Fire and rescue brigades search for survivors through the rubble of a building that collapsed during floods after the…
الفيضانات جرفت أحياء سكنية بالكامل في مدينة درنة شرق ليبيا

قدّر الفريق المكلف من حكومة الوحدة الوطنية بحصر الأضرار في مدينة درنة، شرق ليبيا، العدد الإجمالي لمباني المدينة المتضررة بالفيضانات التي تسبب فيها إعصار "دانيال" بـ1500 مبنى من أصل 6142 بناية موجودة بالمدينة.

وكشف المصدر أن 891 من هذه البنايات تعرضت للتدمير الكامل، موضحا في تقرير مصور نشرته منصة "حكومتنا"، التابعة لحكومة الوحدة الوطنية، أنه تم إحصاء 211 مبنى تعرض للتدمير الجزئي، بينما غمرت مياه الفيضانات نحو 398 بناية، كما تقدر المساحة الإجمالية للمنطقة التي غمرتها السيول والفيضانات في درنة بنحو 6 كيلومترات مربعة.

بالأرقام والصور الجوية الحديثة.. الفريق المكلف من حكومة الوحدة الوطنية، يوضح حجم الضرر الذي تعرضت له البنية التحتية لدرنة جراء السيول والفيضانات. #حكومتنا #ليبيا #حكومة_الوحدة_الوطنية

Posted by ‎حكومتنا‎ on Saturday, September 16, 2023

وتشير الحصيلة المعلنة إلى حجم الدمار الذي لحق بالمدينة التي ما زالت تحصي ضحاياها من الموتى والمفقودين.

وفي الوقت الذي أعلن فيه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية السبت أن حصيلة الضحايا بدرنة وصلت إلى 11.300 قتيل و10,100 مفقود، ناسبا هذه الأرقام إلى الهلال الأحمر الليبي، نفى متحدث باسم هذه المؤسسة الأحد بلوغ هذا الرقم من القتلى.

وقال المتحدث باسم الهلال الأحمر الليبي، توفيق شكري، لوكالة فرانس برس "نحن للأمانة نستغرب الزج باسمنا في مثل هذه الإحصاءات ونحن لم نصرّح بهذه الأرقام"، معتبرا أنها "تربك الوضع وخاصة ذوي الناس المفقودين".

وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية، اليوم الأحد، إلى أنه "لا يزال 10.100 آخرين في عداد المفقودين في المدينة المنكوبة". كما ذكرت أن الفيضانات أودت بحياة 170 شخصا في أماكن أخرى بشرق ليبيا خارج درنة. وفق بيانات الأمم المتحدة.

ومن جهتها أكدت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في ليبيا، جورجيت غانيون، في تدوينة لها في حسابها علي منصة إكس أن الأمم المتحدة "تعمل مع الشركاء والسلطات المحلية لمواصلة تقديم وتنسيق المساعدة الإنسانية المطلوبة بشكل عاجل للأشخاص المحتاجين" مع تواصل جهود البحث عن المفقودين من طرف فرق عدة دول عربية وغربية.

وكانت غانيون زارت المناطق المنكوبة في مدينة درنة، أمس السبت، رفقة المبعوث الأممي إلى ليبيا، عبد الله باتيلي، للاطلاع على الأوضاع الإنسانية ومخلفات الفيضانات.

 

المصدر: أصوات مغاربية
 

مواضيع ذات صلة

Rescuers and relatives of victims set up tents in front of collapsed buildings in Derna, Libya, Monday, Sept. 18, 2023. Some 11…
منظر جوي يظهر مخلفات العاصفة التي ضربت شرق ليبيا

انتقد المبعوث الأممي، عبد الله باتيلي، استمرار الخلافات بين المسؤولين في شرق وغرب ليبيا حيال مشاريع الإغاثة المتواصلة بعد كارثة إعصار "دانيال" التي ضربت عدة مناطق شرقية في هذا البلد المغاربي.

وأعاب باتيلي، أمس السبت خلال لقائه أعضاء من لجنة الشؤون السياسية في المجلس الأعلى للدولة، ما اعتبره غياب التنسيق بين المؤسسات التابعة لحكومة الوحدة ونظيرتها الخاضعة لسلطة الحكومة المكلفة من قبل مجلس النواب، وقال في الصدد إن التعاون بينهما "لم يكن في مستوى التضامن غير المسبوق الذي أبداه الليبيون من كافة المناطق تجاه مواطنيهم في درنة وغيرها من مدن شرق البلاد".

الممثل الخاص للأمين العام في ليبيا، السيد عبد اللهِ باتيلي، على صفحته في منصة X: التقيت اليوم بأعضاء من لجنة الشؤون...

