبعة أيام.

وأوضح المغيربي في تصريح صحفي أن اللجنة  خلصت إلى جملة من الأسباب التي أدت الى انهيار  السدين، وأنها ستقدم تقريرها النهائي إلى السلطات الإدارية والقضائية المعنية.

وقبل يومين طالب مجلس النواب (شرق) النائب العام بالتحقيق في أسباب حصول كارثة مدينة درنة، و "تبيان ما إذا كان هناك قصور أو تقصير من أي جهة كانت"، بالإضافة إلى تكليف اللجنة التشريعية بالمجلس لإعداد "مشروع قانون إنشاء صندوق إعمار ليبيا يُعرض على المجلس في الجلسات القادمة لاعتماده".

وفي وقت سابق، أطلق إعلاميون ونشطاء ليبيون مطالب بضرورة التحقيق في انهيار السدين و"محاسبة المسؤولين على تقصيرهم"، وظل الاعتقاد سائدا بأن السدين كانا في حاجة ماسة للصيانة.

واتهم هؤلاء المسؤولين ببلدية درنة بـ"نهب" الأموال المخصصة لصيانية السدين بدل القيام بعمليات الصيانة الدورية التي كانت مقررة منذ عام 2013، وفق الروايات المتداولة في الأوساط الإعلامية.

وتسبب إعصار "دانيال" المدمر في أضرار جسيمة بعدو مدن وقرى بالجبل الاخضر شرق ليبيا، لكن حجم الدمار الأكبر حدث بمدينة درنة الساحلية (300 كم شرق بنغازي)، نتيجة لانهيار سدين يقعان جنوب المدينة، أدى الفيضان الناجم عنهما في اختفاء أحياس بأكملها ومقتل وفقدان عشرات الآلاف بحسب التقديرات الرسمية. 

المصدر: أصوات مغاربية + وكالة الأنباء الليبية

مواضيع ذات صلة

جانب من مظاهرة في ليبيا للمطالبة بتنظيم الانتخابات
يطالب الليبيون الأطراف السياسية بإتمام الإطار الدستوري وإجراء الانتخابات للخروج من الأزمة

وجهت 50 شخصية ليبية، الجمعة، رسالة للقائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستيفاني خوري، اقترحوا فيها تشكيل حكومة مصغرة لقيادة البلاد نحو تنظيم الانتخابات.

وجاء في الرسالة التي وُجهت أيضا لسفراء الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وروسيا والصين، أنه أن الأوان لوقف حالة الانقسام السياسي التي تمر به البلاد ولاستعادة ليبيا وحدتها.

وقال الموقعون على الرسالة، بينهم سياسيون ونشطاء حقوقيون، إن الانقسام المؤسساتي بين الحكومتين المتنافستين في الشرق والغرب لا يعدو أن يكون مجرد مرحلة ضمن مخطط طويل الأمن يستهدف، وفقهم، تقسيم ليبيا إلى مناطق متفرقة.

ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، تعاني ليبيا من انقسامات ونزاعات مسلحة وصراعات سياسية، تتنافس حاليا فيها حكومتان على السلطة: واحدة مقرها طرابلس (غرب) برئاسة عبد الحميد الدبيبة منذ مطلع عام 2021، وأخرى برئاسة أسامة حماد عينّها مجلس النواب في فبراير 2022 ويدعمها الرجل القوي في الشرق المشير خليفة حفتر.

واعتبرت الرسالة أن حالة الانقسام الذي تشهده البلاد "تسهم في تفشي الفساد، وضعف آليات الرقابة المالية والإدارية، وعدم تنفيذ أحكام القضاء الوطني. كما تؤدي إلى إبطاء جهود المصالحة الوطنية الشاملة، وترسيخ حكم المجموعات العائلية وبعض المنتفعين على حساب مستقبل الليبيين".

وطالبوا "بأن يتضمن قرار تمديد ولاية البعثة الأممية للدعم الخاص بليبيا نصا صريحا على تشكيل حكومة جديدة مصغرة، يكون هدفها الأساسي الإشراف على الانتخابات الوطنية التي تحتاجها بلادنا".

إلى جانب ذلك، دعا الموقعون على الرسالة الدول المعنية بالملف الليبي إلى لعب "دور إيجابي" حتى يتسنى لهذا البلد المغاربي تجاوز حالة الانقسام السياسي التي يعرفها منذ سنوات. 

مصغرة أم موحدة؟
وطرح مطلب تشكيل حكومة مصغرة في ليبيا لقيادة البلاد لتنظيم الانتخابات أكثر من مرة، ضمن المقترحات المقدمة لإنهاء الأزمة، لكنه قوبل بالرفض من لدن أطراف الصراع.

وكانت بدايات الحديث عن ضرورة تشكيل حكومة مصغرة جديدة للإشراف على الانتخابات قد بدأ منتصف سنة 2023، وذلك ضمن "خارطة طريق" أعلن عنها حينها مجلسا النواب والأعلى للدولة في سبيل الوصول إلى الاستحقاق الانتخابي المؤجل منذ ديسمبر 2021.

وتسعى البعثة الأممية في ليبيا في الأيام الأخيرة لإقناع الفرقاء الليبيين للجلوس من جديد إلى طاولة النقاش، سيما بعد النجاح الذي حققه مؤخرا في وضع حد لأزمة المصرف المركزي التي استمرت لأسابيع.

في المقابل، لم تتطرق خوري في الإحاطة التي قدمتها يوم 9 أكتوبر الجاري أمام مجلس الأمن لمقترح تشكيل حكومة مصغرة كحل لإنهاء الأزمة، بل اقترحت بدله تشكيل حكومة جديدة أو دمج الحكومتين المتنافستين.

وقالت خوري في حوار مع موقع "الأمم المتحدة" بعد تقديمها إحاطتها إنها ستركز في المرحلة المقبلة على تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين.

وتابعت "سنركز في خطواتنا المقبلة أكثر على الاستشارات كي نقرب وجهات النظر حول العملية السياسية حول أمور مثل +تشكيل+ حكومة موحدة جديدة، أو اندماج حكومتين مثلا. نسمع مثل هذه الأفكار من الأطراف الليبية".

المصدر: أصوات مغاربية