أعلن الادعاء العام في ليبيا أمس الجمعة بدء التحقيقات في انهيار سد مدينة درنة (شرق)، وذلك وسط تعالي الأصوات للتحقيق في شبهات من بينها الفساد والإهمال أو التقصير، بعد إعصار دانيال الذي أودى بحياة الآلاف من سكان المدينة.
وقال المدعي العام الصديق المنصور ، في تصريح صحفي من درنة إن التهم المتداولة لا يمكن إثباتها الا بعد انتهاء التحقيقات "التي ستحدد الوقائع وتبين أركان الجريمة وعناصرها"، مشددا على أنه سيتم محاكمة المشتبه بهم و"لن يكون هناك إفلات من العقاب".
وأضاف أن الخبراء سيحددون إن كانت هناك أخطاء إنشائية أو هيدروليكية أو فساد، مشدداً على ملاحقة المتورطين "أياً كانوا" ، معلناً أنه قرر زيادة عدد أعضاء النيابة العامة للانتهاء من التحقيقات بأقصى سرعة.
خلال سبعة أيام
من جانبه، قال عمر المغيربي، الناطق الرسمي باسم اللجنة المشكلة من وزارة الموارد المائية للوقوف على أسباب انهيار سدي "البلاد" و "بومنصور" أان اللجنة باشرت أعمالها منذ ثلاثة أيام وأنها ستنجز أعمالها وتقدم تقريرها خلال سبعة أيام.
وأوضح المغيربي في تصريح صحفي أن اللجنة خلصت إلى جملة من الأسباب التي أدت الى انهيار السدين، وأنها ستقدم تقريرها النهائي إلى السلطات الإدارية والقضائية المعنية.
قتل الله الفساد و خيانة الامانة و التفريط بأرواح المدنيين ، العاصفة يلي ضريت #درنة و مدن #الشرق_الليبي كان من الممكن أن تمر بخسائر طفيفة ، و لكن الطامة كانت في إنفجار السدين! قضاء و قدر نعم و لكن في اسباب و فساد و نهب ممنهج للمقدرات و للاموال يلي كانت مخصصة بيش تجنبنا هكي مشهد!! pic.twitter.com/ouc7YFW0Ww
— عبدالله@المبري (@Yb42h1spX9AsS4Y) September 15, 2023
وقبل يومين طالب مجلس النواب (شرق) النائب العام بالتحقيق في أسباب حصول كارثة مدينة درنة، و "تبيان ما إذا كان هناك قصور أو تقصير من أي جهة كانت"، بالإضافة إلى تكليف اللجنة التشريعية بالمجلس لإعداد "مشروع قانون إنشاء صندوق إعمار ليبيا يُعرض على المجلس في الجلسات القادمة لاعتماده".
الكلام الذي لا يريدون سماعه.. الحقيقة يجب أن تكون عارية كأجساد المعذّبين تحت التراب pic.twitter.com/JIjHxKQFqQ
— Khalil Elhassi (@ElhasseKhalil) September 14, 2023
وفي وقت سابق، أطلق إعلاميون ونشطاء ليبيون مطالب بضرورة التحقيق في انهيار السدين و"محاسبة المسؤولين على تقصيرهم"، وظل الاعتقاد سائدا بأن السدين كانا في حاجة ماسة للصيانة.
واتهم هؤلاء المسؤولين ببلدية درنة بـ"نهب" الأموال المخصصة لصيانية السدين بدل القيام بعمليات الصيانة الدورية التي كانت مقررة منذ عام 2013، وفق الروايات المتداولة في الأوساط الإعلامية.
وتسبب إعصار "دانيال" المدمر في أضرار جسيمة بعدو مدن وقرى بالجبل الاخضر شرق ليبيا، لكن حجم الدمار الأكبر حدث بمدينة درنة الساحلية (300 كم شرق بنغازي)، نتيجة لانهيار سدين يقعان جنوب المدينة، أدى الفيضان الناجم عنهما في اختفاء أحياس بأكملها ومقتل وفقدان عشرات الآلاف بحسب التقديرات الرسمية.
المصدر: أصوات مغاربية + وكالة الأنباء الليبية