Posted by ‎UNSMIL بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا‎ on Saturday, September 23, 2023

وشدد على ضرورة أن "تجتمع السلطات في الشرق والغرب من أجل إجراء تقييم مشترك لحاجيات الاستجابة العاجلة وإعادة البناء، مؤكدا على "وجوب ارتقاء القادة السياسيون إلى مستوى اللحظة وأن يعملوا يدا في يد من أجل تجاوز آثار المأساة".

بين الشعب والمسؤولين

وشهدت ليبيا منذ الساعات الأولى للكارثة، قبل نحو أسبوعين، هبة تضامن شعبية شارك فيها مواطنون من جميع أنحاء البلاد بغية مشاركة المتضررين من الإعصار "دانيال".

ولقيت تلك المبادرات إشادة واسعة من طرف العديد من المتابعين للشأن الليبي، بالنظر إلى الأزمة السياسية والأمنية التي تعيشها البلاد منذ أزيد من 11 سنة.

وقال يان فريديز، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ليبيا، لدى عودته من زيارته إلى ليبيا واستمرت ثلاثة أيام "رأينا أشخاصا يأتون من كل المناطق الليبية حتى من سبها في الجنوب. أناس أتوا (إلى درنة) من تلقاء أنفسهم".

وتكثر المساعدات الموجهة إلى الناجين بعد اضطرار أكثر من 43 ألف شخص إلى النزوح من المناطق المتضررة وهم مشردون ومن دون أي موارد، كما تشهد وسائل التواصل الاجتماعي دعوات كثيرة لإيواء نازحين.

لكن بالمقابل، تخشى العديد من الأطراف أن تتعرض عمليات الإغاثة أو مشروع إعادة الإعمار إلى إجهاض كبير على خلفية الخلافات الموجودة في الصف السياسي.

وتتنافس على السلطة في ليبيا  حكومتان، الأولى تتخذ من طرابلس في الغرب مقرًا ويرأسها عبد الحميد الدبيبة، وتعترف بها الأمم المتحدة، وأخرى في شرق البلاد الذي ضربته العاصفة، يرأسها أسامة حمّاد، وهي مكلّفة من مجلس النواب ومدعومة من الرجل القوي في الشرق المشير خليفة حفتر.

وسبق لأهالي مدينة درنة تنظيم وقفات احتجاجية طالبوا فيها بإعادة إعمار مدينتهم بأسرع وقت مشترطين أن يتم ذلك عبر "شركات أجنبية" وتحت إشراف دولي، لضمان سرعة وجودة العمل والحيلولة دون حدوث فساد في ملف الإعمار الذي يتوقع أن يكلف عشرات مليارات الدولارات.

وأوردت وسائل إعلام  ليبية الخميس أن حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس طلبت رسمياً من البنك الدولي المساعدة في إعادة إعمار المناطق المنكوبة "في ثلاث مجالات"، وذلك عبر رسالة وجهها وزير المالية بالحكومة خالد المبروك.

مخاوف جديدة

وقال الناشط السياسي والحقوقي، أبو عجيلة علي العلاقي، إن "استمرار الخلافات أمام الوضع الصعب والمعقد الذي تعيشه ليبيا ينذر بتهديدات جديدة قد تضاعف من مشاكل وهموم المتضررين من الكارثة الأخيرة".

وأشار المتحدث في مكالمة هاتفية مع "أصوات مغاربية": "الصراعات والخلافات بين حكومة الشرق وتلك التي يقودها عبد الحميد الدبيبة صارت أمرا واقعيا يمكن ملاحظته من خلال ممارسات وتصريحات المسؤولين في الطرفين".

وأضاف أن "حكومة أسامة حمدان في بنغازي تسعى إلى فرض وجودها في الأزمة الحالية من خلال الاستفراد بمجموعة من القرارات والإجراءات، كما يحاول فريق طرابلس الإقدام على الممارسات نفسها، وهذا أمر غير مقبول"، مؤكدا على أن ما جاء في كلام المبعوث الأممي عبد الله باتيلي يعبر بشكل دقيق عن المشهد العام في ليبيا".

وطالب العلاقي، الذي يشغل منصب المستشار القانوني للمنظمة الليبية لحقوق الإنسان، بضرورة  العمل بما سماه "حلا ثالثا يسمح بتفعيل مشروع إعادة الإعمار بعيدا عن حكومتي طرابلس وبنغازي".

وأردف "الأسلم لليبيين الآن أن تتكفل هيئة دولية مثل الأمم المتحدة بجميع أشغال ومشاريع الإعمار على اعتبار أن العديد من الكمسؤولين داخل المؤسسات الموجودة في شرق أو غرب البلاد تحوم حولهم شكوك تتعلق بالفساد المالي والإداري".

وتابع "على المبعوث الأممي ألا يتخذ موقف الحياد حيال ما يجري وعليه الاصطفاف إلى جانب الشعب الليبي في المحنة التي يعيشها".

 

المصدر: أصوات مغاربية